قبل انتهاء مهمته بيوم واحد، أقرّ المبعوث الأممي إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد أمس الثلاثاء بارتكاب “أخطاء كبيرة” في إدارة ملف الأزمة اليمنية لكنه ألقى بالمسؤولية على طرفي الصراع.
وقال ولد الشيخ في إفادة لمجلس الأمن قبل تسليم ملف الأزمة اليمنية لخلفه مارتن غريفيث “خلال السنوات الثلاث التي قضيتها كمبعوث أممي كان هناك أصوات بين طرفي الصراع تعتقد بأن الحل العسكري ما زال ممكنًا”.
وأضاف المبعوث الذي تنتهي مهمته الأربعاء “المسؤولية الأولى تقع على عاتق أطراف الأزمة فهم يتحملون المسؤولية بالدرجة الأولى لما يجري ولا أقول ذلك تهربًا من مسؤوليتي لكن لا يمكن لأي مبعوث أن يحل الأزمة دون رغبة الأطراف المعنية”.
غير أن المسؤول الأممي المنتهية ولايته لم يوضح أي أمثلة للأخطاء الكبيرة التي ارتكبها خلال فترة مهمته التي امتدت لثلاث سنوات.
وتابع قائلا “لدينا خطة للسلام في اليمن وتم الاتفاق على المقترحات العملية للبدء في تنفيذها وبناء الثقة بين الأطراف ولكن ما ينقص هو التزام الأطراف بتقديم التنازلات وتغلّيب المصلحة الوطنية”.
وفي وقت سابق أمس الثلاثاء، أعلن ولد الشيخ لأول مرة أيضا عن توصله مع أطراف الصراع في اليمن “لمقترحات وافقت عليها جميع الأطراف المعنية ولكن في اللحظات الأخيرة تنكرت لها جماعة الحوثي”.
وأوضح أنه “خلال السنوات الثلاث الأخيرة تم وضع أسس متينة لاتفاق سلام من خلال تصديق الإطار العام في مدينة بال السويسرية عام 2015 ومناقشة الحيثيات والتفاصيل في الكويت في عام 2016.
واضاف “هناك تقارير يومية تفيد بموت مدنيين نتيجة الفقر والجوع والأمراض ولكن يجب ألا ننسى أن هناك سياسيين من كافة الأطراف يعتاشون من الحروب وتجارة السلاح واستغلال الأملاك العامة لأغراض شخصية”.
وعين الموريتاني إسماعيل ولد الشيخ أحمد مبعوثا لدى اليمن أواخر إبريل/نيسان 2015 خلفا للمبعوث المغربي جمال بن عمر الذي كان قد أعلن تنحيه منتصف إبريل/نيسان من ذلك العام.
ويشهد اليمن منذ نحو ثلاث سنوات نزاعا عسكريا بين القوات الحكومية الموالية للرئيس عبد ربه منصور هادي المسنودة بقوات التحالف العربي بقيادة السعودية من جهة والحوثيين الموالين لإيران من جهة أخرى.
وخلفت هذه الحرب أوضاعا إنسانية صعبة أدت إلى تفشي الأوبئة وإغلاق عدد كبير من المرافق الصحية في البلاد التي تعد من أفقر دول العالم.
اضف تعليق