شن آلاف المقاتلين المعارضين لنظام الرئيس السوري بشار الأسد امس هجوما وصفوه بالحاسم على حلب. وفيما، تستمر أعمال العنف في سوريا من دون أفق لأي حل. وفي وقت بقيت الأزمة السورية محور الدورة السنوية للجمعية العامة للأمم المتحدة في يومها الثاني، أعلنت الحكومة السورية أن 60% من حل هذه الأزمة بيدها و40% بيد الخارج.
وتتفاقم الأزمة الإنسانية المرافقة للأحداث السياسية والميدانية. وقد حذرت المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للامم المتحدة من أن عدد اللاجئين الذين يفرون من سوريا قد يصل إلى 700 ألف بحلول نهاية العام الحالي.
ويأتي ذلك غداة اليوم الأكثر دموية في النزاع المستمر منذ أكثر من 18 شهرا، وقد حصد أكثر من 305 قتلى.
الصراع على مواقع استراتيجية
في مدينة حلب وريفها، تستمر الاشتباكات والعمليات العسكرية، تخللتها هجمات لمقاتلي المعارضة على حواجز ونقاط تجمع للقوات النظامية، ومعارك في محيط مواقع استراتيجية للقوات النظامية، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وقال المرصد: "دارت اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية والكتائب الثائرة المقاتلة بالقرب من مطار النيرب العسكري، مشيرا الى أنباء عن خسائر بشرية في صفوف المقاتلين والقوات النظامية. وكان المقاتلون هاجموا قبل ذلك حواجز ونقاط تجمع للقوات النظامية في ريفي حلب الغربي والجنوبي".
كما انفجرت سيارة مفخخة عند حاجز ايكاردا للقوات النظامية على طريق حلب- دمشق الدولي، تبعته اشتباكات. وقال مصدر عسكري إن سائق باص رفض الامتثال لأوامر الجنود النظاميين على إحدى نقاط التفتيش الواقعة قرب مدينة البرقوم، فأطلق الجنود النار على الباص ما أدى الى انفجاره.
السيطرة على منبج
وفي مدينة حلب، قال الضابط في الجيش الحر ان الهجوم الفعلي على حلب قد بدأ وكان المرصد افاد عن وقوع اشتباكات بين القوات النظامية والمقاتلين المعارضين في أحياء الصاخور والأشرفية وجمعية الزهراء، وتعرض أحياء الميسر ومساكن هنانو وطريق الباب لقصف جوي وبري عنيف، في وقت أكد الجيش الحر سيطرنه الكاملة على منطقة منبج في ريف حلب.
كما أفاد ناشطون بوقوع انفجارين، أحدهما في قدسيا في ريف دمشق والآخر في حي البياض في حماة، في وقت تعرضت مناطق في إدلب لقصف بطائرات الميغ، طال أيضا مناطق في درعا وحمص واللاذقية. وفي الوقت نفسه، أفرج عن النساء اللواتي اعتقلن في بانياس الاربعاء ضمن 80 شخصا.
تفجير أنبوب نفط
من جهة ثانية، أقدم مجهولون على تفجير أنبوب للنفط في منطقة أم مدفع في جنوب الحسكة. وأوضح المرصد أن الانفجار تسبب بحريق كبير، وأن العملية ترافقت مع خطف مدير محطة تل البيضا لضخ النفط.
الحل بيد الحكومة!
إلى ذلك، قال الناطق باسم وزارة الخارجية السورية جهاد مقدسي، في مقابلة مع صحيفة "الجمهورية"، "نحن نعتبر أن 60 % من الحلّ هو في يد الحكومة السورية و40% ليس عندنا"، مشيرا الى أن الدعوات السورية للحوار "هي دائماً غير مشروطة ولم تتوقف، فمنذ بدء الأزمة لم تغلق الدولة باب الحوار، والحكومة السورية تجسّ نبض المعارضين بمعدل مرة كل شهرين".
لكن مقدسي أضاف "بالنسبة الى المجموعات المسلّحة، فنحن لا نعتبرهم معارضة، وكلّ من يحمل سلاحاً ليس معارضاً، بل هو متورّط في تقويض الأمن السوري واستهداف البلاد، خصوصاً عندما يكون هذا الاستهداف لمنشآت حيوية خاصة".
وقال إن "إيران صديق مهمّ لسوريا ونثق بالنيّات الإيرانية الى أبعد حدود، والدور الإيراني جزء من الحلّ، بينما تنظر الإدارة الأميركية الى سوريا بعيون إسرائيلية".
وعمّا تريده سوريا من لبنان، قال مقدسي: "إنّ لبنان هو الخاصرة الرخوة لسوريا التي تمرّ حالياً في أوضاع صعبة، ونحن نعتب على أشقائنا اللبنانيين بمقدار محبتنا، فما يربط سوريا بلبنان كثير، لذلك نحن نطلب منه دائماً دوراً أكبر من أيّ دولة أخرى".
700 ألف لاجئ
وتتفاقم الأزمة الإنسانية المرافقة للأحداث السياسية والميدانية. وقد توقعت المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة ارتفاع عدد اللاجئين السوريين من 300 ألف حاليا الى أكثر من 700 الف بنهاية عام 2012.
وبناء على هذه التوقعات زادت وكالات الإغاثة الإنسانية التابعة للمنظمة الدولية توقعاتها للأموال التي تحتاجها لسد احتياجات هؤلاء اللاجئين الى 487.9 مليون دولار.
وأشار المنسق المكلف اللاجئين السوريين في المفوضية بانوس مومتزيس الى أن العدد "مبني على الاتجاهات" في حركة النزوح، والتي تظهر أن "ما بين ألفين وثلاثة آلاف لاجئ يعبرون الحدود يوميا" هربا من الصراع الدائر في سوريا الى أربع دول مجاورة، هي: تركيا ولبنان والأردن والعراق، أو ينتظرون التسجيل في المقرات في هذه الدول، موضحا أن "عددا كبيرا من هؤلاء يصل إلى مخيمات اللاجئين ولا يحملون سوى ملابسهم".
وقالت المفوضية إنها تبذل قصارى جهدها بشكل عاجل للاستعداد لفصل الشتاء لأن معظم اللاجئين يعيشون في خيام أو في الهواء الطلق.
اضف تعليق