الرئيسية » محليات » سلطنة عمان » انتهاء المرحلة الأولي بمشروع ” #مجمع_الابتكار_مسقط” العام المقبل
سلطنة عمان محليات

انتهاء المرحلة الأولي بمشروع ” #مجمع_الابتكار_مسقط” العام المقبل

مشروع مجمع الابتكار مسقط
مشروع مجمع الابتكار مسقط

أكد الدكتور عبد الباقي بن علي الخابوري مدير دائرة المناطق العلمية في مجلس البحث العلمي أن المرحلة الأولى من مشروع مجمع الابتكار مسقط ستنتهي العام المقبل “2017” على أن تبدأ المرحلة الثانية من المشروع بعد تشغيل المرحلة الأولى لمدة سنة.

وأشار مدير دائرة المناطق العلمية في مجلس البحث العلمي إلى أن الشركة المنفذة للمشروع قطعت شوطاً في التنفيذ بحيث تم إنجاز ما يقارب 70% من المرحلة الأولى، وتبلغ مساحة المبنى الرئيس للمجمع حوالي 32.000 مربع، مكوناً من الطابق الأرضي و7 طوابق، وبأحدث المواصفات العالمية التي ستساعد على جعل هذه المنطقة العلمية بمختلف مرافقها الخدمية، واحدة من المشاريع المميزة والرائدة في السلطنة للنهوض بالبحث العلمي والابتكار، وذلك بعد الاطلاع على عدة تجارب ناجحة في هذا الإطار، ومحاولة الاستفادة منها قدر الإمكان وبما يخدم تطلعات السلطنة اجتماعيا واقتصاديا ومختلف المجالات الأخرى. وبناء على على ذلك فقد تم تخصيص مساحة تبلغ حوالي 540.000 متر مربع في المنطقة القريبة من جامعة السلطان قابوس في الخوض موقعاً للمجمع، الذي سيتم إنشاؤه على ثلاث مراحل خلال عشر سنوات.
وحول أهداف المجمع قال الخابوري: إن أهداف المجمع تنبثق من رؤيته في وضع عُمان على الخريطة العالمية للتقدم العلمي، ومهمته في دفع عجلة التغيير الإيجابي بأن “نصبح أحد أكبر مصادر الإلهام والابتكار في المنطقة، وتتجلى هذه الأهداف في تعزيز بناء الاقتصاد المعرفي، وإنشاء منصة جاذبة للاستثمار في البنية الأساسية للبحث والتطوير، واستقطاب الأيدي العاملة الماهرة وتنمية رأس المال البشري، والاستثمار بنظام وسياسات الملكية الفكرية، والترويج لغرس ثقافة الابتكار وريادة الأعمال، وتوفير حوالي 3000 وظيفة جديدة لذوي الاختصاصات والمؤهلات العلمية العالية خلال عشر سنوات من بداية المشروع.

المجالات الأربعة

وأوضح الخابوري أن مجمع الابتكار مسقط يركز على أربعة مجالات بحثية بشكل أولي وهي: البيئة والمياه، الطاقة والطاقة المتجددة، الأمن الغذائي والتكنولوجيا الحيوية، والصحة، وذلك وفقاً للاستراتيجية الوطنية للبحث العلمي والرامية إلى التركيز على القضايا الملحة لهذه المجالات الأربعة، وتشخيصها التشخيص الدقيق وعلاجها بما يواكب المستجدات، والعمل على مجابهة التحديات التي تواجهها، وبالتالي الموازنة بين الواقع والاحتياجات الفعلية للارتقاء في المجتمع، وذلك بعد أن أصبحت المعرفة والبحوث العلمية التي تحولت إلى منتج أو سلعة، هي النقطة الحاسمة لتحقيق الابتكار وبالتالي الارتقاء بحياة المواطنين بشكل عام.

فالمجمع يتطلع ومن خلال توفير المناخ الملائم لحاضنات الأعمال ومراكز البحث والتطوير والتدريب التي سيوفرها، إلى التوصل للكثير من الأفكار والبحوث العلمية التي ستخدم القطاعات الأربعة وفقاً لاحتياجات البلد، والترويج لفكرة استغلال المعرفة عبر البحوث للابتكار وإحياء روح البحث العلمي في نفوس أفراد المجتمع، ليصبح البحث العلمي والابتكار وطريقة تسخيره واستخدامه في الحياة منهجا يعمل به الناس ويسعون إليه باستمرار، التزاما بمبدأ التفاعل مع احتياجات البلد والمساهمة في بحث الحلول للتحديات والإشكاليات التي تواجهها القطاعات الأربعة وذلك بالطرق العلمية، وهو الهدف الأسمى لمجلس البحث العلمي بأنشطته وبرامجه وجهوده المتنوعة، في الحاجة إلى إتباع المنهجية العلمية لإنتاج فكر يسهم في إثراء المجتمع والحياة بمختلف جوانبها.

