أدلى ملايين المصريين أمس بأصواتهم في صناديق الاقتراع لاختيار 120 نائباً، على القوائم الحزبية التي يتنافس فيها 1116 مرشحاً، إلى جانب 60 مقعداً فردياً يتنافس فيها 2271 مرشحاً، ضمن المرحلة الثانية من الانتخابات لـ"برلمان الثورة"، والتي شملت 9 محافظات، هي الجيزة والسويس والإسماعيلية وبني سويف وأسوان والشرقية والدقهلية والبحيرة وسوهاج، وتستمر حتى مساء اليوم (الخميس).
وعلى الرغم من محاولة اللجنة العليا للانتخابات تلافي معظم الأخطاء التي حصلت في المرحلة الأولى، إلا أنها قررت تأجيل الانتخابات في 3 دوائر انتخابية في محافظات المنوفية والبحيرة وسوهاج، تنفيذاً لأحكام قضائية، في وقت تحدثت منظمات حقوقية عن خروقات ومخالفات كثيرة شابت هذه الانتخابات، في حين قام الجيش وقوات الأمن بتأمين مراكز الاقتراع، شكلت وزارة الداخلية غرفة عمليات للمتابعة مع كافة أطراف العملية الانتخابية.
وفيما شهدت مراكز الاقتراع إقبالاً كبيراً من الناخبين بحسب المستشار عبد المعز إبراهيم، رئيس اللجنة العليا للانتخابات، أكد مجلس حقوق الإنسان تلقيه 105 شكاوى أبرزها استمرار الدعاية الانتخابية، والتي تجاوزت 60% من الشكاوى.
ورصدت شبكة "مراقبون بلا حدود" وجود اشتباكات وأعمال عنف في محافظة الجيزة، إلى جانب رشاوى وحرب شائعات بين المرشحين، وازدياد سخونة الخلافات بين أنصارهم وارتفاع حدة المنافسة بين مرشحي "الكتلة المصرية" وحزب "الحرية والعدالة" الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين، واستمرار أوراق ولافتات الدعاية على أسوار المدارس التي تعقد فيها لجان الاقتراع.
وفي التفاصيل، شهد اليوم الأول من المرحلة الثانية لانتخابات مجلس الشعب في مصر وقائع عنف ورشاوي أثناء عملية التصويت، ورصد مراقبو حملة "شارك وراقب وأتعلم" تجاوزات من قبل أنصار حزبي "النور" و"الحرية والعدالة" تتمثل في استمرار الدعاية الانتخابية المخالفة وتوزيع بوسترات ووضع أجهزة كمبيوتر أمام اللجان واستخدام مكبرات الصوت أمام اللجان وقد حرر 45 محضرا ضد حزبي "النور" و"الحرية والعدالة".
وفي استطلاع للرأي أجرته "الوطن العربي" مع عدد غفير من الناخبين فى مختلف اللجان في تبين أن الغالبية العظمى من الناخبين توجهوا لصناديق الاقتراع أمس "خوفا" من غرامة الـ"500 جنية" التي توعد بها المجلس العسكري لمن لا يدلى بصوته في الانتخابات.
كما رصد المراقبون وجود توافد كبير من قبل الأقباط للتصويت لصالح مرشحي حزب "الوفد". وذلك بمدرسة الشعب الإعدادية بنين، حيث توافد المئات من الأقباط في حافلات للتصويت لصالح مرشحي حزب الوفد.
وفي المقابل، دعا أنصار حزب "النور" الناخبين بمدرسة أم الأبطال بمركز الفشن في محافظة بني سويف إلى عدم انتخاب مرشحي حزب الكتلة بدواعي أنهم مسيحيون، واستمرت الدعاية لمرشح الحزب ثروت يوسف خارج اللجنة بمحافظة بني سويف.
