الرئيسية » أرشيف » 8 آلاف قتيل.. ودعوة لعصيان شامل وجهود عربية وغربية لـ"انتقال سياسي"
أرشيف

8 آلاف قتيل.. ودعوة لعصيان شامل
وجهود عربية وغربية لـ"انتقال سياسي"

أعلنت دول عربية وغربية عزمها مواصلة جهودها داخل مجلس الأمن الدولي وخارجه، للوصول لقرار دولي يتعلق بوضع حل للأزمة في سورية، وذلك بعد إحباط "الفيتو" الروسي الصيني السبت لمشروع قرار عربي أوروبي يدعم خطة الجامعة العربية في هذا الشأن.

وكان هذا الفيتو المزدوج أثار استياء واستنكارا دوليين واسعين، فيما واصلت كل من موسكو وبكين تبريراتهما لقرارهما. فقالت الأولى إن "الغرب لم يبذل جهودا كافية للتوافق"، وان "نص مسودة مشروع القرار الذي طرح للتصويت لم يكن متوازنا"، طالبة في الوقت نفسه "عدم ممارسة المزيد من الضغوط على نظام الرئيس السوري بشار الأسد".

وبدورها، بررت بكين استخدامها حق النقض بالقول "أردنا تجنيب البلد (سورية) والمنطقة سفك الدماء والمزيد من الخسائر والاضطرابات"، وأضافت "أن مشروع القرار كان يتطلب المزيد من التشاور.. ويجب إعطاء مزيد من الوقت والصبر للحل السياسي".

وكان الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، أبرز من عبّر عن الاستياء والاستنكار من الفيتو المزدوج، إذ اعتبره "يقوض" الأمم المتحدة والأسرة الدولية. ووصف الفيتو بأنه "خيبة أمل كبرى للشعب السوري وللشرق الأوسط ولجميع مناصري الديموقراطية وحقوق الإنسان".

وأكد استعداد المنظمة الدولية "للعمل بتعاون وثيق مع جامعة الدول العربية وأطراف أخرى، من أجل التوصل الى عملية انتقال سياسية يقودها السوريون بأنفسهم".

رخصة للقتل
بدوره، أعلن الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي أن الدول العربية "لن توقف مساعيها لحل الأزمة السورية"، مضيفا أن الفيتو الروسي والصيني "لا ينفي أن هناك دعما دوليا واضحا لقرارات الجامعة".

وكانت قطر اعتبرت، على لسان وزير الدولة القطري للشؤون الخارجية، خالد العطية، أن "عجز مجلس الأمن الدولي على تمرير قرار لإنهاء العنف في سورية يعطي حكومة الأسد رخصة لقتل المتظاهرين". وهو الموقف نفسه الذي أعلنه المجلس الوطني السوري بقوله "الفيتو المزدوج رخصة للقتل من دون محاسبة".

بالمقابل، ظهرت تلميحات غربية قوية تؤكد عزم الدول الأوروبية والولايات المتحدة التحرك، من خلال الجمعية العامة للأمم المتحدة، لاستصدار قرار داعم للقرار العربي الأوروبي، وذلك مثلما حدث قبل أسبوع، حيث صدر عن الجمعية العامة قرار يتعلق بالوضع في سورية، وحظي بدعم جميع الأطراف.

فقد دعت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون من أسمتهم بـ"أصدقاء سورية الديموقراطية" للاتحاد ضد نظام حكم الأسد. وهي كانت حذرت من حرب أهلية بعدما أعلنت أن الوقت حان ليتحرك مجلس الأمن بـ"حزم حيال سورية.. وإذا مورس ضغط دولي جدي على نظام الأسد فمن الممكن الوصول لعملية انتقالية مماثلة لما جرى في اليمن.. وعلينا أن نتحرك بسرعة، لأن كل يوم إضافي يزيد من مخاطر نشوب حرب أهلية".

كذلك، قال الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي إن بلاده تعتزم إقامة ما أسماه "مجموعة أصدقاء الشعب السوري"، التي ستحشد الدعم الدولي لتنفيذ الخطة العربية.

