اختتمت أمس المرحلة الأولى من الانتخابات البلدية اللبنانية. وكانت نسبة الاقتراع متفاوتة جداً بين منطقة وأخرى، إذ كانت متدنية في العاصمة ومرتفعة نسبياً في أنحاء من البقاع. فقد بقيت في بيروت ضمن حدود العشرين في المئة، وفي بعلبك خمسين في المئة، وفي زحلة 44 في المئة. وفي عرسال المحاطة بالمخاطر الأمنية تجاوزت النسبة 42 في المئة.
وجرى تبادل الاتهامات بشراء الأصوات، لا سيما في زحلة، التي تتنافس فيها لائحتان قويتان وثالثة غير مكتملة. وفي بيروت يأمل رئيس الوزراء الأسبق سعد الحريري في فوز لائحة “البيارتة” بكاملها. وكان لافتاً قوله رداً على سؤال إن غياب “حزب الله” عن هذه اللائحة هو “بمنزلة إضافة إلى بيروت”.
و في بيروت تتنافس لائحتان كاملتان للفوز بـ24 مقعدا في المجلس البلدي، موزعين مناصفة بين المسيحيين والمسلمين. وللمرة الاولى تواجه لائحة “بيروت مدينتي” ممثلة للمجتمع المدني وغير المدعومة من اي جهة سياسية، لائحة “البيارتة” المدعومة من تيار المستقبل، وكذلك ممثلين عن فريق 8 آذار ، علما ان “حزب الله” لم يرشح اي ممثل رسمي عنه في بيروت.
انطباعات الناخبين المتفاوتة
وكانت نسبة الاقتراع في العاصمة اقل من 20 في المئة، وقال ايلي (43 عاما) وهو موظف لـ”فرانس برس” بعد اقتراعه في الاشرفية ببيروت “حتى لو فاز مرشح واحد من لائحة بيروت مدينتي، فذلك سيعد انتصارا للمجتمع المدني. لقد سئمنا من هذه الطبقة الفاسدة المسؤولة عن الازمات الاقتصادية والاجتماعية والديون والنفايات”.
وفي محلة المزرعة قالت مريم (40 عاما)، وهي موظفة في مدرسة: “انتخبت لائحة البيارتة ولاهل بيروت والشيخ سعد (الحريري)”، مشددة على ان اللائحة “تضم وجوها جديدة واصحاب خبرة”.
وفي مواجهة اللائحتين ثمة لائحة ثالثة غير مكتملة تحت تسمية”مواطنون ومواطنات في دولة” تضم اربعة ابرزهم الوزير السابق شربل نحاس.
المسؤولون يقترعون
واقترع عدد من المسؤولين في بيروت صباحا، ابرزهم رئيس الحكومة تمام سلام ووزير الداخلية نهاد المشنوق ورئيس تيار المستقبل سعد الحريري، الذي عبر عن امله في ان “تفتح هذه الانتخابات الباب للانتخابات الاخرى الرئاسية والنيابية في المستقبل”. وبالنسبة لبيروت أكد عضو كتلة المستقبل النائب محمد قباني أن نسب الاقتراع “تختلف من لجنة إلى آخرى لكنها مقبولة”. وقال “هناك عمليات تزوير، وشطب في بعض الأماكن”، داعياً المقترع الى “أن يقرأ الأسماء، ويتأكد أنه لا تزوير فيها”.
التنافس الحاد في زحلة
وتشهد مدينة زحلة ذات الغالبية المسيحية في البقاع المعركة الانتخابية الابرز، اذ تتنافس لائحة يترأسها مرشح من ال سكاف، ابرز العائلات السياسية في المدينة، مدعومة من تيار المستقبل، ضد لائحة ثانية مدعومة من الاحزاب المسيحية التقليدية، بالاضافة الى لائحة ثالثة مدعومة من عائلة فتوش المعروفة في المدينة.
ووقعت مشادات بين أنصار الوزير السابق نقولا فتوش من جهة، وأنصار الكتلة الشعبية التي تتزعمها ميريام سكاف من جهة ثانية، مع مؤيدي “القوات اللبنانية” في منطقة حوش الأمراء على خلفية إدعاءات عن أماكن شراء الأصوات، وتدخل الجيش وحل المشكلة. وأكد العميد الياس خوري من غرفة العمليات المركزية أنه لم يحدث أي تبادل لإطلاق النار، وكل ما حدث هو تدافع وتضارب بالأيدي.
اتهامات بشراء أصوات الناخبين
وقد اتهمت لائحة “انماء زحلة” المدعومة من الاحزاب، لائحتي سكاف وموسى فتوش بـ “استخدام المال وانحياز السلطة لهما”. من جهته، قال النائب السابق سليم عون ان “انماء زحلة تواجه المال والسلطة، وعامل المال متوافر لدى اللائحتين المنافستين”. واتهم السلطة “بكل اجهزتها الامنية ومسؤوليها بالوقوف الى جانب اللائحتين المنافستين”.
ولفت عضو كتلة الكتائب النائب ايلي ماروني الى ان “جو المال والعنف يمارس في الكثير من الاماكن”، وان القوى الامنية متقاعسة ازاء شراء الاصوات من قبل ميريام سكاف والنائب فتوش و”على عينك يا تاجر”.
بعلبك وعرسال
وفي البقاع ايضا اعلن نائب الامين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم في بعلبك “نرعى تشكيل اللوائح في 57 بلدة في البقاع من خلال لوائح التنمية والوفاء”، مضيفا ان “19 بلدية من البلديات التي نتابعها فازت بالتزكية”.
وفي بلدة عرسال البقاعية المضطربة شهدت مراكز الاقتراع ازدحاما أمام الصناديق في ظل إجراءات أمنية لمنع أي محاولات لإفساد الانتخابات من قبل تنظيمي النصرة وداعش المتواجدين في جرود البلدة.
اضف تعليق