الرئيسية » أرشيف » أسلحة ليبية للمعارضة.. والإبراهيمي يلتقي الأسد اليوم
أرشيف

أسلحة ليبية للمعارضة.. والإبراهيمي يلتقي الأسد اليوم

على وقع الحملات العسكرية والأمنية وعمليات القصف الجوي والبري التي تشنها القوات النظامية بشكل متواصل، وضد مناطق سورية عدة، قررت وزارة التريبة والتعليم العالي بدء العام الدراسي اليوم في سوريا، رغم أن حوالى 2072 مدرسة من بين حوالى 22 ألف مدرسة في جميع أنحاء البلاد (أي ما نسبته %10 من المدارس) قد دمرت بالكامل، في حين تستضيف801 أخرى عائلات النازحين السوريين، وفق ما أعلنت أمس المتحدثة باسم منظمة الأمومة والطفولة (يونيسيف) في جنيف ماري ميركادو.

بالتزامن، واصل موفد الجامعة العربية والأمم المتحدة الى سوريا الأخضر الإبراهيمي مشاوراته في دمشق، والتقى مع أعضاء في معارضة الداخل المرخص لها بالعمل قانونيا، قبل لقاء مقرر اليوم مع الرئيس بشار الأسد، الذي واصلت قواته قصف مواقع المعارضين المسلحين في مناطق سورية مختلفة، لاسيما حلب ودمشق، بينما أفادت أنباء عن وقوع انفجار كبير في مقر استخبارات السلاح الجوي السوري في حماة، وارتكاب القوات النظامية لمجزرة جديدة في درعا.

وبالرغم من العمليات العسكرية والأمنية التي يشارك فيها الطيران الحربي، خرج آلاف السوريين في تظاهرات مناهضة لنظام الأسد في مناطق وبلدات عدة، تلبية لدعوة المعارضة باحياء جمعة "إدلب مقبرة الطائرات ورمز الانتصارات".

ويأتي ذلك غداة يوم دموي اسفرت فيه أعمال العنف عن سقوط 125 قتيلا، معظمهم من المدنيين، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.

ويصعب التأكد من حصيلة القتلى من مصدر مستقل، كما يتعذر التحقق من الوقائع الميدانية بسبب الوضع الأمني والقيود الحكومية المفروضة على تحركات الإعلاميين.

لقاء الأسد اليوم
وقال حسن عبد العظيم الناطق باسم هيئة التنسيق للتغيير الوطني والديموقراطي، التي تضم أحزابا عربية وكردية واشتراكية وماركسية، إن وفدا "التقى الابراهيمي بعد الظهر وأطلعه على وجهة نظر الهيئة ووسائل حل الازمة السورية".

واضاف "نؤيد تكليف الابراهيمي المنتدب من الجامعة العربية، والامم المتحدة لحل الازمة المركبة والمعقدة في سوريا، ونحاول ان نتعاون معه لحلها لان العنف بلغ مداه والشعب السوري يعاني من القتل والجراح والتدمير والتهجير".

وتابع عبد العظيم "بالتالي نحن نأمل ان يتابع الجهود التي بذلها كوفي انان ومقررات مجموعة العمل الدولية والاقليمية في جنيف في نهاية يوليو".

وسيلتقي الابراهيمي الذي رأى عند وصوله الى دمشق ان الازمة "تتفاقم"، الرئيس الأسد اليوم.

وكان الموفد العربي والدولي أجرى بعد وصوله الخميس الى دمشق محادثات مع وزير الخارجية السوري وليد المعلم الذي أكد "التعاون التام من الجانب السوري في انجاح مهمته"، كما ذكرت وكالة سانا.

ونقلت "سانا" عن المعلم قوله ان "نجاح المبعوث الاممي في مساعيه الحميدة متوقف على مدى جدية بعض الدول التي منحته التفويض في مهمته، ومصداقيتها في مساعدة سوريا".

واضاف المعلم ان "بوصلة التحرك الاساسية في اي مبادرة هي مصلحة الشعب السوري وقراره المستقل من دون اي تدخل خارجي".

بكين تستضيف المعارضة
من جهتها، اعلنت الصين التي تواجه انتقادات كثيرة لدعمها نظام دمشق انها ستستقبل الاسبوع المقبل مجموعة من المعارضة السورية. وقال هونغ لي المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية ان حسن عبد العظيم سيجري محادثات مع مسؤولين كبار في الخارجية.

محاولات لاستعادة "الميدان"
ميدانيا، مازال مقاتلو المعارضة يقاومون الجيش النظامي في حلب، التي تشهد معارك مستمرة منذ ثمانية أسابيع، على الرغم من عمليات قصف معاقلهم.

