الرئيسية » أرشيف » أوباما يحتاج فرض "زعامته" في المنطقة
أرشيف

أوباما يحتاج فرض "زعامته" في المنطقة

اعتبر محللون أن إدارة الرئيس باراك اوباما تحصد نتائج إخفاقها في البرهنة على قيادة قوية في الشرق الاوسط الذي تهيمن عليه مشاعر معادية لأميركا بسبب الحربين في العراق وافغانستان.

وتشهد منطقة الشرق الاوسط وشمال افريقيا وبعض دول آسيا وأوروبا موجة من التظاهرات التي تخللت بعضها أعمال عنف بسبب الفيلم الأميركي المسيء للإسلام الذي أنتج في الولايات المتحدة.

ويخشى اخصائيون في شؤون المنطقة من تفاقم الازمة إذا لم يتدخل أوباما المنشغل بالاقتراع الرئاسي, بحزم أكبر, سيما بعد تأكيد خصمه الجمهوري ميت رومني أن منطقة الشرق الاوسط بحاجة الى "زعامة أميركية".

وقال سلمان شيخ مدير مركز بروكينغز الاميركي للابحاث في الدوحة ان "مشاعر انعدام الثقة متأصلة في العالم العربي الاسلامي والمواقف المعادية لاميركا كامنة منذ عقود".

واضاف ان الحرب في العراق التي شنها الرئيس السابق جورج بوش العام 2003 أضرت كثيراً العلاقات بين الولايات المتحدة والعالم العربي, كما عملية السلام الاسرائيلية – الفلسطينية المعطلة منذ عامين.

واشار إلى ان محاولة ادارة اوباما اعادة تحريك هذه المفاوضات كانت "ناقصة" و"عهد بها الى اشخاص غير محنكين", مؤكداً أنه "إذا ارادت الولايات المتحدة تغيير الانطباع في العالم العربي بشأنها, وسيكون ذلك بالطبع على حساب اسرائيل, يجب أن تكون أكثر تماسكا في الملف الاسرائيلي – الفلسطيني".

إلى ذلك, يتوجب على الأميركيين أن يستمروا في دعم الديمقراطية والتنمية في دول الربيع العربي على غرار ما قاموا به في اوروبا بعد الحرب العالمية الثانية.

وقال براين كاتوليس من مركز التقدم الاميركي "من الضروري أن يستمر الالتزام في ليبيا وفي دول تشهد عملية انتقالية مثل تونس واليمن", محذراً من ان "الرحيل بالقول: لماذا ننفق المال والوقت في مثل هذه الدول, سيكون خطأ".

من جهتها, قالت دانيال بليكتا من معهد "اميريكان انتربرايز" ان "ما نسميه التحول الاميركي من الشرق الاوسط (واوروبا) الى آسيا-المحيط الهادىء, يعني ان ندير ظهرنا لهذه الدول ونتركها لقدرها".

واعتبر كاتوليس انه على العكس على الولايات المتحدة ان تساعد مصر وليبيا اقتصاديا تحت طائلة انتشار البؤس الاجتماعي والتطرف الديني.

وفي هذا الاطار, أكدت الخارجية الاميركية, اول من امس, ان "اميركا لا يمكنها ان تدير ظهرها لهذه البلدان. علينا توسيع دعمنا", مشددة على رسالة هيلاري كلينتون التي دعت دول الربيع العربي "الى عدم استبدال استبداد طاغية بالاستبداد الشعبي".

ويقر الاخصائيون بأن هذا التحرك التاريخي لارساء الديمقراطية في العالم العربي أتى أيضاً ب¯"نتائج سلبية كثيرة" مثل "بروز منظمات إسلامية متشددة".

وقال حاييم مالكا من مركز الدراسات الستراتيجية والدولية ان "اطاحة الانظمة الاستبدادية ساهمت في تحرير قوى عنيفة مناهضة لاميركا كانت حتى الآن تحت السيطرة".