الرئيسية » أحداث اليوم » عربى » معارك ضارية في حلب.. وصواريخ على ردعا
أحداث اليوم رئيسى عربى

معارك ضارية في حلب.. وصواريخ على ردعا

مسلح تابع لأحد فصائل المعارضة السورية
مسلح تابع لأحد فصائل المعارضة السورية

دارت اشتباكات عنيفة، أمس السبت، بين فصائل المعارضة السورية المقاتلة وتنظيم “داعش” في مدينة مارع، ثاني أبرز معاقل الفصائل في محافظة حلب، بعد تمكن عناصر التنظيم من قطع آخر طريق إمداد إلى المدينة، وسقط 16 مسلحاً من “داعش” و10 من المعارضة في القتال، في وقت استهدفت قوات النظام منازل اللاجئين في مخيم درعا جنوبي سوريا بالقذائف الصاروخية.

وأشار المرصد السوري لحقوق الإنسان إلى “اشتباكات عنيفة تدور بين الفصائل المقاتلة وتنظيم -داعش-” في شمال وشرق مدينة مارع، في ريف حلب الشمالي.

وأفاد المرصد بمقتل 16 من عناصر “داعش” و10 من مقاتلي الفصائل المعارضة خلال هجوم “داعش” على مارع. وشن التنظيم فجر الجمعة هجوماً مفاجئاً في ريف حلب الشمالي، حيث تمكن من السيطرة على خمس قرى كانت تحت سيطرة الفصائل المعارضة، مما أتاح له قطع طريق الإمداد الوحيدة التي تربط مارع بمدينة إعزاز، أكبر المعاقل المتبقية للفصائل في محافظة حلب. ومن بين القرى التي سيطر عليها التنظيم، كلجبرين وكفر كلبين الواقعتين مباشرة على الطريق بين إعزاز ومارع.

وبحسب المرصد، فقد قتل في الهجوم على كلجبرين وحدها منذ يوم الجمعة “68 شخصاً، بينهم 27 مدنياً و41 مقاتلاً من الفصائل”، فيما قتل 15 عنصراً من “داعش”.

وأوضح الناشط المعارض ومدير وكالة “شهبا برس” المحلية للأنباء مأمون الخطيب المتحدر من مارع والموجود في إعزاز، لفرانس برس، أن التنظيم “هاجم مارع من محاور عدة وتحديداً من الشرق والشمال، مستخدماً الدبابات ومفخختين”.

وتتواجد في مارع وفق الخطيب، فصائل مقاتلة وإسلامية تضم أغلبيتها الساحقة مقاتلين من أبناء المدينة التي كان عدد سكانها يبلغ خمسين ألف شخص قبل نزوحهم تدريجياً. ولا يزال نحو 13500 مدني محاصرين داخل مدينة مارع بعد هجوم الإرهابيين فضلاً عن ستة آلاف آخرين في كفر جبرين وكفر كلبين، وفق بيان لمكتب الأمم المتحدة.

وأعربت المفوضية العليا لشؤون اللاجئين في جنيف أمس السبت، عن “قلقها البالغ إزاء محنة نحو 165 ألف نازح، تفيد تقارير بوجودهم قرب مدينة إعزاز”.

وألقت مروحيات النظام السوري منذ صباح أمس السبت ما لا يقل عن 22 برميلاً متفجراً استهدفت مناطق في أحياء بستان الباشا وبعيدين والحيدرية والجندول والهلك بمدينة حلب، بقذائف مدفعية وصاروخية.

كما استهدفت قوات النظام منازل اللاجئين بالقذائف الصاروخية، مما أثار حالة فزع وخوف بينهم وخاصة الأطفال. وأكدت مجموعة العمل من أجل فلسطينيي سوريا في بيان أن عناصر نظام قوات الأسد والميليشيات الموالية له أطلقت النار والقذائف الصاروخية على منازل المدنيين في مخيم درعا بشكل عشوائي.