وظهرت الرشاوي أيضا والتي تراوحت قيمتها بين 20 و 100 جنيه، وفي الجيزة رصدت حملة "شارك وراقب وأتعلم" توزيع مرشحي الكتلة المصرية أجهزة هواتف نقالة وخطوط موبينيل أمام اللجان بدائرة جنوب الجيزة من اجل انتخاب مرشحي الكتلة على القوائم والمصريين الأحرار على الفردي.
وفي لجان نجع الملقطة بالدائرة الاولي بأبوالريش البحري محافظة اسوان، منحت سيدات من أنصار حزب الوفد مبالغ مالية للناخبين للتصويت لصالح الحزب.
وفي لجنة بني هارون الابتدائية وقعت مشاجرات بين أنصار أحزاب مختلفة وطلبوا من الأمنفض المشاجرة وكان رد الامن مستفزا حيث قال لهم: "نحن مسؤولون عن اللجان فقط ..ومشاكلكم حلوها مع بعض".
وفي لجنة نادي المعلمين ببني سويف وقعت مشاجرة بين أنصار الحرية والعدالة وأنصار المرشح أحمد يونس "مستقل" رمز الترس مما أدى إلى وقوع بعض الإصابات بين الطرفين. وفي مدرسة إفوا الابتدائية حدثت مشاجرة بين ناخبين ما جعل القاضي يطرد الناخبين ويغلق اللجان حتى ينتظم الناخبون. وفي مدرسة أنور السادات ببني سويف أغلق رئيس اللجنة بكامل موظفيها لتناول وجبة الغداء ولاداء الصلاة على الرغم من وجود أكثر من 100 ناخب منتظرين بالخارج للإدلاء بأصواتهم.
ووفقاً لتقرير مؤسسة عالم واحد للتنمية وحقوق الإنسان فإن المخالفات موزعة على الأحزاب كالتالي: مرشحى الحرية والعدالة بنسبة 38% ومرشحى النور 22% ومرشحى الكتلة المصرية 16% والمرشحين المستقلين9% ومرشحى باقى الاحزاب بنسبة 10%ومرشحى الوفد 5%.
كما جاءت المشاحنات بين مرشحى حزب الحرية والعدالة وحزب النور فى المقدمة بنسبة64% يليها المشاحنات بين مرشحى الحزبين وباقى الاحزاب بنسبة 21% وبين مرشحى الاحزاب بعضهما البعض بنسبة15%وذلك من واقع الشكاوى الانتخابات وملاحظات المراقبة.
* * * لا مكان لغير الإسلاميين بمصر * * *
وأكد أحد المرشَّحين لمجلس الشعب المصري بمحافظة الإسماعيلية وقوع عشرات المخالفات من جانب مرشحين حزبيين بالمحافظة.
وقال محمد فراج أبو نصر المرشَّح على مقعد العُمال عن حزب "المحافظين" بدائرة القنطرة شرق بمحافظة الإسماعيلية "إن أنصار حزب "النور" السلفي رفعوا شعارات دينية إقصائية لباقي المرشحين، محرضة للناخبين على عدم التصويت للمرشحين المنتمين للتيارات اليسارية والليبرالية".
وأضاف أبو نصر "إن أنصار حزب النور قاموا على مدى الأيام الثلاثة الماضية بحث مواطني مدينة القنطرة شرق على التصويت لمرشحي الحزب، وقاموا بشراء مواد تموينية لعدد من المواطنين فيما قاموا بدفع فواتير المياه والكهرباء لمواطنين آخرين، علاوة على توزيع عصائر ومأكولات خفيفة على الناخبين".
وأكد أن أنصار "النور" خرقوا قاعدة الصمت الانتخابي ليس فقط بالدعاية لمرشحي الحزب ولكن بترديد عبارات "عايزينها إسلامية واللي مش عاجبه يمشي"، مشيراً إلى أن ذلك يتم أمام مدرسة "العبور" بالقنطرة شرق، مقابل قيام أنصار حزب "مصر القومي" بالدعاية الانتخابية أمام مدرسة "السادات" بقرية "جلبانة".
