الرئيسية » أرشيف » مناورات بحرية ضخمة غير مسبوقة بقيادة أميركية في الخليج
أرشيف

مناورات بحرية ضخمة غير مسبوقة بقيادة أميركية في الخليج

بدأت أكثر من ثلاثين دولة بقيادة الولايات المتحدة أضخم مناورات بحرية لإزالة الالغام في الخليج العربي بمواجهة ايران, في ما يمكن اعتباره تحذيرا واضحا شديدة اللهجة لطهران التي جددت تهديداتها بإغلاق مضيق هرمز واستهداف القواعد الأميركية في المنطقة.

وقال اللفتنانت غريغ ريلسون من الاسطول الاميركي الخامس ومقره البحرين, أمس, "إنها اول تمارين بحرية تجري على نطاق دولي في هذه المنطقة, كما أنها الأكثر أهمية".

واضاف ان "اكثر من ثلاثين" دولة تشارك في المناورات التي بدأت اول من امس وتستمر حتى 27 سبتمبر الحالي, وتشمل الخليج وبحر عمان وخليج عدن لكنها تستثني مضيق هرمز.

واوضح ريلسون ان "أكثر من 500 سفينة تمر عبر مضيق هرمز أسبوعياً", 60 في المئة منها محملة نفطاً أو بتروكيماويات.

وبحسب ضابط رفيع المستوى في البحرية الاميركية, نشرت الولايات المتحدة غواصات من دون طواقم قادرة على البحث عن الالغام البحرية الايرانية وتدميرها من أجل منع اي محاولة لاغلاق هذا الممر الستراتيجي.

وشددت قيادة البحرية الاميركية, في بيان, على الطابع "الدفاعي الشامل" للتمارين التي "تهدف إلى ضمان حرية الملاحة في المياه الدولية في الشرق الاوسط وتشجيع الاستقرار الاقليمي".

ووفقاً لسيناريو التمارين, فإن "السفن سترد على هجوم يتضمن زرع الغام في المياه الدولية وتقوم بتنظيف الممرات البحرية لفرض احترام حرية الملاحة".

ويشدد القادة العسكريون الأميركيون في العلن على ان هذه التمارين لا تستهدف إيران أو أي دولة تحديداً بل إن الهدف منها تعزيز قدرات الحلفاء والشركاء على التصدي لمخاطر الالغام, علماً انها أكبر مناورات دولية يشهدها الشرق الاوسط من حيث عدد الدول المشاركة فيها, ومن الواضح أن هدفها توجيه رسالة حازمة إلى إيران.

وفي هذا الإطار, قال قائد القوات البحرية الاميركية نائب الاميرال جون ميلر ان "هذه التدريبات موضوعها الالغام والمجهود الدولي لازالتها", مشدداً على ان المناورات هي "تدريبات محض دفاعية".

لكن صحيفة "نيويورك تايمز" أكدت الأسبوع الماضي أن إدارة الرئيس باراك اوباما تعتزم تشديد الضغط على ايران لحملها على الانخراط بجدية في المفاوضات وتفادي احتمال شن اسرائيل ضربة وقائية ضد المنشآت النووية الايرانية, مشيرة إلى أن المناورات الجارية ضمن وسائل الضغط المقررة هذه.

من جهته, قال مدير مركز انيغما لشؤون الدفاع في الخليج رياض قهوجي ان التمارين "رسالة موجهة الى إيران والى حلفاء واشنطن ايضا", موضحاً "أنها رسالة لايران بأن الولايات المتحدة موجودة ولديها القدرات ومستعدة لاستخدامها مع حلفائها لإبقاء مضيق هرمز مفتوحاً والرد على اي ضربات لقواعدها في المنطقة".

وأضاف "إنها أيضاً رسالة من الأميركيين الى حلفائهم في المنطقة بأن واشنطن مستعدة للدفاع عن مصالحهم المشتركة".

ولدى القوات الأميركية قواعد مهمة في البحرين وقطر, كما ينتشر آلاف الجنود في معسكرات في الكويت فضلاً عن وجود في قواعد إماراتية.

وبدأت المناورات في اليوم الذي هدد فيه قائد "الحرس الثوري" الايراني الجنرال محمد علي جعفري بضرب إسرائيل ومضيق هرمز والقواعد الاميركية في الشرق الاوسط إذا تعرضت بلاده لهجوم.

كما شدد رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو على وجوب ان تحدد واشنطن "خطوطا حمراء" امام البرنامج النووي الايراني, مؤكدا انه "خلال ستة اشهر سيكون (الايرانيون) قطعوا نحو 90 في المئة من الطريق" نحو امتلاك قنبلة نووية.

وبالتوازي مع تصاعد التوتر, تلتقي وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي كاثرين اشتون كبير المفاوضين النووين الايرانيين سعيد جليلي في اسطنبول اليوم لمتابعة المحادثات بشان برنامج ايران النووي.

وأوضحت مايا كوسينسيتش المتحدثة باسم اشتون انه على الرغم من ان "الاجتماع ليس جولة مفاوضات رسمية, إلا أنه سيمثل فرصة للتأكيد لايران مرة اخرى على ضرورة القيام بخطوة عاجلة وذات معنى لبناء الثقة واظهار مزيد من المرونة تجاه المقترحات التي تم طرحها في بغداد في مايو" الماضي, خلال جولة مفاوضات بين طهران ومجموعة الدجول الست الكبرى.

وذكر مصدر ديبلوماسي في اسطنبول ان جليلي التقى أمس وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو لمناقشة استئناف المحادثات مع القوى العالمية.

وقال المصدر ان "جليلي أراد الحضور الى تركيا لمناقشة آخر التطورات بشأن المسألة النووية الإيرانية".

في سياق متصل, اعتبرت المستشارة الالمانية أنجيلا ميركل, أمس, ان التوصل لحل سياسي مع إيران ما زال ممكناً, مؤكدة في الوقت نفسه أن البرنامج النووي الايراني يمثل تهديدا ليس لإسرائيل فقط وإنما العالم أجمع.

وقالت في مؤتمر صحافي في برلين "أدعم التوصل لحل سياسي, وأعتقد أننا لم نصل المرحلة التي يكون فيها البحث عن حلول سياسية قد استنفد".

وفي فيينا, تعهد رئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية يوكيا امانو إجراء مزيد من المحادثات مع ايران بشأن الشكوك حول قيامها بأبحاث على اسلحة نووية في السابق رغم فشل مجموعة الاجتماعات التي جرت معها في وقت سابق من العام الحالي.