قال متحدث باسم الحكومة المقالة في قطاع غزة إن اللقاء الذي جرى أمس الأحد في القاهرة بين وفد حركة حماس برئاسة رئيس مكتبها خالد مشعل، ورئيس حكومتها في غزة إسماعيل هنية، مع رئيس المخابرات المصرية اللواء رأفت شحاته، أكد على ضرورة تنفيذ المصالحة الفلسطينية.
وعقب انتهاء اللقاء وصف طاهر النونو، المتحدث باسم الحكومة المقالة في قطاع غزة، أجواء اللقاء بـ"الإيجابية والدافئة" مشيراً إلى أن اللقاء تطرق لعدد من الملفات أبرزها المصالحة الفلسطينية التي جرى التأكيد على ضرورة تنفيذ ما جرى الاتفاق عليه فى القاهرة بين حركتي فتح وحماس.
وكان عزام الأحمد، عضو اللجنة المركزية لحركة فتح ورئيس وفدها إلى حوار المصالحة قد أكد في تصريح سابق أمس الأحد أن "برنامج إنجاز المصالحة الفلسطينية يسير وفق جدول زمني محدد" متفق عليه مع حركة حماس والراعي المصري.
وأشار إلى أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس أكد من قبل أنه سيصدر مرسومين أحدهما بتشكيل الحكومة التي ستشرف على الانتخابات العامة الفلسطينية، والآخر بالدعوة لهذه الانتخابات وذلك بعد انتهاء لجنة الانتخابات المركزية من عملية تحديث سجل الناخبين، والمقرر أن تنتهي في العاشر من أبريل/ نيسان المقبل.
واتفقت حركتا "فتح" و"حماس" في 17 يناير/ كانون الثاني الماضي خلال اجتماع في القاهرة على "صيغة توافقية" حول الملفات التي تضمنها اتفاق المصالحة الفلسطينية، ومنها تفعيل عمل لجنة الانتخابات المركزية في قطاع غزة والضفة الغربية تمهيدا لإجراء انتخابات فلسطينية عامة، وبدء مشاورات تشكيل الحكومة.
لكن جولات الحوار الفلسطيني توقفت أواخر الشهر الماضي بعد أن أعلنت حركتا فتح وحماس عن تأجيل لقاء كان مقررًا عقده بينهما يوم 26 شباط/ فبراير بالقاهرة، إثر نشوب مشادة كلامية بين رئيس وفد حركة فتح بحوار المصالحة عزام الأحمد، ورئيس المجلس التشريعي الفلسطيني وعضو حركة حماس، عزيز الدويك، في ندوة عُقدت فى رام الله تبادلا خلالها الاتهامات بين الحركتين.
وأضاف طاهر النونو في تصريحه عقب لقاء مشعل وهنية مع اللواء شحاتة، أن لقاء وفد حركته بالجانب المصري ناقش أيضا التزامات إسرائيل بخصوص التهدئة مع حركة حماس وتنكرها لبعض الملفات التي جرى الاتفاق عليها، لافتاً إلى أنه "جرى التأكيد من الجانب المصري على أنه لا يتم فقط البحث في هذه النقطة وإنما ضرورة تطويرها إيجابيا لصالح الشعب الفلسطيني" بما يحقق مزيدا من الإنجازات له.
ووفقاً للمتحدث باسم حكومة غزة، فإن وفد حماس ناقش مع الجانب المصري العلاقة الثنائية بين مصر وحركة حماس، مشيراً إلى أنه تم التطرق إلى بحث مسألة الأمن المشترك والتأكيد على حرص الحكومة الفلسطينية(المقالة) على هذه النقطة.
وعلى صعيد قضية الأسرى الفلسطينيين فى السجون الإسرائيلية، قال النونو: إن الأشقاء في مصر وعدوا بالتدخل الإيجابي لصالح الأسرى وقالوا إنهم يتابعون هذا الملف باهتمام، مضيفاً أن اللقاء بحث أيضا مستقبل القضية الفلسطينية بشكل عام والتطورات الجارية فيها.
وتابع قائلا: "رؤيتنا في حماس تركز على ضرورة أن نسير في مسارين متوازيين أولهما تحقيق المصالحة الفلسطينية وثانيهما إعادة تقييم عملية التسوية والتوصل إلى برنامج سياسي مشترك قائم على تحقيق أهداف الشعب الفلسطيني".
وضم وفد حماس إلى جانب مشعل وهنية كل من الدكتور محمود الزهار، القيادي بالحركة، ووزير داخلية حماس فتحي حماد، والمتحدث باسم الحكومة طاهر النونو.
وكان النونو قد كشف في وقت سابق من أمس الأحد أن وفد حركته سيلتقي خلال اليومين المقبلين بأحزاب وقوى مصرية مختلفة.
يأتي ذلك في وقت تشن فيه بعض وسائل الإعلام المصرية حملة على حماس تتهمها بالتدخل في الشأن المصري لدعم حكم جماعة الإخوان المسلمين.
وتأتي لقاءات حركة حماس مع المسؤولين المصريين بعد أيام من إطلاق أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني دعوة خلال انعقاد القمة العربية بعقد قمة مصغرة في القاهرة بين حركتي فتح وحماس بإشراف مصري وبرعاية من قبل الجامعة العربية، من أجل إنجاز المصالحة الفلسطينية.
وما تزال حركة حماس، تعتبر انتخاباتها التنظيمية من أسرارها الداخلية، نظرا لـ"استهدافها من قبل إسرائيل".
ورجحت المصادر المطلعة أن تتجه حماس لتجديد ولاية رئيسها الحالي خالد مشعل، رغم إصراره على عدم الترشح، للعديد من الأسباب، أهمها "حاجة الحركة لخبرة مشعل، وعلاقاته الدولية المتشعبة خلال المرحلة المرحلة الحالية المعقدة والخطيرة التي تعيشها الحركة ".
وأضافت المصادر: "يبدو أن هناك الكثير من الأطراف الإقليمية ذات العلاقة مع حماس، ترغب ببقاء مشعل وخاصة جماعة الإخوان المسلمين، والرئاسة المصرية وقطر، وتركيا".
وانطلقت الانتخابات الداخلية للحركة في أبريل/نيسان من العام الماضي، دون أن يتم استكمال انتخاب رئيس الحركة.
وأرجعت مصادر في حركة حماس تأخر إجراء انتخابات رئاسة المكتب، إلى تعقيدات العملية الانتخابية في الحركة، إضافة إلى إعلان مشعل، عدم رغبته في الترشح لفترة جديدة.
وتنتخب حماس قياداتها في ثلاثة أقاليم وهي: "غزة والضفة والشتات" كل أربعة أعوام، وتبدأ من المناطق المحلية، ووصولا إلى قيادة المكتب السياسي للحركة، أما أسرى الحركة في سجون الاحتلال، فينتخبون هيئة قيادية عليا خاصة بهم.
اضف تعليق