الرئيسية » أرشيف » إسرائيل تفاوض تحت النار: الديبلوماسية تمنع الحرب الواسعة
أرشيف

إسرائيل تفاوض تحت النار: الديبلوماسية تمنع الحرب الواسعة

وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون والأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون في المنطقة ما بين إسرائيل والأراضي الفلسطينية والقاهرة, وسط اتصالات مكثفة عربية ودولية محورها مصر التي تقود الجهود للتوصل إلى تهدئة في غزة.

هذه التحركات الديبلوماسية التي أفضت إلى قرار تل أبيب تعليق شن عملية برية واسعة ضد قطاع غزة "موقتاً", توحي بإمكانية التوصل إلى هدنة خلال الساعات القليلة المقبلة, ربما تكون طويلة الأمد تمتد لسنوات هذه المرة, بين إسرائيل وحركة "حماس" الحاكمة في غزة.

وبحسب المعلومات المتقاطعة فإن كلاً من إسرائيل و"حماس" تؤيدان وقف إطلاق النار, إلا أن الأولى ترفض شروط فصائل المقاومة بالتعهد برفع الحصار عن غزة ووقف الاغتيالات والاعتداءات, وتطرح شروطاً مضادة من بينها التعهد بوقف إطلاق الصواريخ على أراضيها مقابل وقف العدوان فقط.

ورغم الشروط والشروط المضادة, يبدو أن إمكانية التوصل إلى تهدئة أكبر بكثير من إمكانية التصعيد, كون الفصائل الفلسطينية لاتريد مواجهة مع آلة الحرب الاسرائيلية رغم قدرتها على إنزال خسائر فادحة بها, وكون إسرائيل على أبواب انتخابات عامة في يناير المقبل, قد يؤدي الاجتياح البري لقطاع غزة إلى قلب موازينها في غير صالح رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.

وفي أحدث مؤشر على قرب الهدنة, أعلن الرئيس المصري محمد مرسي, بعد ظهر أمس, أن "مهزلة العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة ستنتهي اليوم (أمس)", مشيراً إلى أن جهود عقد الهدنة بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي ستسفر عن نتائج إيجابية خلال الساعات القليلة المقبلة.

وعقب اجتماع بدأ ليل اول من امس واستمر حتى ساعات الفجر الأولى, قررت الحكومة الامنية الاسرائيلية المصغرة تعليق شن عملية برية ضد قطاع غزة "موقتاً" وإعطاء فرصة للجهود التي تقودها مصر للتهدئة.

وقال مسؤول إسرائيلي كبير, طالباً عدم الكشف عن اسمه, أمس, انه "تم اتخاذ قرار أن هناك في الوقت الحالي تعليقا موقتا للتوغل البري لإعطاء الديبلوماسية فرصة لتنجح", مشيراً إلى أن الحكومة المصغرة ناقشت "وضع الديبلوماسية والعملية العسكرية".

وقال نتنياهو, امس, خلال لقائه مع وزير الخارجية الالماني غيدو فسترفيله, ان اسرائيل تتطلع للتوصل الى اتفاق تهدئة "طويل الامد" يضمن عدم تهريب صواريخ الى غزة.

وأضاف "أفضل حلاً ديبلوماسياً وآمل أن نستطيع التوصل الى حل مماثل. لدينا كامل الحق بالدفاع عن أنفسنا بوسائل أخرى وسنستخدمها".

وفي إطار التحركات الدولية, التقى الأمين العام للامم المتحدة بان كي مون مساء امس في القدس مع الرئيس الاسرائيلي شيمون بيريس, ثم الرئيس الفلسطيني محمود عباس في رام الله, بعد محادثات مع الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي في القاهرة التي سيعود إليها بعد زيارته اسرائيل والأراضي الفلسطينية.

وخلال مؤتمر صحافي مشترك مع العربي صباح أمس, دعا بان كل أطراف النزاع إلى "وقف إطلاق النار فوراً", محذرا من أن "أي تصعيد جديد سيعرض كل المنطقة للخطر".

وقال "أنا في المنطقة بسبب الوضع المقلق في غزة. وأتيت للدعوة شخصياً الى وقف العنف", معرباً عن دعمه جهود العربي الذي زار غزة أمس على رأس وفد وزاري عربي ضم أيضاً وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو.

وإذ اعتبر أن هناك "مخاوف مشروعة لإسرائيل في مجال الامن", حذر بان من أن شن عملية برية ضد قطاع غزة سيشكل "تصعيداً خطيراً".

وبالتزامن مع زيارة الأمين العام للأمم المتحدة, وصلت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون مساء أمس إلى إسرائيل, في إطار جولة تقودها أيضاً إلى رام الله والقاهرة.

وقال مسؤول أميركي ان كلينتون ستلتقي نتنياهو في القدس وستبحث الازمة مع مسؤولين مصريين وفلسطينيين, حيث ستتوجه إلى رام الله صباح اليوم الأربعاء لإجراء محادثات مع الرئيس محمود عباس, على أن تنتقل بعدها إلى القاهرة.

وقال بن رودس مساعد الرئيس باراك أوباما ان "كلينتون ستشدد على الاهتمام الاميركي بحل سلمي يحمي ويزيد أمن اسرائيل والامن الاقليمي", لكنه لم يصل
الى حد الحديث عن مهمة وساطة.

واضاف ان "الطريقة الافضل لحل هذه المسألة هي عبر الديبلوماسية والوصول الى تسوية سلمية تنهي اطلاق الصواريخ وتتيح تهدئة أوسع نطاقاً في المنطقة".

وعلى وقع الحركة الديبلوماسية المكثفة, تواصلت الغارات على قطاع غزة موقعة مزيداً من الضحايا الأبرياء, لليوم السابع على التوالي, فيما واصلت اسرائيل تعزيز قواتها على حدود القطاع, كما قال أحد مسؤولي الاحتلال, مضيفاً ان "الوقت الذي منحناه للديبلوماسية محدود, ويجري اتخاذ الاستعدادات كافة, بحيث أنه في حال تم إعطاء الأمر فإن التوغل البري سيحدث على وجه السرعة".

وتم حشد 16 ألف جندي احتياط نهاية الأسبوع الماضي على حدود القطاع من أصل 30 ألفاً تمت الموافقة على استدعائهم.