شهدت الأراضي السورية أمس، تظاهرات قدر ناشطون مشاركة عشرات الآلاف فيها، في ما أطلقوا عليه اسم "جمعة من جهّز غازياً فقد غزا"، للمطالبة بتسليح "الجيش السوري الحر"، بالتزامن مع عمليات عسكرية واشتباكات أسفرت عن سقوط عشرات بين قتيل وجريح، واعتقالات، في وقت عبرت جامعة الدول العربية عن أملها في أن تتجاوب دمشق مع الجهود الدولية لحل الأزمة "بشكل حقيقي"، وتحدثت تركيا عن أزمة لجوء متصاعدة، وعمليات على الجانب السوري من الحدود المشتركة.
وأعلنت موسكو أن مراقبين دوليين ذوي خلفيات عسكرية سيشاركون في بعثة أممية لمراقبة وقف إطلاق النار المنصوص عليه في خطة المبعوث الخاص كوفي عنان.
وقتل 29 شخصاً بينهم 16 مدنياً و9 عسكريين و4 من "الجيش السوري الحر"، في قصف للقوات النظامية واشتباكات مع منشقين وإطلاق نار، حسب ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان .
وخرج عشرات الآلاف في تظاهرات معارضة في مناطق سورية عدة، في ما أطلق عليه ناشطون اسم "جمعة من جهز غازياً فقد غزا" للمطالبة بتسليح "الجيش الحر"، وقدر المرصد المشاركين في التظاهرات بـ"عشرات الآلاف رغم العمليات العسكرية المستمرة".
وقال العقيد رياض الأسعد قائد "الجيش السوري الحر" إن ممثلين لعنان اجتمعوا مع قادة للجيش السوري الحر وبحثوا خطة عنان لسحب القوات بحلول العاشر من إبريل/نيسان ووقف اطلاق النار بحلول الخميس المقبل .
وأضاف الأسعد أن الجانبين أجريا محادثات، وقال إنه إذا التزم النظام بالخطة وسحب قواته من المدن وأعادها إلى ثكناتها الأصلية فسوف يلتزم الجيش السوري الحر بالخطة . ورفض الأسعد تحديد أين عقد الاجتماع، أو كشف هوية ممثلي عنان . واكتفى بالقول إن الاجتماع عقد هذا الأسبوع .
دولياً، عبرت جامعة الدول العربية عن أملها في تجاوب الحكومة السورية مع خطة المبعوث الأممي العربي المشترك "بشكل حقيقي".
وقال أحمد بن حلي نائب أمين عام الجامعة إن عنان على تواصل مستمر مع الأمين العام نبيل العربي، ووجه تقريراً له خلال اليومين الماضيين حول مهمته ونتائج اتصالاته . ولفت إلى أن القمة العربية ببغداد دعمت مهمة عنان، وتواصل جهودها من أجل إنجاحها، ونأمل تجاوباً ميدانياً حقيقياً من أجل وقف نزيف الدم، والتمهيد للدخول في المرحلة المقبلة، وهي إطلاق الحوار بين الحكومة والمعارضة، حتى يمكن معالجة الأزمة، بما يلبي طموحات الشعب السوري .
من جهته، أعلن وزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف أن مراقبين من هيئة الأمم المتحدة ذوي خبرة عسكرية سيراقبون تنفيذ الهدنة في سوريا.
واعتبر غينادي غاتيلوف نائب وزير الخارجية الروسي أن البيان الرئاسي الذي أصدره مجلس الأمن الدولي الخميس، حول سوريا، يشكل قاعدة لتسوية الأزمة في البلاد .
وأجرى وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو اتصالاً بأمين عام الأمم المتحدة بان كي مون لإبلاغه عن عمليات عسكرية تجري على الجانب السوري من الحدود.
وقال: "لم ندخر جهدا في استيعاب السوريين الفارين من العنف في وطنهم، ولكن إذا استمروا في الوصول بهذه الوتيرة، فسنحتاج إلى تدخل الأمم المتحدة والمجتمع الدولي".
وأضاف: "أخبرته أن وتيرة تدفق اللاجئين تضاعفت بعد أن قال بشار الأسد إنه سيطبق خطة كوفي عنان".
وتابع: على من يعطونه وقتا أن يعلموا أن عدد السوريين الفارين يتزايد، وأن هذه تتحول إلى مشكلة دولية".
واعتبرت فرنسا أن استمرار تدفق اللاجئين السوريين بأعداد كبيرة إلى تركيا يعكس خطر الوضع في بلادهم.









اضف تعليق