أعلن الموفد الأممي الخاص إلى سوريا، ستيفان دي ميستورا، أمس الخميس، أمام مجلس الأمن، أنه لا ينوي الدعوة لعقد جولة جديدة من محادثات السلام حول سوريا قبل أسبوعين أو ثلاثة، حسب ما نقل عنه دبلوماسيون.
وقدم دي ميستورا أمام أعضاء مجلس الأمن عبر الفيديو عرضا لما وصلت إليه مهمته.
واعتبر أنه لا بد من تحقيق تقدم في تطبيق وقف إطلاق النار وتسليم المساعدات الإنسانية قبل استئناف هذه المفاوضات بين الحكومة والمعارضة المسلحة.
التعاون الخليجي يدعم استئناف مفاوضات السلام

من جانبه، أكد وزيرا خارجية روسيا والسعودية سيرغي لافروف وعادل الجبير تطابق وجهات نظر أطراف الحوار الاستراتيجي بين مجلس التعاون لدول الخليج العربية وروسيا حيال مكافحة الإرهاب، فيما فشلت المحادثات في تجاوز الخلاف مع موسكو بشأن مستقبل الرئيس السوري بشار الأسد.
وقال الجبير في المؤتمر الصحفي الذي تلى الاجتماع الرابع للحوار الاستراتيجي “روسيا – مجلس التعاون الخليجي” في موسكو أمس الخميس إن دول مجلس التعاون الخليجي وروسيا لم تتمكن من تجاوز الخلاف بشأن مصير الرئيس السوري بشار الأسد، إلا أنه أشار في ذات الوقت إلى أن ذلك لا يمنع التشاور مع موسكو من أجل التقدم إلى الأمام.
كما أشار الجبير إلى أنه ما زال هناك خلاف بين الجانبين يتعلق بوفد المعارضة، مؤكدا أن مجلس التعاون الخليجي يعتبر وفد الرياض مجموعة وحيدة يمكن لها تمثيل المعارضة في المفاوضات، بينما يختلف موقف موسكو بهذا الشأن. ومع ذلك اعتبر الوزير السعودي أن هذا الخلاف ليس أهم خلاف.
وأشار إلى أن تسوية الأزمة السورية تتطلب وقف العملية العسكرية من قبل القوات السورية والسماح بإيصال المساعدات الإنسانية إلى المحتاجين واستئناف المفاوضات السورية وتكثيف الجهود الدولية بهذا الشأن.
من جانبه أعرب لافروف عن أمل موسكو “في عقد جولة جديدة من المفاوضات السورية وتسريع العملية في مايو/أيار، إلا أن هناك أنباء تشير إلى أنه من غير المرجح عقد مثل هذه الجولة قبل حلول شهر رمضان، وسنضطر إلى إجراء ذلك بعد رمضان، وذلك يقلقنا”.
وأضاف لافروف “أنا على قناعة بأن أصدقاءنا في مجلس تعاون دول الخليج العربية، بما في ذلك السعودية، معنيون بعقد جلسة جديدة من المفاوضات بأسرع وقت ممكن وعموما في تسريع عملية المفاوضات السورية من أجل إيجاد حلول للمهمات التي طرحها مجلس الأمن الدولي، خاصة أن السعودية وعادل الجبير شخصيا، بذل جهودا كبيرة من أجل تشكيل وفد المعارضة التي تعتبر واسعة التمثيل إلى حد كبير وتعتبر إضافة إلى مجموعتين أخريين لاعبا أساسيا في مفاوضات جنيف مع الحكومة”.
ورحب وزير الخارجية الروسي بإنشاء التحالف الإسلامي في السعودية، ودعا إلى تعزيز التنسيق فيما بين روسيا والتحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة لمكافحة الإرهاب في سوريا.
وقال “أكدنا التزامنا بقرارات المجموعة الدولية لدعم سوريا ومجلس الأمن الدولي بشأن التسوية السورية، وأيدنا عملية البحث عن حل لإنهاء النزاع في اليمن وليبيا وعدد من المناطق الأخرى في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا”.
فصل المعارضة عن النصرة
وأعرب الوزير الروسي عن قلق بلاده من اختلاط المعارضة مع الإرهابيين الذي لا يزال يعقد عملية مكافحة الإرهاب في سوريا، مشيرا إلى أن الولايات المتحدة وعدت بتحقيق تنصل المعارضة عن جبهة النصرة إلا أن ذلك لم يحدث حتى الآن.
وقال إن موسكو اقترحت اعتبار 25 مايو/أيار موعدا لإنهاء عملية الفصل بين المعارضة والإرهابيين، إلا أن الأميركيين طلبوا تمديد المهلة المخصصة لإكمال عملية الفصل، مضيفا أن الجانب الروسي وافق على ذلك.
وقال لافروف “إن الأميركيين كانوا في البداية مستعدين فقط لوضع آلية لمنع وقوع حوادث، ثم وافقوا على إقامة قناة اتصال لتبادل المعلومات حول انضمام جماعات إلى نظام وقف القتال، إلا أنهم لم ينضجوا حتى الآن لتنسيق قتالي حقيقي”.
كما أبدى لافروف استعداد روسيا للتدخل للحد من الخلافات بين دول الخليج العربية وإيران، معتبرا أن طموحات أي دولة لتوسيع نفوذها في الخارج لا بد أن تكون في إطار الشرعية الدولية ودون أي أجندات خاصة.
وقال الوزير الروسي إن كلا الجانبين أكدا خلال اجتماع أمس الخميس ضرورة تجاوز مشاكل الشرق الأوسط على أساس احترام القانون الدولي واستقلال وسيادة الدول ووحدة أراضيها ومن خلال إقامة حوار وطني شامل.
وبشأن النزاع الفلسطيني الإسرائيلي قال لافروف إن المشاركين في اجتماع الحوار الروسي الخليجي أكدوا أهمية تجاوز الانقسام الفلسطيني في طريق تسوية النزاع في الشرق الأوسط.
من جهته أكد وزير الخارجية السعودي أن دول مجلس التعاون الخليجي أعربت خلال اجتماع أمس الخميس في موسكو عن قلقها بشأن تدخل إيران في شؤون دول أخرى ورحبت بسعي موسكو إلى دعم تطبيع العلاقات مع طهران.
والاجتماع الحالي للحوار بين روسيا ودول مجلس التعاون الخليجي هو الرابع منذ إقامة الحوار بين الجنبين ويجري بمشاركة وزراء خارجية الدول الأعضاء الأخرى في المجلس، وهي الكويت والإمارات وقطر والبحرين وسلطنة عمان، وكذلك الأمين العام للمجلس، عبد اللطيف الزياني.
اضف تعليق