الرئيسية » تقارير ودراسات » القيادة السورية الجديدة ومستقبل حزب الله بعد عام من حكم أحمد الشرع
تقارير ودراسات رئيسى

القيادة السورية الجديدة ومستقبل حزب الله بعد عام من حكم أحمد الشرع

سقوط نظام الأسد السابق وصعود أحمد الشرع في دمشق قبل عام يمثلان نقطة تحول في دور سوريا الإقليمي. لعقود، كان تحالف سوريا مع حزب الله حجر الزاوية في الاستراتيجية الإقليمية لإيران، مما أتاح شن هجمات عبر الحدود على إسرائيل، وتأثيراً في السياسة اللبنانية، ورافعة في دمشق نفسها. لكن الشرع أعاد تعريف مصالح سوريا. فالقيادة الجديدة ركزت على السيادة وإعادة الإعمار وإعادة دمج سوريا في المجتمع العربي، وهي أولويات تتعارض بشكل متزايد مع حرية عمل حزب الله.
سوريا تحت قيادة الشرع لم تواجه حزب الله بسهولة، لكنها وضعت حدوداً واضحة للتسامح معه. أي تحرك ضد الحزب يحدث فقط عندما تتجاوز تكلفة التسامح معه المخاطر المرتبطة بالمواجهة. خلال العام الماضي، فرضت دمشق رقابة أكبر على عمليات حزب الله داخل الأراضي السورية، خصوصاً في المناطق الحدودية، للحد من استهداف إسرائيل وتقليل المخاطر المرتبطة بالردود العسكرية. وقد انتقد الشرع الاستخدام التاريخي لحزب الله للأراضي السورية، مؤكداً أن التسامح له حدود وأن سوريا الجديدة ستعطي الأولوية للسيطرة على أراضيها.
في الوقت نفسه، عملت القيادة الجديدة على إعادة ضبط علاقاتها الإقليمية. فتح الشرع قنوات دبلوماسية مع بعض الدول العربية وتقليل اعتماد سوريا على إيران، فيما أصبح تقييد نفوذ حزب الله، أو على الأقل تقليص حريته في العمل داخل الحدود السورية، ورقة تفاوضية لجذب مساعدات إعادة الإعمار والشرعية الدولية. كما أن استمرار عدم الاستقرار في لبنان، بما في ذلك تدفقات اللاجئين وعمليات التهريب والاعتداءات المسلحة، يهدد تعافي سوريا الهش، ما يمنح دمشق حافزاً إضافياً للحد من استقلالية حزب الله.
رد إسرائيل بقي حاسماً. في ظل التدابير السورية الجديدة، قلّت الضربات الإسرائيلية على جنوب لبنان والمناطق الحدودية السورية مقارنة بالعام السابق، في اعتراف ضمني بأن دمشق أصبحت أكثر قدرة على ضبط الحزب. إذا تدخلت سوريا للدفاع عن حدودها أو للسيطرة على تحركات حزب الله دون دخول الأراضي اللبنانية، فقد تتراجع تل أبيب ضمنياً، باعتبار أن المخاطر العملياتية تقل. أما إذا تحركت القوات السورية ضد الحزب داخل لبنان، فمن المرجح أن ترد إسرائيل عسكرياً، مما يزيد خطر صراع إقليمي أوسع.
سوريا تحت قيادة الشرع لم تعد حليفاً مضموناً لحزب الله. تركيز النظام الجديد على السيادة وإعادة الإعمار قد يفرض إعادة ترتيب دقيقة ولكن جوهرية في لبنان. بالنسبة لإسرائيل، قد يوفر تدخل سوريا فرصة لإضعاف حزب الله بشكل غير مباشر، ولكنه يحمل أيضاً خطر التصعيد. وفي المرات القادمة التي تشن فيها إسرائيل ضربات على جنوب لبنان أو المناطق الحدودية السورية، ينبغي على المراقبين متابعة التطورات عن كثب: فقد تضبط سوريا حزب الله دون إطلاق رصاصة واحدة في لبنان، لكن الأخطاء الحسابية قد تتسبب بسرعة في مواجهة أوسع.

تم الاستعانة بـchatgpt فى كتابة المقال