قال الجيش التركي الأربعاء إن الاشتباكات بين قوات من المعارضة السورية تدعمها تركيا ومقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية اشتدت حول بلدة الباب في شمال سوريا مما أسفر عن مقتل أربعة جنود أتراك وأكثر من 40 متشددا.
وقال الجيش التركي إن قوات المعارضة التي تحاصر مدينة الباب منذ أسابيع سيطرت بدرجة كبيرة على المنطقة الاستراتيجية المحيطة بمستشفى المدينة.
وأضاف في بيان “فور انتزاع السيطرة على هذه المنطقة ستنكسر هيمنة داعش (تنظيم الدولة الإسلامية) على الباب”، موضحا أن التنظيم المتشدد يستخدم بكثافة المهاجمين الانتحاريين والسيارات الملغومة.
ويمضي الجيش التركي قدما في العملية بعد أن قال وزراء خارجية تركيا وروسيا وإيران في موسكو الثلاثاء إنهم مستعدون للمساعدة في التوسط من أجل التوصل إلى اتفاق لإنهاء الحرب الدائرة في سوريا منذ نحو ست سنوات.
وتأتي المحادثات مع اقتراب قوات الحكومة السورية من تحقيق أكبر انتصار لها في الحرب بتقدمها في آخر جيب للمعارضة بمدينة حلب.
وقتل نحو 20 جنديا تركيا في إطار عملية “درع الفرات” التي بدأت قبل قرابة أربعة أشهر لدفع متشددي الدولة الإسلامية ومقاتلين أكراد بعيدا عن منطقة الحدود السورية مع تركيا.
وفي أحدث اشتباكات قال الجيش إن أربعة جنود أتراك قتلوا وأصيب 15 آخرون بعضهم في حالة خطيرة.
وقال الجيش في بيانه “في الوقت الراهن الاشتباكات العنيفة مستمرة في المنطقة”، مضيفا أن منطقة المستشفى الواقعة على سفح تلة تطل على الباب يستخدمها تنظيم الدولة الإسلامية منذ فترة طويلة كمخزن للأسلحة والذخيرة.
وأفادت تقديرات الجيش أن الضربات الجوية التركية صباح الاربعاء دمرت 24 هدفا للتنظيم وقتلت أكثر من 40 متشددا وأن نحو 15 متشددا قتلوا في الأربع والعشرين ساعة السابقة.
وأضاف أن أربعة جنود من تركيا أصيبوا بجروح طفيفة بعدما لحقت أضرار بسيارة كانوا يركبونها إثر انفجار عبوة ناسفة مزروعة على الطريق.
ونشر المرصد السوري لحقوق الإنسان أنباء عن اشتباكات عنيفة عند الطرف الجنوبي الغربي لمدينة الباب وأشار إلى تقدم لمقاتلي المعارضة هناك.
وأضاف أن الضربات الجوية التركية في المنطقة قتلت سبعة أشخاص في الباب وأن 15 من مقاتلي المعارضة المدعومين من تركيا قتلوا في المعارك الاربعاء.
وفي أغسطس/اب أطلقت تركيا عملية عسكرية تحت اسم “درع الفرات” في شمال سوريا وقالت إن الهدف منها هو القضاء على المتطرفين على حدودها والتصدي لتمدد الوحدات الكردية السورية.
وكان الهجوم في البداية خاطفا لكن أنقرة أعلنت لاحقا توسيع عملياتها، مؤكدة أن تواجدها في سوريا ليس احتلالا وأنها ستسحب قواتها فور تحقيق الأهداف المعلنة.
ويعتقد مراقبون أن تركيا بتوسيع عملياتها من خلال دعم عسكري كبير وعلى الأرض لفصائل قالت إنها منضوية تحت لواء الجيش السوري الحر، تكون قد تورطت في الصراع متعدد الأطراف وأنها ربما تفاقم من تعقيدات الوضع اذا مضت أبعد في توسيع عملياتها العسكرية.
اضف تعليق