وقال شهود عيان إن اشتباكات بالرصاص والأيدي وقعت الاربعاء في بداية المرحلة الثانية من انتخابات مجلس الشعب المصري وأسفرت عن سقوط مصابين.
وقال الناشط أحمد عاشور الذي ينسق أعمال لجان شعبية منذ الانتفاضة التي أسقطت الرئيس حسني مبارك في فبراير/شباط ان مؤيدي مرشحين متنافسين اشتبكوا بالرصاص في مدينتي الصف والعياط بمحافظة الجيزة التي تجاور القاهرة من الغرب والجنوب.
وأضاف أن اشتباكات بالأيدي سبقت تبادل اطلاق النار وأن ما يصل الى 15 شخصا أصيبوا. وتابع أن القضاة المشرفين على الانتخابات أوقفوا الاقتراع في عدد من لجان الانتخاب لحوالي ثلاث ساعات.
وتابع أن قوات من الجيش تدخلت في محاولة لوقف الاشتباكات.
وخلال حملة الدعاية للمرحلة الأولى التي أجريت منذ نحو أسبوعين وقعت اشتباكات بين الشرطة ومحتجين على استمرار الادارة العسكرية لشؤون البلاد في القاهرة ومدن أخرى أسفرت عن سقوط 42 قتيلا على الاقل.
لكن انتخابات المرحلة الاولى جرت في أجواء هادئة في الاغلب.
وقال الشهود ان اشتباكات بالايدي وقعت بين مؤيدي جماعة الاخوان المسلمين وحزب النور السلفي في لجنة بمحافظة المنوفية في دلتا النيل.
وقال شاهد ان الاشتباكات بدأت بعد محاولة مؤيدين لحزب الحرية والعدالة الذراع السياسية لجماعة الاخوان اثناء مؤيدين لحزب النور عن الدعاية خارج اللجنة.
وأضاف أن الاخوان تذمروا لقيام مؤيدي حزب النور بنقل ناخبين في حافلات الى لجان الانتخاب.
وقالت شاهدة ان اشتباكات مماثلة دارت بين مؤيدي مرشحين مستقلين يتنافسان على مقعد فردي في الدائرة الثالثة بمحافظة المنوفية وان قوات الجيش جمعت أوراق الدعاية الخاصة بالمرشحين وأحرقتها خارج لجنة مدرسة المؤسسة الابتدائية.
وفي المرحلة الاولى من الانتخابات التي بدأت يوم 28 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي تقدم حزب الحرية والعدالة وحزب النور والكتلة المصرية التي تضم ليبراليين ويساريين على بقية الاحزاب المتنافسة.
وقال شهود ان بعض سكان قرية شمبارة الميمونة القريبة من مدينة الزقازيق عاصمة محافظة الشرقية قطعوا الطريق المؤدي الى القرية كما تجنب ناخبون لجان الانتخاب فيها احتجاجا على تعرض القرية لهجمات بلطجية يقولون انهم يأتون من قرية قريبة.
وقال حامد حافظ وهو طبيب ان بعض سكان القرية حاولوا الثلاثاء اشعال النار أمام لجان الانتخاب احتجاجا على حالة الانفلات الامني.
ومن ناحية أخرى قالت شاهدة ان المشرفين على الانتخابات في لجنة المدرسة الثانوية الزراعية بمدينة الزقازيق تعدوا بالضرب على طاقم قناة "أون تي في" التلفزيونية المصرية وطردوهم خارج اللجنة.
وأضافت أن أفراد الطاقم وعددهم أربعة كانوا يصورون سير العملية الانتخابية.
وقال شهود في محافظة بني سويف ان حادث قتل لا صلة له بالانتخابات وقع في قرية منشأة عمرو تسبب في وقف الاقتراع لنحو الساعة.
اضف تعليق