دافع الرئيس الأميركي باراك أوباما عن العمل الذي قام به مكتب التحقيقات الفدرالي (إف بي آي) قبل الهجوم الذي استهدف ماراثون بوسطن في 15 أبريل/نيسان المنصرم، في وقت أشار فيه أوباما إلى أنه لن يتعجل بالرد سريعًا على ما يبدو من استخدام سوريا لأسلحة كيماوية متخذا نهجا حذرا تجاه الصراع في سوريا.
وقال أوباما في مؤتمر صحفي أمس الأول الثلاثاء إن السلطات الأميركية فعلت كل ما في وسعها لمواجهة الأخطار الأمنية ومن بين هذه الأخطار "أشخاص تحولوا من تلقاء ذاتهم إلى التشدد".
وأضاف "بناء على ما قرأت حتى الآن فإن مكتب التحقيقات الفدرالي قام بواجبه، وزارة الأمن الداخلي فعلت ما كان ينبغي عليها فعله. ولكن هذه الأمور صعبة"، مشيدا مجددا بالمساعدة الروسية في التحقيقات الجارية في هذا الهجوم.
وكانت روسيا أخطرت في 2011 السلطات الأميركية بشأن تامرلان تسارناييف (26 سنة)، الذي نفذ مع شقيقه الأصغر جوهر (19 سنة) هجوم بوسطن وقتل خلال محاولة الشرطة اعتقاله.
وبحسب المعلومات الاستخبارية التي سلمتها موسكو إلى واشنطن فقد حذرت السلطات الأمنية الروسية نظيرتها الأميركية من خطر وقوع تامرلان الشيشاني الأصل في أحضان جماعات "متشددة"، ويومها استجوبه مكتب التحقيقات الفدرالي لكنه عاد وأغلق القضية، في حين طلبت المخابرات المركزية (سي آي أي) في خريف 2011 وضعه تحت المراقبة.
وبحسب مصدر استخباري روسي في محج قلعة عاصمة جمهورية داغستان المجاورة للشيشان فإن تامرلان كان على صلة مع إسلاميين في القوقاز الروسي قتلتهم قوات الأمن الروسية.
في السياق نفسه، أعلنت الإدارة الأميركية أنها فتحت تحقيقا بشأن عمل الأجهزة الأمنية والاستخبارية في البلاد، ومدى التعاون فيما بينها قبل هجوم بوسطن.
وقالت المفتشيات العامة في كل من جهاز الاستخبارات ووكالة الاستخبارات المركزية ووزارتي العدل والأمن الداخلي إنها بدأت تحقيقا "مستقلا ومنسقا بشأن طريقة إدارة معلومات أجهزة الاستخبارات" قبل وقوع الهجوم.
وبحسب السلطات الأميركية فإن الأخوان تامرلان وجوهر تسارناييف نفذا هجوم بوسطن الذي أوقع ثلاثة قتلى و246 جريحا في أبريل/نيسان الماضي، وقد ألقي القبض على جوهر الأسبوع الماضي بعد إصابته بجروح خطيرة خلال الاشتباك الذي قُتل فيه شقيقه الأكبر.
"السي اي ايه" تجهل الكثير
في وقت أشار فيه أوباما، إلى أنه لن يتعجل بالرد سريعًا على ما يبدو من استخدام سوريا لأسلحة كيماوية متخذًا نهجًا حذرًا تجاه الصراع في سوريا يعكس وجهات نظر المواطنين الأميركيين ومعظم أعضاء الكونجرس وبعض حلفاء الولايات المتحدة.
جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي عقده في البيت الأبيض قائلاً في سياقه : إنه يوجد دليل على أن أسلحة كيماوية استخدمت في سوريا لكن هناك أشياء كثيرة ما زالت غائبة عن أجهزة المخابرات الأميركية.
وأضاف أوباما قوله في المؤتمر الصحفي قائلاً : "لا نعرف كيف استخدمت ومتى استخدمت ومن استخدمها… ليس لدينا سجل لمتابعة الدليل يحدد لنا ما حدث على وجه الدقة، ولم يستبعد أوباما اتخاذ إجراء عسكري أو غير ذلك ضد حكومة الأسد، لكنه أكد مرارا على أنه لن يسمح بأي ضغوط عليه لاتخاذ قرار متعجل بالتدخل بدرجة أعمق في الصراع المستمر منذ أكثر من عامين في سوريا.
وتشير تصريحات أوباما إلى أنه من غير المحتمل أن تتخذ حكومة أوباما أي رد فعل سريع تجاه الأزمة في السورية رغم إعلان الرئيس الأسبوع الماضي أنَّ هناك أدلة على أن الأسد استخدم غاز الأعصاب السارين على نطاق صغير.
كان أوباما أعلن، العام الماضي أنه إذا حدث استخدام أو نشر أسلحة كيماوية من قبل الرئيس السوري بشار الأسد فسيكون تجاوزا "لخط أحمر".
اضف تعليق