أكدت مصادر فلسطينية مطلعة أن التحقيق في أسباب وفاة الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات يصطدم بالعديد من العقبات بسبب شدة الاحترافية التي نفذت بها جريمة الاغتيال. وقالت المصادر ان التحقيق يصطدم بعقبة عدم وجود ادلة ملموسة، وكذلك مغادرة بعض المشتبهين للاراضي الفلسطينية والاستقرار في بعض الدول التي توفر لهم الحماية.
وحسب المصادر فان اللجنة الوطنية للتحقيق في وفاة عرفات عكفت على فحص الذين زاروه قبل تدهور صحته بشكل مفاجئ ومن الذين كانوا محيطين به سواء من الامن او من يتولى اي مهام اخرى وخصوصا اعداد الطعام، ومصدر ذلك الطعام وكيفية وصوله الى مقر الرئاسة الذي كان تحت حصار الدبابات الاسرائيلية.
الرئيس المسموم
في سياق متصل، قالت مصادر اسرائيلية ان عرفات تعرض لاكثر من 40 محاولة اغتيال، ونشرت صحيفة يديعوت احرونوت تقريرا تحت عنوان "الرئيس المسموم".
استعرضت فيه محاولات اغتيال عرفات الى حين عاد للاراضي الفلسطينية بعد توقيع اتفاقية اوسلو وتحول الى قائد للسلطة الفلسطينية واعتبر حتى 2001 شريكا سياسيا شرعيا لكنه غير محبوب خصوصاً من قبل ارييل شارون الذي قاد عملية السور الواقي، وحاصر رام الله وعرفات كان موجودا بداخلها، وكان التفكير طلية الوقت ماذا يفعلون بعرفات، وكان هناك انقسام في الآراء، فهناك من اعتقد بضرورة قتله علنا، وهناك من اعتقد بقتله سرا بشكل لا يربط مقتله بإسرائيل، وهناك من اعتقد بابعاده وطرده، وهناك من قال يجب ان يتركه يتعفن داخل المقاطعة.
وحسب الصحيفة دارت محادثة بين شارون ورئيس الاركان شاوول موفاز كان مقدرا لها ان تكون سرية، لكنهما جلسا بجانب مايكروفون ضمن مناسبة عامة دون ان يعلما بان الطاقم التلفزيوني العام مع القناة الثانية اتصل مع المايكروفون ويقوم بتصويرهم عن بعد وسجل لهما المحادثة التالية:
موفاز: يجب علينا ان نطيره
شارون: اعرف
موفاز: علينا استغلال الفرصة الآن ولن تتوافر فرصة أخرى.
شارون: لا اعرف بأي طريقة ستفعلون ذلك.
موفاز: نحن نجلس للتفكير بهذا الامر وعلى كل حال لن يكون سهلا.
شارون: يجب الحذر.
وأشارت الصحيفة الى تقرير يقول انه وفي يوم 12 اكتوبر عام 2004 حين كان عرفات محاصرا في المقاطعة وبعد اربع ساعات من تناوله لوجبة العشاء اصيب باوجاع في البطن واسهال وغثيان وحالة من القيء واحساس عام بالسوء واستمرت الحالة وبعد عدة ايام ظهرت حالة من اليرقان وبعد فحص بالموجات الصوتية لبطنه لم يكتشف سببا محددا للمرض لكن لوحظ تدهور في وضعه وانخفاض مستمر في عدد الصفائح الدموية.
فحوصات المستشفى الفرنسي
وذكرت الصحيفة ان عينات الدم والبول التي نقلت للمستشفى الحكومي التونسي عادت دون نتائج وبسبب تدهور وضعه نقل عرفات بموافقة اسرائيل لمستشفى بيرسي الفرنسي وتم تسجيله في المستشفى بالاسم المستعار "اتيين ليفت".
وتقول الصحيفة وخلال وجوده في المستشفى ثارت شكوك حول تعرضه لتسمم على يد جهات معينة فاجرى الاطباء سلسلة واسعة من الفحوصات للدم والبول وفحوصات السموم الطبية وسموم المعادن الثقيلة بما في ذلك فحص وجود عنصر السيزيوم، والكروم والكوبلت وغيرها من العناصر الى جانب مواد مشعة يمكنها تسبب حالة من التسمم الاشعاعي وجميع الفحوصات كانت سلبية، لكن عنصر البولونيوم لم يجر فحصه، لكن لا يمكن اتهام الاطباء بهذا، حيث وصلت المعلومات المتعلقة بامكانية استخدام هذه المادة للقتل فقط عام 2006 بعد تسميم الكسندر ايتفيتتكو العميل الروسي السابق الذي قرر توجيه الانتقادات العلنية للرئيس بوتين.
اضف تعليق