خرج السوريون على مدى 93 جمعة للتظاهر لإسقاط نظام بشار الأسد, أيام الجمع التي حملت أسماء تلونت كلها بدماء أبناء ذلك الشعب, وإن كان السوريون بدأوا ثورتهم بـ"جمعة الكرامة" في 25 مارس فإن ضحايا تلك الجمعة أعطوا الجمعة التي أتت بعدها اسم "جمعة الشهداء" ليشارك الأكراد من مدينة عامودا في القامشلي لأول مرة في الثورة السورية.
توالت أيام الجمع وامتدت مساحات التظاهر على أرض سورية لتأتي "جمعة الصمود" ومن ثم "الإصرار", ولتلحقها "الجمعة العظيمة", و"الغضب" و" التحدي".
وبعد مرور تلك الجمع السبع, والتي حملت أسماء تدل على الإصرار والتحدي للنظام, جاءت جمعة "الحرائر" والتي أثرت بشكل نوعي على سورية, إذ انتفض السوريون في 13 مايو للتضامن مع الفتيات والنساء المعتقلات بعد أن زادت أعدادهن في سجون النظام السوري.
كما لم يمر على السوريين ضرورة الرد على ما حاول النظام زرعه من تفرقة, فسموا جمعتهم التاسعة في 20 مايو بـ"أزادي" وهي كلمة كردية تعني الحرية.
وفق موقع "العربية نت" الإلكتروني, فقد كبرت أجيال عدة في سورية وهي تغني يومياً في المدارس النشيد السوري "حماة الديار", ومع بداية الثورة في سورية وقف الجيش السوري بجانب النظام فسمى السوريون جمعة 27 مايو 2011 بـ"حماة الديار" على أمل أن يذكروا جيشهم بأن واجبه الدفاع عنهم وليس عن النظام.
وقبل أن تأتي الجمعة الحادية عشرة اهتزت أركان سورية بمقتل الطفل "حمزة الخطيب" الذي أصبح أيقونة من أيقونات الثورة, إذ إنه وجد مقتولاً بعد أن تم تعذيبه, حتى غطت صورته معظم شاشات التلفزة العالمية والعربية فأتت مظاهرات 3 يونيو باسم "أطفال سورية", تلتها جمعة "العشائر" و"صالح العلي" و"سقوط الشرعية" و"ارحل", ومن ثم "لا للحوار" و"أسرى الحرية" و"أحفاد خالد".
الشباب صانعو التظاهرات انتموا لجيل خاف من حماة, ولطالما اعتقد وآمن أن حماة ما هي إلا مدينة طائفية متعصبة حمت "الإخوان المسلمين" فعاقبها النظام.
وفي الثورة السورية حملت الجمعة رقم 46 بتاريخ 3 فبراير 2012 اسم "عذراً حماة" بعد مجزرة ارتكبها النظام مرة أخرى في حماة, وغنى السوريون في كل المدن يومها "يا حماة سامحينا".
وجاءت بعدها "روسيا تقتل أطفالنا" و"المقاومة الشعبية", وكل تلك التظاهرات حملت الكثير من الموت والدمار والقصف والدماء, وراهن النظام على أن يستكين الشعب السوري, ولكن أمله ذهب أدراج الرياح, فقصف بابا عمرو في حمص لأنها تظاهرت يومياً كما باقي أجزاء حمص, ليتظاهر السوريون في الجمعة الـ49 تحت اسم وشعار "سننتفض لأجلك بابا عمرو".
وتوالت بعدها أيام الجمع " ثورة لكل السوريين, وسننتصر ويُهزم الأسد, وأتى أمر الله فلا تستعجلوه, وإخلاصُنا خَلاصُنا".
في تاريخ 25 مايو الماضي, استفاق السوريون على أبشع مجزرة يمكن أن يشهدوها وترافقت مع جمعة "دمشق موعدنا القريب", إذ قام "شبيحة" النظام السوري بالدخول إلى بلدة الحولة وذبح عشرات الأشخاص, غالبيتهم من الأطفال والنساء, فجاءت الجمعة التي تلت المجزرة في 1 يونيو باسم "أطفال الحولة مشاعل النصر".









اضف تعليق