وكان الفيتو الروسي الصيني المزدوج قد أثار استياء العديد من الدول، التي اتهم بعضها موسكو وبكين بالتآمر على الشعب السوري. فقالت باريس "إنه يشجع النظام السوري على مواصلة سياساته القمعية.. ويشل المجتمع الدولي.. ويعني الاصطفاف إلى جانب نظام يذبح شعبه". واتهمت روما البلدين بـ"التخلي" عن الشعب السوري.

ميدانيا، قتل 31 شخصا في سورية أمس، من بينهم 21 جنديا سقطوا خلال اشتباكات جرت مع منشقين، الى جانب 10 مدنيين سقطوا برصاص الأمن في مدن سورية عدة، في وقت دعت لجان التنسيق المحلية إلى "عصيان الكرامة"، وأعلنت ارتفاع عدد قتلى الثورة السورية منذ منتصف مارس الماضي إلى أكثر من سبعة آلاف و339 قتيلا، فيما خرجت تظاهرات منددة وأخرى مرحبة بالفيتو الروسي – الصيني في مجلس الأمن.

وأوضحت اللجان الشعبية أن برنامج العصيان سيكون على ثلاث مراحل: مدني بإضراب حداد لمدة يومين، يتبعه اقتصادي وتشكيل جمعيات شراء، ومن ثم تحضير لعصيان في دمشق وحلب.

وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن "اشتباكات عنيفة دارت بعد منتصف ليل السبت – الأحد في قرية احسم في جبل الزاوية في ريف ادلب، بين الجيش ومجموعات منشقة، أسفرت عن مقتل ستة جنود وجرح 21 آخرين، بينهم ضابط برتبة عميد، وتم اعطاب أربع آليات".

وأضاف: أن خمسة جنود آخرين قتلوا "إثر إعطاب آلية لهم في فليون"، وقتل جندي آخر "إثر استهداف سيارة عسكرية في ابديتا في جبل الزاوية"، بينما "قتل جنديان قرب سراقب اثر اشتباك".

وفي ادلب ايضا، قتلت طفلة في قرية المسطومة، التي تشهد "اشتباكات بين مجموعات منشقة والجيش النظامي". وقتل "مواطن في قرية معرشورين إثر اطلاق الرصاص على سيارة كانت تقله مع آخرين"، ومواطن آخر من قرية بسامس وجد مقتولا بعدما كان قد اعتقل قبل أيام. وفي ريف درعا دارت اشتباكات أسفرت عن مقتل 4 جنود.

وفي ريف دمشق، استشهد طفل إثر اصابته باطلاق رصاص خلال تفريق قوات الأمن تظاهرة في مدينة داريا. أما في الرستن في محافظة حمص، فقتل ثلاثة مواطنين في قصف مدفعي، جاء ردا على هجوم تعرضت له كل الحواجز العسكرية في المدينة من قبل مجموعات منشقة، مما أدى الى تدمير معظم الحواجز وسقوط قتلى وجرحى من الجيش النظامي.

والقصف على الرستن مستمر منذ أيام رغم انسحاب الجيش النظامي، ويتخوف الأطباء من ارتفاع عدد القتلى بسبب الاعداد الكبيرة للجرحى، الذين سقطوا في الايام الماضية  وبسبب النقص في المواد الطبية. ويتخوف الناشطون من عملية جديدة على أحياء حمص على غرار التي تعرض لها حي الخالدية (ليل الجمعة ـــ السبت)، لا سيما حي بابا عمرو الذي يتحصن فيه عناصر الجيش السوري الحر. في هذه الاثناء، كان الجيش السوري يحاول اقتحام بلدة مضايا في ريف دمشق بعشرات الدبابات ومئات الجنود، وسط قصف عنيف يستهدف البلدة. ودفع الجيش بنحو 500 عنصر مع آلياتهم إلى الجهة الشمالية للبلدة، إضافة إلى التعزيزات الموجودة أصلاً على هذه الجبهة، التي تقدر بنحو أكثر من مائة عربة تابعة للفرقة الرابعة، وسط نزوح كثيف للأهالي. وبحسب الهيئة العامة للثورة فإن معظم الجنود الموجودين داخل الدبابات مقيدون ولا يستطيعون الخروج منها.