تركزت العمليات العسكرية في سوريا خلال الساعات الـ 24 الماضية على العاصمة دمشق ومحيطها، غداة معارك وعمليات قصف في المنطقة، تخللتها سيطرة الجيش الحر على أجزاء واسعة من مطار عسكري استراتيجي في منطقة الغوطة الشرقية، في وقت يتحدث الثوار عن استعداد النظام لمعركة الحسم في العاصمة.
وافاد المرصد السوري لحقوق الإنسان في بيانات متتالية عن معارك وقصف في منطقة السيدة زينب والغوطة الشرقية وحرستا وسقبا وزملكا والحجيرة في ريف دمشق، اسفرت عن مقتل احد عشر شخصا، هم مدني واربعة عناصر من قوات النظام وستة مقاتلين معارضين.
وقال ناشطون سوريون إن الجيش الحر نجح في السيطرة على مطار مرج السلطان وكتيبتيْ الرادار والرحبة في ريف دمشق، في حين تجدد قصف النظام على بلدات في ريف دمشق ومناطق في درعا وحمص وريف الزور. وأوضح المركز الإعلامي السوري ان الجيش الحر نجح في السيطرة على مطار مرج السلطان، الذي يبعد نحو 15 كلم شرق العاصمة دمشق، كما سيطر على كتيبتيْ الرادار والرحبة في ريف دمشق، بعد معارك عنيفة، ودمر عدداً من الدبابات الموجودة في الكتيبتين.
وقال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن إن الثوار "دمروا مروحيتين كانتا على أرض المطار، وسيطروا على دبابة"، في حين أكد ناشطون أنهم أسروا 15 جنديا نظاميا، بعد أن سقط البقية بين قتيل وجريح. وبث ناشطون على موقع "يوتيوب" الإلكتروني اشرطة فيديو عدة تظهر ما اسموه عملية "تحرير المطار".
اشتباكات متواصلة
وشهد ريف دمشق أيضا اشتباكات عنيفة صباح أمس في مدينة زملكا، في وقت تصدى الثوار لمحاولات الجيش النظامي اقتحام مدينتي داريا وعربين. كما هاجم الجيش الحر كتيبة الكباسة بمنطقة زاكية وعددا من حواجز جيش النظام بمنطقة السيدة زينب، واستولى على كميات من الأسلحة والذخائر. وتجدد صباح أمس القصف بالمدفعية الثقيلة وراجمات الصواريخ على مدن داريا وسقبا، كما سمع دوي انفجار وإطلاق نار كثيف بالقرب من حي جوبر.
وفي العاصمة نفسها، قال ناشطون إن الثوار دمروا حاجزا على طريق درعا بحي القدم، كما منعوا جيش النظام من اقتحام حي العسالي، واستهدفوا كتيبة في حي الحجر الأسود.
وذكر المرصد في بيان بعد الظهر ان القوات النظامية استقدمت "تعزيزات عسكرية" الى حي كفرسوسة في غرب مدينة دمشق "في محاولة لاقتحام منطقة البساتين في الحي، التي تشهد قصفا وتصاعدا لأعمدة الدخان منها".
كما أشار إلى تعرض الأحياء الجنوبية في المدينة للقصف من القوات النظامية. واستمرت العمليات العسكرية على هذه الوتيرة في العاصمة ومحيطها منذ أول من أمس السبت.
قصف الرستن
وفي الأثناء، تجدد القصف بالمدفعية الثقيلة وراجمات الصواريخ على مدينة الرستن، كما قصفت قوات النظام بالمدفعية وقذائف الهاون أحياء طريق السد ومخيم النازحين بدرعا المحطة، ومعظم أحياء مدينة دير الزور.
وبث ناشطون صورا لقصف من الطيران المروحي بالبراميل المتفجرة على ناحية كنْسبّا بريف اللاذقية، كما تحدثوا عن قصف على قرى ناحية ربيعة صباح أمس.
وبحسب المرصد حقق المسلحون المعارضون الليلة قبل الماضية إنجازاً ثانياً لم يكتمل في محافظة درعا على الحدود الأردنية.
وذكر المرصد وناشطون ان هؤلاء "اقتحموا الكتيبة الرابعة على الحدود السورية الأردنية". وشوهد مسلحون في شريط فيديو في مكان يحمل آثار القصف والدمار مع نيران مشتعلة، الى جانب آلية كتب عليها "حرس الحدود"، قال مصور الشريط انها "عربة حصل عليها ابطال الجيش الحر".
وقال مدير المرصد السوري ان "الثوار انسحبوا من المركز خشية تعرضهم لقصف بالطيران، وان قوات النظام استردته أمس".
حلب ودير الزور
وتتواصل الاشتباكات في محيط مبنى الأمن الجوي بجمعية الزهراء في حلب، وقد أعلن الجيش الحر سيطرته على مبنى أمني ببلدة خان العسل، كما يواصل تقدمه في كلية المشاة العسكرية، بعد مهاجمته عددا من الحواجز بحلب.
وقال ناشطون إن الجيش الحر اقتحم قلعة حارم، آخر معاقل جيش النظام بالمدينة في ريف إدلب، كما يواصل معاركه مع القوات النظامية بمعرة النعمان.
وبث الناشطون صورا لمعارك قالوا إنها اندلعت أثناء تصدي الجيش الحر لمحاولة اقتحام أحياء الموظفين والعرفي والجبيلة بدير الزور من قبل جيش النظام، كما بثوا صورا لعملية تأمين انشقاق عدد من الجنود في ريف حماة.
من جانبها، قالت شبكة شام إن الجيش الحر استهدف مبنى الأمن العسكري ومركز الناحية في بلدة تل حميس بالحسكة، وحاجزاً لجيش النظام ببلدة النجيح في درعا، وإنه أوقع عددا من القتلى والجرحى.
معركة دمشق
في هذه الأثناء قال نائب رئيس الأركان ـ الجيش السوري الحر العقيد عارف الحمود، إن أعداد الجيش الحر فاقت أعداد قوات النظام السوري، الذى بدأ التخلي عن المناطق البعيدة وتركيز ثقله في العاصمة دمشق، لافتاً إلى أنها الخطوة الأولى باتجاه معركة دمشق الكبرى.
وأكد الحمود، في تصريحات لوكالة أنباء "الأناضول" التركية، أن ثلثي الشعب السوري بات يقاتل إلى جانب الجيش الحر؛ فلم يعد هناك عناصر منشقة فقط في صفوف الجيش الحر، بل آلاف المتطوعين الشباب، إلا أنه لم يذكر على وجه التحديد عدد المقاتلين فـي صفـوف الجيش الحر.
وأشار إلى أن النظام بدلاً من أن يقوم بإرسال قواته إلى المناطق التي تشهد معارك في الأطراف، نراه يغادرها متوجهاً بقواته إلى العاصمة، حيث قام النظام مؤخراً بسحب عدد كبير من عناصره في حمص باتجاه دمشق.
اضف تعليق