وقال سكان والمرصد السوري ان الطيران قصف اليوم مركزين للشرطة، كان المعارضون استولوا عليهما الخميس في الميدان (وسط حلب)، الحي الاستراتيجي الذي يفتح الطريق امام الوصول الى الساحة الرئيسية في ثاني أكبر مدن سوريا.

وتحدث المرصد عن انتشار لقوات النظام في حي الميدان، موضحا انها تجهد لطرد المعارضين المسلحين منه. وأضاف ان القوات النظامية دمرت مركزا للشرطة سيطر عليه المعارضون في هنانو (شمال شرق المدينة).

كما أفاد ناشطون بتعرض عدد من أحياء حلب لقصف مدفعي وجوي مكثف شمل أحياء الصاخور والميسر والفردوس الشعار ومساكن هنانو. كما أفادوا بأن الطيران الحربي قصف بلدتي مارع والباب في ريف حلب ألحق أضرارا كبيرة.

 
إعدام 15 فلسطينياً
وفي دمشق واصلت قوات النظام قصف حي الحجر الأسود ودوما والزبداني وعرطوز وزملكا، وشنت حملة اعتقالات في حرستا. وقالت شبكة شام إن حريقا هائلا شب في الفرن الآلي في دوما جراء سقوط قذيفتين على الفرن، وامتداد الحريق إلى بعض الأبنية المجاورة، مما أدى إلى سقوط عدد من الجرحى.

وأفاد ناشطون في ريف دمشق أن سُكانا عثروا على 15 جثة لفلسطينيين أعدموا ميدانيا على أيدي قوات النظام في بلدة ببيلا، وأن من بين القتلى عشرة من عائلة واحدة، وأن الجثث تعود لأشخاص اعتقلوا في وقت سابق من مخيم اليرموك الذي تقطنه أغلبية من اللاجئين الفلسطينيين بدمشق.

.. ومجزرة في درعا
وفي درعا، قالت الشبكة السورية لحقوق الإنسان إن 12 شخصا لقوا حتفهم على الأقل وجرح العشرات في ما وصفه ناشطون سوريون بمجزرة ارتكبها النظام في بلدة بصرى الشام.

ووفق الناشطين فإن طائرات عمودية تابعة للنظام استهدفت البلدة بالبراميل المتفجرة، مما أدى إلى دمار في المباني السكنية وخسائر في الأرواح والممتلكات.

 

تظاهرات
ورغم ذلك، خرجت تظاهرات في عدد من المدن والبلدات السورية في جمعة أطلق عليها "إدلب مقبرة الطائرات ورمز الانتصارات"، جدد فيها المتظاهرون مطالبتهم برحيل نظام الأسد، وبتدخل المجتمع الدولي لإيقاف ما سموها مجازره ضد الشعب السوري.
 
أسلحة ليبية
وذكرت صحيفة التايمز البريطانية أمس أن شحنة من الأسلحة من بينها صواريخ أرض ـ جو هي الأضخم من نوعها، وصلت إلى تركيا آتية من ليبيا، لتوزيعها على جماعات المعارضة السورية.

ونسبت الصحيفة إلى عضو في الجيش السوري الحر عرّف نفسه باسم أبو محمد قوله إن شحنة الأسلحة "يبلغ وزنها أكثر من 400 طن، وتشمل صواريخ سام 7، وقاذفات صاروخية من طراز آر بي جي".

وأضاف أبو محمد أن الشحنة "هي أضخم مساعدة تحصل عليها جماعات المعارضة السورية المسلحة حتى الآن، وساهم في نقلها من المستودعات إلى الحدود السورية".

وذكرت التايمز أن السفينة الليبية التي نقلت الشحنة المسماة "انتصار"، ترسو في ميناء الاسكندرونة، وحصل قبطانها على أوراق مختومة من قبل سلطة الميناء التركي، وهو ليبي من مدينة بنغازي، يُدعى عمر مصعب، ويرأس "المجلس الليبي للإغاثة والدعم".

وقالت إن أكثر من 80 % من شحنة السفينة من الأسلحة تم نقلها إلى سوريا، مشيرة إلى أن الخلافات بين جماعة الإخوان المسلمين، والجيش السوري الحر حول ملكية الأسلحة أخّر وصولها إلى سوريا.

وأضافت الصحيفة أن كميات ضخمة من الأسلحة كانت فُقدت من مستودعاتها في ليبيا بعد مقتل العقيد معمر القذافي، ومن بينها أكثر من 5000 صاروخ أرض ـ جو.