الرئيسية » أرشيف » لبنان يحذر من تفاقم أزمة النازحين
أرشيف

لبنان يحذر من تفاقم أزمة النازحين

رغم انشغال الساحة اللبنانية بالتحضير للجلسة الأولى لمناقشة قانون الانتخابات في "الفندق" الذي اقترحه رئيس مجلس النواب نبيه بري, الأسبوع المقبل, وترقب مآل الأمور في ما يتعلق بطاولة الحوار التي تصر قوى "14 آذار" على مقاطعتها, لا يزال ملف النازحين السوريين والفلسطينيين إلى لبنان يتصدر قائمة الاهتمامات الحكومية مع بداية العام 2013, بعد الكلام الرسمي عن أن هذا الملف يشكل عبئاً على الدولة وإذا لم تتوافر المساعدات من الدول المانحة فستضطر الحكومة إلى التعامل مع الملف بشكل آخر.

وما زاد الملف حرارة وتعقيداً رسائل سفير سورية في لبنان علي عبد الكريم علي "الاستفزازية" إلى وزير الشؤون الاجتماعية وائل أبو فاعور, فضلاً عن رد علي على رئيس الجمهورية ميشال سليمان الذي حاول رسم الحدود للسفير السوري, إلا أن الأخير زاد استفزازاً تجاه كل من يتطرق إلى رسائله, ما أدى إلى انزعاج الرئيس سليمان, حسب ما ذكرت أوساط رئاسية.

وفي هذا السياق, رأى وزير الدفاع فايز غصن أن "أمام الدولة اللبنانية قضية في غاية الدقة والحساسية تتعلق بتدفق اللاجئين السوريين  والفلسطينيين إلى لبنان نظراً للانعكاسات التي تتركها هذه القضية على الداخل اللبناني".

واعتبر أن "التعاطي مع هذا الملف ينطلق من اعتبارات عدة منها ما هو إنساني واجتماعي ومنها ما هو أمني وهو الجانب الأخطر في هذه القضية", مشيرا إلى أن "جهود الوزارات المعنية ستتضافر وتتكامل وتتسرع لمواكبة هذا الملف والسير بخطة المعالجة".

وأوضح أنه "في ضوء بروز توقعات بازدياد عدد النازحين إلى لبنان فإن احتمال تفاقم الأزمة بات في شبه المؤكد, خصوصاً أن لبنان يعاني أصلاً من واقع اقتصادي دقيق, وبالتالي المطلوب في هذا الإطار التعاون بين الأفرقاء اللبنانيين والتعاطي بتبصر وروية مع هذا الملف بصرف النظر عن حجم الاختلافات السياسية, على أن يترافق ذلك مع عمل جدي وسريع من الأمم المتحدة والمجتمع الدولي".

وشدد على "وجوب عدم الاستهانة بخطورة ما قد ينتجه هذا الواقع على لبنان إذ انه قد يشرع نوافذ أمنية يتسلل منها بعض المسلحين أو الإرهابيين للدخول إلى لبنان والقيام بمحاولات للعبث بأمنه واستقراره".

إلى ذلك, اعتبر وزير الداخلية والبلديات مروان شربل, أن هناك "محظورا أمنيا ومحظورا اقتصاديا في قضية النازحين من سورية إلى لبنان".

وطالب بـ"عدم تسييس هذا الملف والعمل على تجنيب لبنان الحوادث المحيطة والاستمرار في مساعدة النازحين إنسانياً", مشدداً على أن "ضبط الحدود أمر طبيعي وأن أحداً لم يطلب إغلاق الحدود بالشكل الذي يحكى عنه".

في سياق متصل, أكد رئيس حزب "الكتائب" الرئيس أمين الجميل أن "موقف الحزب من قضية النازحين السوريين والفلسطينيين إلى لبنان واضح جداً منذ بداية الأزمة السورية, وهو بضرورة التعاطي الإنساني مع هذه القضية وأن لبنان لا يستطيع التهرب من واجباته الإنسانية", مذكراً بأن "حزب الكتائب كان من أوائل الداعمين لهؤلاء النازحين في وادي خالد".

وشدد الجميل على هامش استقباله لممثل حركة "حماس" في لبنان علي بركة, على "ضرورة قيام الحكومة اللبنانية بضبط حالة النزوح وأن يكون دخول النازحين من خلال المعابر الرسمية فقط كي لا يكون هناك أي تسلل لعناصر مشبوهة لها أهدافها الخاصة".