وصف الناطق الرسمي باسم الرئاسة التونسية عدنان منصر أمس الثلاثاء احتجاج واشنطن على صدور احكام قضائية مخففة على متهمين بمهاجمة السفارة الأميركية في تونس بأنه أمر "مرفوض". في وقت تحدت فيه جماعة "أنصار الشريعة السلفية" في تونس السلطات وقررت استئناف مخيماتها الدعوية.
وقال منصر "هذا الكلام (الاحتجاج الأميركي) مرفوض ولا يجوز".
وأضاف "هذا التعليق (على الأحكام القضائية) هو كلام في غير محله لا من حيث الناحية السياسية ولا من حيث العلاقة مع الولايات المتحدة".
وتابع "كثير من التونسيين يحاكمون في عدة بلدان وفي الولايات المتحدة ونحن نحترم القضاء في تلك الدول".
وفي 28 ايار/مايو قضت محكمة تونس الابتدائية بحبس 20 تونسيا متهمين بمهاجمة السفارة الاميركية عامين مع وقف التنفيذ.
وقالت السفارة الاميركية في بيان اصدرته غداة صدور الحكم انه "لا يتطابق على نحو ملائم مع جسامة وخطورة الخسائر والعنف اللذين حصلا يوم 14 ايلول/سبتمبر 2012" تاريخ مهاجمة السفارة.
وطالبت السفارة السلطات التونسية "بإجراء تحقيق معمق وإحالة المحرضين على الهجوم الذين ما زالوا طلقاء على العدالة".
وقالت "الحكومة التونسية اعلنت معارضتها لمن يلجؤون الى العنف، وعلى الحكومة التونسية ان تظهر من خلال الافعال انه لا وجود لأي تسامح مع من يشجعون على العنف ويستعملونه لبلوغ اهدافهم".
وختمت ان "الحكم الصادر في 28 ايار/مايو فشل في هذا الصدد".
والجمعة الماضي، اعلن وزير العدل التونسي نذير بن عمو (مستقل) ان النيابة العامة في بلاده استأنفت هذا الحكم القضائي "المخفف"، نافيا ان يكون "المعتدون الفعليون" على السفارة طليقين مثلما أشارت السفارة الاميركية في بيانها.
كما نفى ان يكون "أبو عياض" زعيم جماعة "انصار الشريعة" السلفية المتشددة الموالية لتنظيم القاعدة أو جماعته من الملاحقين في قضية مهاجمة السفارة.
وذكر بأن القضاء اصدر في 2 كانون الثاني/يناير 2013 حكما بسجن 5 متهمين مدة سنة نافذة ثم خفف 23 نيسان/ابريل مدة العقاب الى السجن 7 اشهر إلا أن النيابة العامة طعنت في الحكم الأخير.
واضاف انه ستجري في 13 حزيران/يونيو المقبل محاكمة المتورطين في مهاجمة المدرسة الاميركية دون ان يحدد عددهم.
وهاجم مئات من الاسلاميين مقر السفارة والمدرسة الأميركية في 14 ايلول/سبتمبر 2012 احتجاجا على فيلم مسيء للإسلام انتج في الولايات المتحدة.
واحرق هؤلاء وخربوا بشكل جزئي مبنى السفارة والسيارات التي كانت في مرآبها كما احرقوا ونهبوا المدرسة الأميركية.
وقتلت الشرطة 4 سلفيين واصابت العشرات خلال تصديها للمهاجمين.
أنصار الشريعة
في وقت تحدت فيه جماعة "أنصار الشريعة السلفية" في تونس السلطات وقررت استئناف مخيماتها الدعوية.
وكانت السلطات التونسية قد فرضت حظرا منتصف الشهر الماضي على مخيمات الجماعة الدعوية.
وقال قيادي في "أنصار الشريعة": إن الجماعة "ستواصل عملها الدعوي والاجتماعي في سبيل خدمة الناس".
وأضاف أن الجماعة أشرفت على إقامة قوافل خيرية في بلدة بني خيار وضاحية الكرم بالعاصمة وبمدينة المنستير على الساحل الشرقي، كما نظمت ملتقيات دعوية بأحياء العاصمة وبلدات الجنوب الشرقي والساحل, وفقا للعربية نت.
في نفس الوقت, داهمت أجهزة الأمن التونسية مسجدا في ولاية نابل تابع لجماعة أنصار الشريعة وقامت باستجواب أحد عناصر الجماعة الذي كان نائما بالمسجد كما قامت أيضا بالتقاط صور للمكان.
وكانت صدامات عنيفة اندلعت بين جماعة أنصار الشريعة والشرطة التونسية عقب منع مؤتمر للجماعة بمدينة القيروان التاريخية.
وتحرض أطراف علمانية في الحكومة التونسية الائتلافية على محاربة التيار السلفي , متهمة إياه بالوقوف وراء هجمات مسلحة في البلاد.
ونفى التيار السلفي مسؤوليته عن أية هجمات حدثت في البلاد, وأكد أنه لا ينوي الصدام مع السلطات.
اضف تعليق