عالم ما بعد كورونا في إفريقيا سوف يختلف يقينًا عما قبله.
ربما تكون العواقب في مجالات الاقتصاد والسياسة والأمن أكثر حدة من الجوانب النفسية والاجتماعية
. قد نشهد وجهًا مستبدًّا للدول الإفريقية على الرغم من عجزها عن تقديم الخدمات العامة.
ومن المحتمل كذلك-بحسب مركز المستقبل – أن تتراجع وتيرة الإصلاحات السياسية بحجة مواجهة العدو غير المرئي.
يؤكد هذا المنحى شواهد تأجيل الانتخابات الإثيوبية ، وقسوة تعامل الجنود في كل من كينيا وزيمبابوي مع الجماهير لفرض الإغلاق الصحي.
هناك دول مُصدّرة للنفط يعتمد دخلها على النفط، سوف تتأثر بشدة على المدى القصير جراء انخفاض الأسعار
ربما يكون الضرر الذي تُسببه جائحة كورونا بالاقتصاد الإفريقي في المدى المتوسط أشد بكثير من تأثيره الصحي.
من المتوقع كذلك على الصعيد الأمني تكريس أوضاع الدول الفاشلة، واستمرار دائرة الصراع العنيف.
وتطرح حالات ليبيا ومالي وبوركينافاسو وموزمبيق، أمثلة للدولة التي تعاني من صراعات عنيفة.
ومن المحتمل كذلك أن تحاول الجماعات الإرهابية استغلال الجائحة والمصاعب الاقتصادية في تمديد أنشطتها الإرهابية عبر الحدود.
ختاماً لا تزال هناك حاجة ملحة لضمان الاستدامة على المدى الطويل لما تم تحقيقه عبر الخبرات السابقة في مواجهة الأوبئة.
إذ تحتاج إفريقيا إلى مواصلة الجهود المبذولة من أجل تطوير الصحة العامة، واكتساب الخبرة والمعرفة العلمية والالتزام السياسي
إن وجود استراتيجية طويلة الأمد جيدة التخطيط من قبل الاتحاد الإفريقي يُعد أمرًا لازمًا لتعزيز القيادة الإفريقية
وأيًّا كانت الاستجابات الإفريقية لجائحة كورونا فسوف تطرح مجموعة من التساؤلات المهمة التي ترسم ملامح المستقبل الإفريقي مثل، ما هي طبيعة الآثار الجيوستراتيجية للفيروس التي طرحنا بعضها وكيف يمكن مواجهتها؟
وكيف ستتأثر العلاقات الخارجية لإفريقيا؟ وما هي المخاوف الأمنية الجديدة التي سوف ترتبط يقينًا بهذه الجائحة؟
اضف تعليق