وفي محافظة الرقة، أبرز معاقل التنظيم في سوريا، تواصل طائرات التحالف الدولي بقيادة أميركية قصف مواقع التنظيم شمال مدينة الرقة؛ دعماً لهجوم بدأته قوات سوريا الديمقراطية الثلاثاء.

وتدور اشتباكات لليوم الخامس على التوالي، بين قوات سورية الديمقراطية من جهة، وتنظيم “داعش” من جهة أخرى، بريف تل أبيض الجنوبي وريف عين عيسى، الواقعتين بمثلث تل أبيض – الفرقة 17 – عين عيسى بمحافظة الرقة. وتحاول قوات سورية الديمقراطية السيطرة على هذا المثلث وطرد التنظيم منه، للوصول إلى الأطراف الشمالية لمدينة الرقة.

وأشار المرصد إلى أن ما لا يقل عن 39 عنصراً من التنظيم بينهم قيادي فرنسي الجنسية قتلوا جرّاء إصابتهم في اشتباكات مع قوات سورية الديمقراطية، وقصف طائرات التحالف على ريفي الرقة الشمالي والشمالي الغربي.

ووصلت جثث 30 منهم على الأقل إلى مستشفيات بمدينة الرقة، من بينها جثة القيادي الفرنسي، بالإضافة إلى خسائر بشرية مؤكدة في صفوف قوات سورية الديمقراطية.

إلى ذلك، بدأ المعتقلون في سجن حماة المركزي في وسط سوريا أمس السبت عصيانا جديدا احتجاجا على عدم تحقيق مطلبهم بالإفراج عنهم وقاموا باحتجاز مدير السجن وقائد الشرطة في المدينة وذلك في تمرد هو الثاني خلال شهر واحد، وفق المرصد السوري لحقوق الانسان.

وقال مدير المرصد السوري رامي عبدالرحمن “بدأ عصيان جديد في سجن حماة المركزي ويبدو انه اكثر شدة من الذي سبقه، اذ تمكن السجناء من احتجاز مدير السجن وقائد شرطة مدينة حماة وتسعة عناصر آخرين من الشرطة”.

وبداية ايار/مايو، بدأ السجناء تمردا احتجاجا على ظروف اعتقالهم وعلى نقل رفاق لهم الى سجن صيدنايا العسكري في ريف دمشق حيث تم اعدام عدد من المعتقلين.

ووافقت السلطات وقتها على مطالب السجناء بالإفراج عنهم تباعا وتم فعليا اطلاق سراح “اكثر من مئة سجين ولا يزال هناك نحو 700 آخرين”، وفق عبدالرحمن.

وأوضح مدير المرصد ان “العصيان الجديد نتج عن تراجع السلطات عن اتفاقها بالإفراج عن المعتقلين بل قررت احالتهم الى المحكمة للبت في القضية”، الامر الذي يرفضه السجناء اذ يعتبرون المحاكمات “غير عادلة”.

وبحسب عبدالرحمن فإن غالبية السجناء من المعتقلين السياسيين وخصوصا الإسلاميين.

وردا على حالة التمرد قطعت السلطات “المياه والكهرباء عن السجن كما عمدت الى تشويش الاتصالات في المنطقة التي يقع فيها”، وفق المصدر نفسه.

ويظهر في شريط فيديو سرب من داخل السجن وتداوله ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي، عشرات السجناء وهم يهتفون “الله اكبر”.

ويقول احدهم “تم اسر العميد وقائد الشرطة وبعض عناصر الشرطة في 28 أيار الساعة الثانية ظهرا”.

ويقدر المرصد السوري وجود اكثر من مئتي الف شخص بين معتقلين ومفقودين داخل سجون النظام السوري منذ العام 2011.

كما قضى، وفق المرصد، 60 الف معتقل على الاقل جراء التعذيب وسوء الاوضاع الانسانية في سجون النظام خلال خمس سنوات.

وتشهد سوريا منذ خمس سنوات نزاعا داميا تسبب بمقتل اكثر من 280 الف شخص وبدمار هائل في البنى التحتية وتشريد ونزوح اكثر من نصف السكان داخل البلاد وخارجها.