أثارت التصريحات الرسمية الإيرانية عن نيتها اغلاق مضيق هرمز في وجه الملاحة الدولية بغية تدريب قواتها في محاولة استباقية لتعرضها لضربة خارجية، خشية خليجية ودولية، في وقت وصف مراقبون الامر أشبه بالوقوع "بفخ نصبته إيران لغيرها".
وقال عضو في لجنة الأمن القومي في البرلمان الإيراني أمس الاثنين إن الجيش يعتزم التدريب على إمكانية غلق مضيق هرمز أمام الملاحة وهو أهم ممر في العالم لمرور شحنات النفط إلا أنه لم يرد تأكيد رسمي.
وتابع برويز سارواري لوكالة الطلبة للأنباء "قريبا سنجري مناورة عسكرية حول كيفية اغلاق مضيق هرمز. إذا أراد العالم أن يجعل المنطقة غير آمنة فسنجعل العالم غير آمن".
ورفض متحدث باسم الجيش الإيراني اتصلت به وكالة "رويترز" التعليق على الامر، في وقت تأخذ دول الخليج والمجتمع الدولي الامر على محمل الجدية.
ويتخوف الخليجيون من استراتيجية إيرانية للرد العسكري خلال المواجهة مع اسرائيل، قد لا تستثني دول الخليج، باعتبار منشأتها النفطية مصدراً لقوة الاقتصاد الدولي، ومهمة للدول المهاجمة خاصة الولايات المتحدة، بحيث يتم توجيه آلاف من الصواريخ على مناطق مهمة.
وتتخوف قطر التي تعد نفسها الضحية الأقرب لسكين الجزار الإيراني من ان تزيل هذه الصواريخ والقوارب الهجومية المسلحة كافة حقول الغاز القطرية التي تجاور إيران، ولا تبعد اقرب نقطة قطرية من الساحل الإيراني سوى 70 كيلومتراً ولذا كانت الاستراتيجية القطرية مهادنة ولينة مع إيران ومحاولة لتهدئة الاوضاع، وكما قال وزير الخارجية القطري في وثائق ويكيليكس انه والإيرانيين يكذبون على بعضهما البعض.
ويقول محللون ان طهران يمكن أن تنتقم بشن هجمات كر وفر في الخليج وباغلاق مضيق هرمز الذي يمر عبره نحو 40 في المائة من شحنات النفط المصدرة من منطقة الخليج.
واختبرت إيران هذا الصيف قرب مضيق هرمز العديد من الصواريخ ارض-بحر خلال مناورات قام بها الحرس الثوري بينها صاروخ اسرع من الصوت اطلقت عليه "خليج فارس" يبلغ مداه 300 كلم، بحسب ما اوردت قناة العالم التلفزيونية الإيرانية الناطقة باللغة العربية.
وقال المصدر ان القوات المشاركة في المناورة اطلقت صاروخين من نوع "خليج فارس" وهو صاروخ بالستي مضاد للسفن الحربية عرض للمرة الاولى في شباط/فبراير الماضي وهو بحسب طهران، قادر على ضرب هدف على بعد 300 كلم بسرعة فائقة.
وتقول إيران ان الصاروخ المزود براس يحمل 650 كلغ من المتفجرات، تم تصميمه وصنعه بالكامل من قبل الحرس الثوري الجهة المسؤولة عن البرنامج والتشغيل العملي لمعظم الصواريخ وخصوصا البالستية منها.
كما تم خلال هذه المناورات اطلاق صاروخ ارض-بحر اطلق عليه "الرعد" يبلغ مداه "بين مئة و200 كلم"، بحسب التلفزيون.
وجرت عمليات اطلاق الصواريخ في منطقة بندر وجاسك قرب المحيط الهندي عند المدخل الشرقي لمضيق هرمز الذي يعبره 40 بالمائة من التجارة البحرية النفطية في العالم.
وكان قائد الحرس الثوري الجنرال محمد علي الجعفري اكد مجددا ان إيران على استعداد لاغلاق مضيق هرمز في حال تعرضت لتهديد.
كما اكد ان إيران تنوي زيادة حضورها العسكري في المحيط الهندي عند مدخل مضيق هرمز بهدف التمكن من الرد على تهديد محتمل من المياه الدولية.
وكان الحرس الثوري اطلق في 28 حزيران/يونيو 14 صاروخا من نوع "قدر" المتوسط المدى (1800 كلم) و13 صاروخا قصير المدى (400 كلم) من نوع "زلزال" و"شهاب1" و"شهاب2" (200 الى 500 كلم) في اطار القسم البري من المناورات.
ومع التاكيد على ان المناورات "دفاعية بحتة" ولا تهدد بلدان المنطقة، اكد المسؤولون الإيرانيون ان الصواريخ التي تجهزها إيران يمكن ان تطال اسرائيل والقواعد الاميركية في الشرق الاوسط.
ويجري الحرس الثوري سنويا مناورات مماثلة خصوصا في منطقة الخليج.









اضف تعليق