الرئيسية » أرشيف » 397 قتيلا حصيلة سبت سوريا الأسود والإبراهيمي يحذّر من "جحيم" و"صوملة"
أرشيف

397 قتيلا حصيلة سبت سوريا الأسود
والإبراهيمي يحذّر من "جحيم" و"صوملة"

في أعلى حصيلة يومية منذ اندلاع الاحتجاجات ضد الرئيس السوري، بشار الأسد، في مارس 2011، قتل أمس السبت، 397 شخصا، بينهم 220 قضوا في "مجزرة" وقعت في حي دير بعلبة في مدينة حمص حيث قتل أيضا عدد من الأشخاص في حي البياضة جراء استخدام الجيش السوري غازات سامة، حسب ما أفاد ناشطون في المعارضة.

وقال متحدث باسم شبكة شام إنه "عثر في مبنى مدرسي في دير بعلبة على أكثر من 150 قتيلا ذبحوا وأحرقت جثامينهم من قبل قوات النظام السوري".

وأوضح أن أعمال القتل وقعت إثر انسحاب مقاتلي "الجيش الحر" من الحي بعد نفاذ ذخيرتهم. وأشار المتحدث إلى أن عدد الضحايا قابل للزيادة لعدم انسحاب قوات الجيش السوري من المنطقة حتى الآن.

بدورها، ذكرت لجان التنسيق المحلية أنه "تم العثور مساء أمس على 220 جثة في حي دير بعلبة في حمص وذلك على إثر اقتحام الجيش النظامي ليلا للحي بالدبابات وبرفقة أعداد من الشبيحة"، مشيرة إلى أن الضحايا قتلوا ذبحا أو حرقا.

وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان قد ذكر في وقت سابق أن الجيش السوري سيطر على حي دير بعلبة المحاصر في مدينة حمص التي تشهد أزمة إنسانية خطيرة بسبب المعارك.

كما قال المرصد إن "القوات النظامية سيطرت على دير بعلبة بمدينة حمص بعد انسحاب مقاتلين من عدة كتائب مقاتلة من الحي على إثر عملية عسكرية نفذتها القوات النظامية استمرت لعدة أيام". وأضاف المرصد أن العملية "رافقها قصف عنيف واشتباكات متواصلة ومحاولات اقتحام متعددة وسط حصار للحي".

من جهة أخرى، اقتحم مقاتلون من كتائب سورية عدة تجمعا كبيرا للقوات النظامية السورية جنوب مدينة معرة النعمان الاستراتيجية شمال غربي سوريا.

وقال المرصد السوري في بيان "اقتحم مقاتلون من جبهة النصرة وكتائب أخرى معسكر الحامدية للقوات النظامية، وتدور الآن اشتباكات عنيفة مع عناصر المعسكر تترافق مع أصوات انفجارات شديدة". وأشار إلى انشقاق دبابة مع كامل عناصرها من المركز الذي يضم عددا من الدبابات والعناصر.

في الوقت نفسه، استهدف مقاتلون معارضون معسكر وادي الضيف بالقذائف، وقد أصابت إحداها دبابة، ما أسفر عن احتراقها، بحسب المرصد.

وبدأ الهجوم على وادي الضيف والحامدية منذ أيام، ويقول مقاتلون وناشطون إن مقاتلي المعارضة مصممون هذه المرة على الاستيلاء عليه. ونفذت طائرات حربية غارة جوية على محيط وادي الضيف، في محاولة لوقف تقدم المجموعات المقاتلة.

وأوضح مقاتلون معارضون على الأرض أن جبهة النصرة الإسلامية "تقود الهجوم على وادي الضيف"، مشيرين إلى إطلاق اسم "البنيان المرصوص" على العملية.

واستولى مقاتلو المعارضة في التاسع من أكتوبر على مدينة معرة النعمان القريبة من وادي الضيف والواقعة على طريق دمشق حلب، ما أعاق الإمدادات بالذخيرة والتموين إلى حلب (شمال). ومنذ ذلك الحين، تحاول القوات النظامية أعادة فتح الطريق، فيما تحاول المعارضة استكمال السيطرة على معسكر وادي الضيف.

