تمر ذكرى مرور 8 سنوات من إنهاء الوجود العسكري السوري على لبنان وهو يكافح لينأى بنفسه عن الأزمة السورية وسط اتهامات لحزب الله بالمشاركة في القتال هناك إلى جانب النظام، وفتاوى لشيوخ من السنة بالجهاد في سوريا للدفاع عن "إخوانهم المظلومين "..هذا فضلا عن تأكيد لبنان المستمر على أن إمكانياته الاقتصادية، تتضاءل يوماً بعد يوم عن تحمل أعباء التدفق المستمر للاجئين السوريين الفارين من أتون الحرب المستعرة في ديارهم.
وفى السياق يتمنى لبنانيون أن يكون انسحاب السوريين عسكريا وسياسيا أيضا ، فالانسحاب العسكري حدث منذ 8 سنوات ..ولكن لك يكن انسحابا سياسيا ، ولا يزال النظام السوري يتدخل بالشؤون الداخلية في لبنان ، رغم أن قبضته خفت عن السابق لكن ما زال لبنان يعاني من هذا التدخل في شؤونه .
وتحمل لبنان الوجود العسكري لجارته التي هيمنت عليه تاريخيا لمدة 29 عاما حتى 26 نيسان/أبريل 2005 وحاول أن ينأى بنفسه عن الانتفاضة التي بدأت سلمية ضد النظام الحاكم في سوريا قبل أن تتحول إلى حرب أهلية وفق تقديرات الأمم المتحدة.
ودخل الجيش السوري إلى لبنان في كانون الثاني/يناير 1976، بينما كانت نار الحرب الأهلية مستعرة، تحت غطاء الجامعة العربية ليضع حدًا للنزاع العسكري وليعيد الأمور إلى ما كانت عليه قبل الحرب. وقد رحبت بدخوله أحزاب اليمين اللبناني المسيحي والمسلمون المحافظون بينما رفضته الفصائل الفلسطينية وحلفاؤها في الحركة الوطنية اللبنانية.
وقعت سوريا مع لبنان سنة 1991 معاهدة "الاخوة والتعاون والتنسيق" لتضفي شرعية على وجودها العسكري في لبنان.
ونصت المعاهدة على أن لا يكون لبنان مصدر قلق لسوريا وأن تكون سوريا مسؤولة عن حماية لبنان من التهديدات الخارجية. في أيلول/سبتمبر من هذه السنة، وقّع لبنان وسوريا اتفاقية الدفاع والأمن بين البلدين.
بعد انسحاب إسرائيل من جنوب لبنان ووفاة حافظ الأسد سنة 2000، واجه الوجود العسكري السوري انتقادات ومعارضة شديدتين من اللبنانيين، وتصاعدت الدعوات الى تصحيح العلاقات اللبنانية – السورية.
وانتهى الوجود العسكري السوري في لبنان في 26 نيسان/أبريل 2005 ، إثر اغتيال رئيس الوزراء الأسبق رفيق الحريري في 14 شباط/فبراير 2005.









اضف تعليق