الرئيسية » أرشيف » الإرهابيون في سيناء يستخدمون أساليب "القاعدة"
أرشيف

الإرهابيون في سيناء يستخدمون أساليب "القاعدة"

اعتبر مراقبون أن الطريقة التي نفذت بها مجموعة إرهابية الهجوم على معبر رفح الذي أدى إلى مقتل 16 جندياً من حرس الحدود المصريين في الخامس من الشهر الجاري, تحاكي الأسلوب الذي يتبعه تنظيم "القاعدة" في تنفيذ هجماته.

وهاجم المسلحون المعبر وهو ويطلقون نيران المدافع الآلية, ويرفعون راية "القاعدة" السوداء, ثم اختفوا وسط الجبال والقرى النائية في صحراء سيناء, فيما ظل السكان المذعورون داخل منازلهم واختفت الشرطة.

وكانت الواقعة التي شهدتها مدينة العريش في يوليو من العام ,2011 عندما هاجم مسلحون مجموعة من السائحين في طابا, أول لمحة عن قوة الجهاديين في شمال سيناء, لكنها كانت لمحة لم يلتفت إليها كثيرون إلى أن قتل حرس الحدود على يد مسلحين يعتقد انهم متشددون إسلاميون مطلع الشهر الجاري.

وقال المتخصص في شؤون الشرق الأوسط بجامعة درهام في انكلترا خليل العناني إن "سيناء أرض مثالية وخصبة لـ(القاعدة) ومن الممكن أن تصبح جبهة جديدة لها في العالم العربي".

من جهتهم, قال ديبلوماسيون ومحللون انه ليس هناك دليل بعد على علاقة بين "القاعدة" والمتشددين في سيناء, وهم إما بدو مستاؤون من معاملة السلطات وإما مصريون فروا من السجون خلال انتفاضة العام الماضي أو فلسطينيون من غزة.

ومثل هؤلاء مزيجاً خطيراً من تهريب السلع والأفراد وتجارة السلاح وفكر "القاعدة" التكفيري, في حين أن العامل المشترك بينهم هو المعارضة الشديدة لاسرائيل.

من ناحيته, قال السفير الإسرائيلي السابق لدى مصر اسحق ليفانون "إن سيناء أصبحت قاعدة لكل أنواع الجماعات المتطرفة هدفها الأساسي هو الإضرار بنا, وطردنا, لإقامة دولة خلافة وإحداث هزة في الشرق الأوسط".

بدوره, أوضح المحلل في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى ايهود ياري "أن مهاجمة سفن في قناة السويس أسهل كثيراً على تلك الجماعات البدوية الأصولية التي تستوحي مذهب السلفية المتطرفة والقاعدة من شن عملية على الحدود الإسرائيلية".

وانسحبت إسرائيل من سيناء بموجب معاهدة السلام التي رعتها الولايات المتحدة, حيث تعاني المنطقة منذ فترة طويلة من تجاهل السلطات, ما أفسح المجال لانتعاش الجريمة.

لكن سكان العريش عاصمة محافظة شمال سيناء, قالوا إنهم أدركوا حجم الخطر عندما تعرضت مدينتهم لهجوم في 29 يوليو من العام الماضي.
وقال صاحب متجر طلب عدم نشر اسمه "بدوا كأنهم مجموعات مدربة وليسوا من البلطجية العاديين الذين نراهم".

وانتشروا في أنحاء المدينة, رافعين مصاحف ورايات "القاعدة" السوداء التي تحمل الشهادتين باللون الأبيض, كما اتخذوا مواقع على أسطح المباني.
وفي مركز للشرطة تحصن أفراد الأمن داخل المركز, فيما أطلق المسلحون النار على أي كل من يجرؤ على الخروج.

وأضاف صاحب المتجر أنه سمع أحدهم يتحدث على الهاتف بلهجة فلسطينية قائلاً "انتهت ذخيرتنا ولا ندري أين نحن".

ولم تسفر العملية التي بدأتها قوات الأمن بعد الحادث الأخير وتوصف بأنها أكبر عملية أمنية في المنطقة منذ حرب العام 1973 مع إسرائيل, عن نتائج ملموسة بعد, وربما تزيد الأوضاع تدهوراً في حالة استخدام قوة كبيرة على نحو يدفع مزيداً من الشبان إلى أحضان المتشددين.

وفي هذا السياق, قال أحد الخبراء العسكريين "تحتاج سيناء إلى ستراتيجية شاملة اجتماعية واقتصادية وسياسية".

وعبر بعض السكان عن تفاؤل حذر من أن يتمكن الرئيس محمد مرسي الذي أحال قائد القوات المسلحة المشير حسين طنطاوي الى التقاعد الأحد الماضي, من تحسين الوضع من خلال كبح جماح القوات التي دفعت حملاتها السابقة المتشددين لتجنيد المزيد إلى صفوفهم.

من جهة أخرى, تبادل الجيش المصري الذي يقوم بعملية واسعة النطاق في سيناء إطلاق النار أول من أمس, مع مسلحين.

وقالت مصادر أمنية إن دورية للجيش والشرطة كانت تبحث عن رجل يشتبه في صلته بالهجوم الذي أوقع 16 قتيلاً مطلع الشهر الجاري, عندما تعرضت لإطلاق نار بالقرب من مدينة الشيخ زويد (شمال سيناء) من قبل مسلحين مجهولين, في حين ردت قوات الأمن على النيران غير أن المسلحين لاذوا بالفرار.