لليوم الخامس على التوالي, تواصلت الغارات الاسرائيلية الهمجية على قطاع غزة المحاصر بالتوازي مع استمرار تساقط الصواريخ على تل أبيب بعدما باتت كل الأراضي الإسرائيلية في مرمى نيران فصائل المقاومة.
في موازاة التصعيد على الأرض ومواصلة إسرائيل حشد قواتها على حدود غزة, برزت مؤشرات على إمكانية التوصل إلى وقف لإطلاق النار, وسط جهود مصرية ودولية وتحذيرات لإسرائيل من مغبة أي عملية عسكرية برية واسعة ضد القطاع المحاصر.
وأعلن مسؤول فلسطيني رفيع المستوى, أمس, انه من الممكن التوصل الى تهدئة مع اسرائيل في غزة خلال الساعات القليلة المقبلة بجهود مصر وقطر وتركيا.
وقال المسؤول لوكالة "فرانس برس", طالباً عدم كشف هويته, "هناك محادثات جادة من اجل التوصل الى تهدئة ومن الممكن ان نصل الى تفاهمات اليوم (أمس) وغدا (اليوم) من اجل التهدئة", مشيراً الى "جهود مصرية وقطرية وتركية" في هذا الاتجاه.
من جهته, اكد مسؤول امني مصري كبير ان "مصر تواصل منذ الفجر (فجر أمس) اللقاءات والاتصالات بكثافة مع كل الاطراف من اجل الوصول الى هدنة بأسرع وقت ممكن".
واضاف "وصلنا الى تفاهمات كبيرة ولم يتبق سوى القليل لاتمام اتفاق هدنة بما يحقق الامن والاستقرار وينهي هذا التصعيد والعدوان على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة لضمان عدم تكراره".
واوضح مصدر قريب من المفاوضات الخاصة بالتهدئة ان "اتصالات ولقاءات عدة عقدت مع الفصائل الفلسطينية خصوصا خالد مشعل ورمضان شلح الموجودان في القاهرة".
واضاف ان "الفصائل تريد انهاء الحصار كليا على قطاع غزة ووقف كافة اشكال العدوان الاسرائيلي وفي المقابل وقف كل أشكال الهجمات على اسرائيل", مؤكداً أن "الفصائل تريد ضمانات دولية مثل الامم المتحدة او مجلس الامن الدولي لضمان تنفيذ الهدنة من دون خرقها من اسرائيل والمحادثات جارية حاليا بهدف الوصول الى الصيغة المقبولة لكل الاطراف".
واشار الى ان "الولايات المتحدة واطرافاً اوروبية على علم واطلاع بالمحادثات الجارية بشأن التهدئة وتركيا والاطراف العربية خصوصا قطر تدعم وتساند جهود مصر في سبيل الوصول الى الهدنة".
وجاء ذلك غداة إعلان الرئيس المصري محمد مرسي ان حكومته على اتصال بالحكومة الاسرائيلية والفلسطينيين, وان هناك "مؤشرات" على إمكان التوصل قريباً إلى وقف لإطلاق النار.
وقال في مؤتمر صحافي ليل اول من امس عقده مع رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان "هناك بعض المؤشرات عن امكانية التوصل قريبا الى وقف لاطلاق النار", الا انه اضاف انه "لا توجد ضمانات" في هذا الاطار.
واضاف "نسعى ونحاول مع كل دول العالم كي يتم التوصل الى وقف اطلاق النار من كل من الجانبين, وهناك مساع حثيثة عبر قنوات التواصل مع الجانب الفلسطيني وأيضاً الجانب الاسرائيلي".
وحذر مرسي من مغبة أي عملية برية ضد غزة, قائلاً: "إذا حدث اجتياح بري كما يقولون (الاسرائيليون) فإن ذلك ينذر بعواقب وخيمة في المنطقة".
من جهته, أكد أردوغان دعم بلاده التوصل إلى وقف لإطلاق النار, منتقداً تقاعس الدول الكبرى عن التدخل لدى إسرائيل "الطرف الذي يملك القوة الطاغية".
وفي إطار الجهود الدولية, زار وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس, أمس, اسرائيل والأراضي الفلسطينية في محاولة للتوصل إلى وقف لإطلاق النار.
وقال فابيوس للصحافيين الذين رافقوه, خلال الزيارة التي استمرت يوماً واحداً, ان "دعمنا للقضية الفلسطينية ثابت وفي الوقت نفسه لدينا اتصالات مع الاسرائيليين. نكاد نكون الوحيدين في هذا الوضع. اننا نتحدث الى الجانبين والجانبان يعترفان بنا ونريد السلام".
والتقى فابيوس المسؤولين الاسرائيليين والرئيس الفلسطيني محمود عباس, في إطار الزيارة التي أعدت بالتنسيق مع دول اقليمية وغربية, بحسب باريس.
وفي برلين, أعلن مساعد المتحدث باسم الحكومة الالمانية يورغ سترايتر ان المستشارة انجيلا ميركل ورئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو توافقا خلال محادثة هاتفية على وجوب التوصل "الى وقف كامل لاطلاق النار في أسرع وقت".
وتشاورت ميركل هاتفيا أيضا مع مرسي حيث شجعته على مواصلة "دوره المهم في الوساطة", كما أكدت لنتانياهو "حق" اسرائيل في الدفاع عن نفسها وواجبها في حماية السكان الاسرائيليين.
في موازاة ذلك, حذر وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ اسرائيل من ان شن عملية برية على غزة قد "يكلفها (خسارة) جانبا كبيرا" من الدعم الدولي الذي تلقاه, مضيفا ان مثل هذه العملية "تهدد بتمديد النزاع".
وقال هيغ لقناة "سكاي نيوز", أمس, ان "رئيس الوزراء وانا شخصيا اكدنا لنظيرينا الاسرائيليين ان اي غزو بري لغزة سيكلف اسرائيل جانبا كبيرا من الدعم الدولي الذي تحظى به في هذا الوضع".
واضاف ان "الغزو البري يصعب كثيراً دعمه بالنسبة للمجتمع الدولي, خصوصاً بالنسبة الى بريطانيا", مؤكداً أنه "من الاصعب بكثير تفادي الخسائر بين المدنيين او الحد منها اثناء غزو بري".
لكن الوزير البريطاني كرر ان حماس "هي المسؤول الاول" عن الوضع الحالي داعياً إياها مجدداً الى "وقف هجماتها بالقذائف على اسرائيل".









اضف تعليق