وصل الرئيس السوداني عمر البشير المطلوب لدى المحكمة الجنائية الدولية، أمس الأحد إلى نيجيريا للمشاركة في قمة للاتحاد الأفريقي. فيما اتهمت حركة تحرير السودان جناح مني أركو مناوي المتمردة بدارفور "مليشيا مرتبطة بالحكومة السودانية" بالوقوف وراء الهجوم على قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي (يوناميد) جنوبي الإقليم والذي أدى إلى مقتل سبعة من عناصرها وإصابة 17 آخرين.
وحطت طائرة الرئيس السوداني أمس الأحد في أبوجا العاصمة عشية افتتاح قمة الاتحاد الأفريقي المخصصة لمكافحة الأمراض المعدية.
وكان وزير الشرطة النيجيري غالب اولوبولادي في استقبال الرئيس السوداني.
ونيجيريا من الدول التي وقعت معاهدة انشاء المحكمة الجنائية الدولية التي اصدرت مذكرة توقيف بحق الرئيس السوداني بتهمة ارتكاب جرائم ضد الانسانية وابادة وجرائم حرب في النزاع في اقليم دارفور (غرب).
وكانت منظمة هيومن رايتس ووتش دعت أول أمس السبت نيجيريا الى منع البشير من حضور القمة في أراضيها او توقيفه اذا توجه اليها.
وقالت المديرة التنفيذية لبرنامج العدالة الدولية في المنظمة اليسا كيبلر ان "زيارته (البشير) اختبار حقيقي لالتزام نيجيريا".
ومنذ اصدرت المحكمة الجنائية مذكرة توقيف بحق البشير العام 2009، اثارت زيارات الرئيس السوداني لدول اعضاء في المحكمة الجنائية الدولية جدلا.
200 قتيل
في وقت، أكد كبير مسؤولي الإغاثة التابعين للامم المتحدة في جنوب السودان أمس الأحد أن 200 شخص على الأقل أصيبوا بجروح خلال أسبوع من الاشتباكات في ولاية جونقلي بجنوب السودان.
وقال منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية لجنوب السودان توني لانزر في بيان إن "نحو 200 جريح وصلوا إلى مانيابول" القرية النائية في ولاية جونقلي المضطربة الواقعة شرقا حيث تتقاتل ميليشيات مسلحة تنتمي إلى قبائل مختلفة العرق.
ومانيابول إحدى القرى في المنطقة الشاسعة التي تشهد اشتباكات ما يثير المخاوف من أن يكون عدد الجرحى أو القتلى في أماكن أخرى بالولاية الفقيرة، أكبر بكثير.
ولم يقدم المسؤول أي أرقام حول وفيات محتملة لكن لانزر حض القادة على أن "يوقفوا فورا دوامة العنف التي تؤدي إلى خسارة أرواح ومعاناة بين المدنيين".
وتقوم الأمم المتحدة بنقل المصابين الذين هم في حالة خطرة جوا إلى بور، عاصمة جونقلي، لتلقي العلاج حيث تقوم منظمة أطباء بلا حدود بمساعدة المستشفى الرئيسي.
وقال المتحدث باسم المنظمة مارتن سيرل "شاهدنا جروحا ناجمة عن طلقات نارية وكسورا في الساق" مضيفا أنهم استقبلوا 22 مصابا حتى الآن و"يتوقعون المزيد".
وأعمال القتل الانتقامية والهجمات المضادة للاستيلاء على قطعان الماشية شائعة في هذه الولاية التي تفتقر إلى التنمية الى حد كبير وتكثر فيها الأسلحة من مخلفات نحو عقدين من حرب أهلية.
دارفور
فيما، اتهمت حركة تحرير السودان جناح مني أركو مناوي المتمردة بدارفور "مليشيا مرتبطة بالحكومة السودانية" بالوقوف وراء الهجوم على قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي (يوناميد) جنوبي الإقليم والذي أدى إلى مقتل سبعة من عناصرها وإصابة 17 آخرين.
وقال المتحدث باسم الحركة عبد الله مرسال إنه "ليس لدينا شك في أن الهجوم قامت به مليشيا حكومية لأن هذه المليشيا تنتشر بكثافة في خور أبشي وهذه المنطقة بالكامل تحت سيطرة الحكومة".
وكانت يوناميد أعلنت أنها تعرضت لكمين من قوة كبيرة مجهولة السبت على بعد 25 كلم غرب معسكرها في خور أبشي شمال نيالا عاصمة ولاية جنوب دارفور.
وقتل سبعة جنود تنزانيين كما جرح 17 آخرون في الهجوم الذي يعتبر الأسوأ منذ بدء مهمة البعثة قبل خمس سنوات.
وفي وقت سابق أمس أدان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الهجوم ووصفه بالبشع، ودعا الحكومة السودانية إلى التحرك بسرعة للقبض على مرتكبيه وتقديمهم للعدالة.
ومنذ عام 2003 رفع متمردون بدارفور السلاح ضد القوات الحكومية السودانية متهمين الخرطوم بتهميشهم، وقد نجح اتفاق وقع في الدوحة بين الخرطوم وحركة التحرير والعدالة في تشكيل سلطة انتقالية بالإقليم، لكن العنف ما زال مستمرا بسبب وجود فصائل أخرى خارج إطار هذا الاتفاق.
اضف تعليق