اختيار الموقع

وأشار الدكتور عبد الباقي الخابوري إلى أن غالبية المناطق العلمية الناجحة في العالم تقع بالقرب من مؤسساتها التعليمية، ورغبة في الاحتذاء بتلك الأمثلة التي حققت بتجاربها ومن واقع خبرتها والأهداف التي ترمي إليها، قام مجلس البحث العلمي بتحديد المنطقة القريبة من جامعة السلطان قابوس موقعاً مناسباً لمجمع الابتكار مسقط، وهو ما يتماشى مع الأهداف الاستراتيجية الوطنية للبحث العلمي التي يعكف المجلس على تنفيذها، وذلك بعد دراسة الواقع برؤية جديدة ومنها التواجد في بيئة قريبة من الطلبة والأكاديميين والخبراء والباحثين من المهتمين بالبحوث العلمية والابتكار، وكذلك المعاهد البحثية، وبحيث تحفز على المشاركة الإيجابية من قبل الجميع.

وهو دليل حي على تكاتف وتعاون مجلس البحث مع مختلف الجهات المهتمة بالبحث العلمي والابتكار وعلى رأسها جامعة السلطان قابوس، وما تتميز به من تعدد في التخصصات والدراسات والأطروحات الأكاديمية التي تقدمها، ناهيك عن سهولة الوصول إليها وقربها من واحة المعرفة وعدة جهات أخرى، فضلاً عن الجهود الأخرى للمجلس في عقد شراكات استراتيجية مع مؤسسات حكومية وخاصة من داخل السلطنة وخارجها، وذلك إيماناً من إدارة المجلس وموظفيها بضرورة تضافر جهود مختلف المؤسسات لتبني ثقافة البحث العلمي، وأهمية الابتكار عبر الاستفادة من التكنولوجيا من أجل إقامة مجتمع للمعرفة، وبأساليب العصر الحديث.

مكونات المرحلة الأولى

وعن مكونات المرحلة الأولى، قال مدير دائرة المناطق العلمية في مجلس البحث العلمي: يتكون المجمع في مرحلته الأولى من: مبنى الابتكار: ويشمل مكاتب للإداريين، كما سيضم حاضنات للأعمال على مساحة 4000 متر لرواد الأعمال وأصحاب المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في المجالات التي يركز عليها المجمع، والعمل متواصل من قبل المختصين لدينا على إعداد وتحضير قائمة معايير وشروط ومواصفات الأفراد الذين سيستفيدون من حاضنات الأعمال هذه، ومن ثم الأخذ بهم وتهيئتهم لإنشاء شركات مستقله تساهم في دعم ورفد الاقتصاد الوطني بمنتجات بحثية وطنية ذات قيمة مضافة تحقق الربح والفائدة، وهو ما يعكس جهود المجمع ورغبته الفعلية في تبني الباحثين والمبتكرين، وفتح المجال لإشراك الأفراد والمؤسسات المهتمة بذلك.

فضلاً على تشكيل فريق عمل متكامل يقوم بتركيز جهوده في تقديم مختلف أشكال الاستشارات للأفراد والجماعات الراغبين في البحث والابتكار، والإشراف عليهم بمستوى عال من الجودة والكفاءة بغرض استغلال طاقات الموارد البشرية المحلية ذات الاهتمام بالجوانب البحثية ولديها شغف الابتكار. بالإضافة إلى احتواء المبنى على قاعة للاجتماعات ومسرح وحضانة للأطفال، ومكاتب توفير خدمات المحطة الواحدة.

تصنيع النماذج الأولية

كما تتكون المرحلة الأولى من ورشة تصنيع النماذج الأولية؛ وذلك بهدف توفير مبنى متكامل ومجهز بأحدث الأجهزة والإمكانات الداعمة لتحويل الأفكار والبحوث العلمية إلى منتجات ونماذج، تم تخصيص حوالي 4800 متر مربع لإنشاء مبنى ورشة التصنيع والنمذجة، وتنقسم إلى خمسة أقسام تحوي ثلاثة منها على ورش للتصنيع والورشة الرابعة للتصميم الرقمي وثلاثي الأبعاد والخامسة للنماذج، كل ذلك بغرض إتاحة الفرصة للباحث أو المبتكر على التدريب في تصنيع وتحويل الفكرة الأولية أو المشروع إلى نموذج أو منتج يمكن بيعه في السوق.

