أصدر الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي, قرارات اقتطع بموجبها ألوية كاملة من الحرس الجمهوري الذي يقوده نجل الرئيس السابق علي عبد الله صالح, وأخرى تابعة للقائد العسكري النافذ اللواء علي محسن الأحمر, ما يحد من القوة العسكرية لمعسكريهما الغريمين.
وذكرت وكالة الأنباء اليمنية مساء أول من أمس, أن القرارات نصت على تشكيل كيان جديد هو "الحماية الرئاسية", على أن تتشكل هذه القوة من اللواء 314 التابع للفرقة الأولى مدرع التي يقودها علي محسن الأحمر, ومن اللواء الأول والثاني والثالث في الحرس الجمهوري الذي يقوده اللواء أحمد علي صالح.
وينص القرار الرئاسي, على أن تتبع الألوية التي تم فصلها "عملياتيا رئاسة الجمهورية, وتتمتع باستقلالية إدارية ومالية", على أن "تفصل جميع عهد الألوية المذكورة من حساب الفرقة الأولى مدرع والحرس الجمهوري وتفتح لكل منها سجلات حساب مستقلة, وتعامل في كافة جوانب التأمينات كوحدات أم, بحسب النظام الإداري الثابت".
وفي السياق نفسه, أصدر هادي قرارات أخرى قضت بالحاق ألوية من الفرقة الأولى مدرع والحرس الجمهوري إلى قيادة المناطق العسكرية العاملة فيها "على طريق إعادة هيكلة القوات المسلحة وتشكيلها بما يخدم توحيد قرار مسرح العمليات العسكرية".
وعلى سبيل المثال, يلحق اللواء 119 مشاة التابع للفرقة الأولى مدرع وقائده العميد الركن فيصل رجب, بقيادة المنطقة العسكرية الجنوبية, وهي المنطقة التي يعمل فيها هذا اللواء, كذلك يلحق اللواء 22 في الحرس الجمهوري وقائده العميد محمد البخيتي بقيادة المنطقة العسكرية الجنوبية.
وشملت هذه القرارات سبعة ألوية على أن تتبع "قيادة المناطق العسكرية" العاملة فيها "عملياتيا وتتمتع كل منها باستقلالية ادارية ومالية أسوة بالألوية في المناطق العسكرية".
وعقب إعلان القرارات الرئاسية, رحب اللواء علي محسن الأحمر في بيان بث التلفزيون اليمني الرسمي, بهذه القرارات لاسيما تشكيل الحماية الرئاسية.
وقال الأحمر "في بادرة وطنية كنا نتمناها اتخذ الأخ الرئيس عبد ربه منصور هادي قرارا وطنيا شجاعا يخدم الوطن والشعب ويعبر عن مستوى الشعور بالمسؤولية الوطنية والقيادة الحكيمة التي يتمتع بها, عبر اتخاذه قرارا بضم مجموعة من الألوية العسكرية التابعة للفرقة الأولى مدرع والحرس الجمهوري إلى قيادة الحماية الرئاسية وقيادة المنطقتين العسكريتين الوسطى والجنوبية".
وأعرب عن تأييده "مثل هذه القرارات الوطنية الشجاعة التي تخدم الوطن وتعيد اللحمة للوحدات والمناطق العسكرية وتحقق الانضباط وتهيئ الظروف المناسبة لإعادة هيكلة الجيش والقوات المسلحة", مؤكداً الاستعداد "لتنفيذ أي قرارات تصدر عن الرئيس القائد الأعلى للقوات المسلحة".
ويضم الحرس الجمهوري قوات النخبة في الجيش اليمني وهو الجهاز العسكري الأبرز من بين الأجهزة التي يقودها أو يشارك في قيادتها أقرباء للرئيس السابق علي عبد الله صالح الذي تخلى عن السلطة في فبراير الماضي.
أما علي محسن الأحمر الذي كان طوال سنوات الرجل القوي في نظام صالح, فقد انشق عنه خلال الاحتجاجات الشعبية التي انطلقت في يناير 2011 وطالب باسقاط صالح.
وتشكل العداوة بين الأحمر ومعسكر الرئيس السابق السبب الأبرز لانقسام الجيش, فيما يسعى الرئيس التوافقي عبد ربه منصور هادي إلى تطبيق اتفاق انتقال السلطة الذي ينص خصوصا على إنهاء هذا الانقسام, حيث سبق أن أصدر قرارات عدة بفصل ونقل قادة عسكريين مقربين من علي عبدالله صالح.
اضف تعليق