من ناحية ثانية، بث ناشطون سوريون معارضون شريطا مصورا على الإنترنت يظهر انشقاق العميد إبراهيم المحمد الخليفة معاون قائد شرطة حماة، وانضمامه للمعارضة.

من جانبه، رأى وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، أمس، أن التوصل إلى حل سياسي لتسوية النزاع في سوريا لا يزال ممكناً، وأشار إلى تعذر إقناع الرئيس بشار الأسد بالتنحي عن السلطة، فيما حذر المبعوث الأممي العربي الخاص الأخضر الإبراهيمي من تحول النزاع إلى "جحيم" ، واعتبر الرئيس المصري محمد مرسي أن لا مجال للنظام الحالي في مستقبل سوريا .        

وقال لافروف إن "هناك إجماعاً على القول إن فرص التوصل إلى حل سياسي ما زالت متوافرة"، وأضاف أنه يتعذر إقناع الرئيس السوري بشار الأسد بالتنحي عن الحكم، وشدد على أن أولوية روسيا تتمثل في وقف العنف وإطلاق عملية سياسية، وتابع إن الجانب الروسي أجرى مباحثات مع رئيس "الائتلاف الوطني السوري" المعارض معاذ الخطيب في القاهرة، وأعرب عن استعداده للقائه في موسكو، "لكنه يفضل عاصمة حيادية، ونحن مستعدون لذلك أيضاً، لكن، إذا كان الخطيب يريد أن يكون سياسياً جاداً يجب عليه أن يستمع إلى موقفنا مباشرة".

وشدد الإبراهيمي على ضرورة تكثيف الجهود لإيجاد حل سياسي في سوريا لتجنب "الجحيم". وقال "إذا كان لا بد من الاختيار بين الجحيم والحل السياسي، يتعين علينا جميعاً أن نعمل بلا كلل من أجل حل سياسي". إلا أنه أضاف "من وجهة نظري، المشكلة هي أن تغيير النظام لن يؤدي بالضرورة إلى تسوية الوضع"، وتابع "هناك خياران في سوريا إما عملية سياسية جدية ذات مصداقية وعملية يقودها السوريون، أو صوملة المسألة السورية، ما سيكون له عواقب وخيمة".

وقال الرئيس المصري محمد مرسي خلال خطاب له في افتتاح الدورة البرلمانية لمجلس الشورى، إنه "لا مجال للنظام السوري الحالي في مستقبل سوريا"، معلناً أن أولويات مصر وقف نزيف الدم السوري، والوقوف أمام أي تدخل عسكري فيها، والسعي لحل سياسي بدعم وتوافق عربي وإقليمي وعالمي يفتح ويمهد الطريق أمام الشعب السوري لاستبدال النظام الحالي.

على الأرض، قصف الطيران الحربي السوري بلدة النشابية بريف دمشق، ما أسفر عن مقتل 3 أشخاص، وعشرات الجرحى، وتهدم عدد من المنازل جراء قصف جوي على مدينة دوما، ونفذت الطائرات غارتين استهدفتا بلدة سقبا ومحيطها وبساتين في الغوطة الشرقية، وفي دير الزور (شرق)، تعرضت بلدتا البوعمر والعبدة للقصف بالطيران، وفي محافظة حمص (وسط)، تعرض حي الخالدية للقصف، وسيطرت القوات النظامية على حي دير بعلبة، وحاصرت عشرات الآليات العسكرية بلدة بصرى الحرير بمحافظة درعا (جنوب)، وفي محافظة إدلب (شمال غرب)، دارت اشتباكات عنيفة في محيط معسكر وادي الضيف، وعين قريع، وسمعت أصوات انفجارات شديدة في محيط حاجز للقوات النظامية في حيش، واقتحم مقاتلون معسكر الحامدية جنوب معرة النعمان، واستمرت الاشتباكات عند أطراف مطار منغ العسكري على بعد 30 كيلومتراً من حلب، وأفاد نشطاء أن انفجاراً شديداً ضرب مطار حلب الدولي، وشوهدت النار تندلع داخل المطار.