وبالتالي إتاحة استغلال الورشة من قبل رواد الأعمال وأصحاب المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، وأي مؤسسة ذات الاهتمام المشترك سواء من داخل المجمع أو من خارجه، مع إمكانية استئجار مساحة في الورشة من قبل الشركات المستأجرة في المجمع أو من الخارج.
وتم الأخذ بعين الاعتبار تصميم وبناء هذه الورش وفق شروط ومعايير عالمية، وبطريقة تحتمل الحرارة والضغط العالي وعوامل الطقس الأخرى، فتم مؤخراً حصر أنواع الآلات والتقنيات الهادفة إلى خدمة الملتحقين بالحاضنات وعمل دراسة جدوى بشأن استخدامها وآلية توفيرها، وبالإضافة إلى هذه الأدوات فهناك مكاتب للفرق الفنية ستقوم بدعم المبتكرين والباحثين وتقدم لهم التوجيه المناسب، والإرشاد الأمثل حول كيفية استيعاب استعمال هذه الأدوات والانتفاع بها، وبالتالي انتشار التكنولوجيا المتولدة من المعرفة في المجتمع، كمفتاح للتنمية المتواصلة والمنشودة.

مبنى ترفيهي

وأوضح الخابوري أن وجود مبنى ترفيهي للخدمات الاجتماعية أحد العناصر التي حرصت إدارة المجمع على توفيرها، لضمان تحقيق متطلبات العوامل الأساسية لجذب الفئات المستهدفة من المجمع، ويتميز هذا المبنى باحتوائه على حوض للسباحة وصالة رياضة للرجال وأخرى للنساء ومجموعة مطاعم، كل ذلك على مساحة قدرها 1800 متر مربع، ويهدف المبنى بشكل أساسي إلى إضافة نوع من وسائل المتعة والترفيه التي تساعد على كسر الروتين والشعور بالملل، كما سيساعد على خلق أجواء تمهد للمزيد من الأفكار البحثية ذات الجدوى والنفع.

أما مراكز البحث والتطوير في المرحلة الأولى من المشروع: يصل عدد قطع الأراضي الاستثمارية ضمن هذا المشروع إلى أكثر من 11 قطعة أرض حول المجمع وتبلغ مساحة الأرض الواحدة من 8000 إلى 10,000 متر مربع، مخصصة لإنشاء مراكز للبحث والتطوير والتدريب للشركات العالمية المستثمرة كحق انتفاع، ولقد انتهينا من توقيع مذكرات تفاهم مع: أنستوك “شراكة بين شلمبرجير وتكاتف عُمان” لإنشاء مركز للتدريب بالتعاون بين المؤسستين، وذلك على مساحة 12.000 متر مربع، بعقد طويل الأمد ولمدة 25 سنة قابلة للتجديد لمدة أو بمدد مماثلة.

وأخرى مع مركز بحث وتطوير في مجال الصحة، يُعنى بعلاج الأمراض السرطانية باستخدام تقنية البروتون على مساحة قدرها 28.000 متر مربع كأول مركز على مستوى نطاق الشرق الأوسط . في مجال النفط والغاز تم توقيع اتفاقيه مع شركة الاستخلاص المعزز للنفط على مساحة 1500.

شركة لإدارة المجمع

وحول ما يتعلق بالمراحل الأخرى قال الخابوري: إن المجمع في مرحلته الثانية سيتضمن أربعة معاهد لبحوث في المجالات التخصصية الأربعة التي يركز عليها المجمع بشكل أولي، في حين أن المرحلة الثالثة ستحتوي على فندق ومدرسة عالمية، ومركز ترفيهي يضم عدة مرافق مثل مسبح داخلي، مطاعم، محلات تجارية، وصالات رياضية.

وبشأن إنشاء شركة لإدارة المجمع قال الدكتور عبد الباقي: بعد دراسة مستفيضة أجريناها بالتعاون مع أحد بيوت الخبرة المعروفة في هذا المجال، وبعد الاطلاع على العديد من التجارب العالمية تبين أن التوجه الأمثل لإدارة المدن العلمية يتم من خلال تأسيس شركة متخصصة لإدارتها، الأمر الذي من شأنه أن يسهل عملية تشغيل المجمع بشكل مستدام وقابل للقياس على المدى الحالي والمتوسط والبعيد في سبيل الوصول إلى الأهداف الاستراتيجية المشار إليها أعلاه.

وأضاف الخابوري: أن التوصيات التي رفعت إلى مجلس إدارة البحث العلمي اتسقت مع قراره الذي اَتخذ في 29 من مايو الماضي أثناء اجتماعه الأخير، بالموافقة المبدئية على إنشاء شركة لإدارة المجمع.

يذكر أن الشركة مناط إليها العديد من المهام الرئيسية فعلى سبيل المثال وليس الحصر: إعداد الخطط والاستراتيجيات المعنية بالمجمع وتطويره بكافة مرافقه، خلق فرص استثمارية جديدة ومتنوعة لاستقطاب المستثمرين من كافة أرجاء العالم، إدارة الشؤون المالية والتشغيلية لكافة مرافق المجمع، إدارة حاضنات الأعمال، وضع الخطط التسويقية والتواصلية مع مختلف الشرائح داخل وخارج السلطنة.