أوحت المواجهة المحتدمة بين هيئة التنسيق النقابية من جهة والحكومة اللبنانية من جهة ثانية على خلفية المطالبة بإحالة سلسلة الرتب والرواتب الى المجلس النيابي، بأجواء تؤشر الى احتدام الحمى التصاعدية للاضرابات والاعتصامات النقابية المتنوعة المنذرة بفتح الملفات الاجتماعية على الغارب.
ذلك ان المواقف التي تخللت اعتصام الهيئة والتظاهرة التي انطلقت امس من أمام مقر وزارة التربية في الاونسكو في بيروت، مروراً بالصنائع وصولاً الى السرايا الحكومي، مهددة بشل البلد وتطويق السراي، قابلتها لغة حاسمة لوزير العمل سليم جريصاتي رفضت منطق التهديد والوعيد.
وقالت مصادر رئيس الحكومة نجيب ميقاتي ان لا مبرر لإضراب هيئة التنسيق، طالما ان السلسلة اقرت والنقاش يدور راهنا في فلك تمويلها، وقد قطع شوطا مهما في هذا الاتجاه، وتاليا فإن اي تصعيد لن يجدي نفعاً وسيبقى تصعيدا مجانيا.
علماً ان وفد الهيئة عندما زار رئيس الحكومة وناقش معه الملف، اكد ميقاتي ان لا دفع للسلسلة من دون ايرادات.
ورداً على التحرك النقابي، اعتبر وزير العمل سليم جريصاتي ان توقيت الاعتصام والتظاهر في غير الأزمنة المطلوبة، وقال: نحن على مقربة من إيجاد جميع الإيرادات التي تمول السلسلة والحكومة مسؤولة وعنوانها الاساس الاستقرار، والاستقرار خط أحمر.
تعيينات
مفعول الاحتقان النقابي الحكومي لم ينعكس امس على جلسة مجلس الوزراء التي اقرت دفعة من التعيينات الاساسية، لا سيما في القضاء. اذ عُيِّن القاضي جان فهد رئيسا لمجلس القضاء الاعلى والقاضي حاتم ماضي مدعيا عاما تمييزيا.
وعينت الحكومة مروان عبود رئيسا للهيئة العليا للتأديب، وفوزي خميس مدعيا عاما لدى ديوان المحاسبة، وعلي الاحمر مفتشاً عاماً تربوياً، وفاتن جمعة مفتشة في ادارة التفتيش المركزي.
الحريري – جعجع
في غضون ذلك، وفي ذروة الحركة الناشطة بين مكونات قوى 14 آذار لتأمين ظروف عقد اللقاء التشاوري الثاني بمساع تبذل على أعلى المستويات، شكل اجتماع الرئيس سعد الحريري برئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع في السعودية على مدى 3 ساعات محطة مهمة في هذا السياق، وأفادت المعلومات الأولية المنبثقة عن الاجتماع ان اجواء النقاشات التي تركزت على الاوضاع في المنطقة عموماً وملف قانون الانتخاب خصوصاً، كانت جد إيجابية وكان اتفاق على مجمل الأمور الاساسية وتركيز على اهمية تضامن قوى 14 آذار ووحدة الموقف، وإن تباينت وجهات النظر في بعض التفاصيل، إلا أن من غير المسموح تخطيها هذه الحدود أو تأثير مفاعيلها على وحدة الصف عشية الانتخابات.
وعلم ان جعجع سيغادر بعد السعوية الى ابوظبي، على ان يمضي نحو اسبوعين خارج البلاد قبل العودة الى بيروت.
حزب الله والنزاع السوري
الى ذلك، حرك الرئيس فؤاد السنيورة قضية «تورط» حزب الله في الصراع العسكري في سوريا في خلال سلسلة اتصالات شملت رئيس الجمهورية ميشال سليمان، ورئيس مجلس النواب نبيه بري، والرئيس حسين الحسيني، ونائب رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان، وعددا من القيادات الروحية والمدنية الاسلامية، وشدد على خطورة تورط الحزب في الأزمة السورية، ومناصرة فريق ضد آخر تحت عنوان الواجب الجهادي، معتبراً ان من شأن هذا الانخراط ان يعرض لبنان لمخاطر لا حسبان لها، ولا قدرة له على تحملها، ويدخله في أتون لا خروج منه، ويهدد العيش المشترك في لبنان، وناشدهم العمل للقيام بمبادرات او مواقف لحض حزب الله على وقف هذه الانزلاقات، وتوريط لبنان والعرب والمسلمين في الصراع.
واستنكر السنيورة أي خرق للحدود الشمالية والشرقية للبنان من قبل جيش النظام السوري، أو من قبل معارضيه، ودان التهديدات التي صدرت من قبل معارضين سوريين باستهداف الضاحية الجنوبية بأعمال عسكرية ردا على مشاركة حزب الله في القتال الدائر في سوريا.
اضف تعليق