أزالت الجرافات مواقع عسكرية كانت تفصل بين القوات المتحاربة في العاصمة اليمنية صنعاء أمس الأربعاء في محاولة من الجانبين لإظهار رغبتهما في وقف القتال المستمر منذ نحو عام للإطاحة بالرئيس علي عبد الله صالح.
وأزالت الجرافات متاريس من أكياس الرمل أقيمت لتحصين مواقع المقاتلين في شارع رئيسي في منطقة الحصبة التي يقع بها مجمع الزعيم القبلي صادق الأحمر والتي كانت مسرحا للقتال بين قواته وقوات صالح.
ومما يبرز مدى هشاشة الوضع الامني في البلاد قال مصدر أمنى إن شخصا قتل وأصيب ثلاثة اخرون عندما فتح مسلحون تابعون لقائد أمني موال لصالح تتمركز قواته في ضواحي صنعاء النار على مجموعة من الاشخاص تمردوا على هذا القائد وطالبوا بعزله.
ويمثل الفصل بين القوى المتحاربة في اليمن أحد البنود الرئيسية في خطة السلام التي توسطت فيها دول مجلس التعاون الخليجي لابعاد صالح عن السلطة وتجنب انزلاق البلاد الى حرب اهلية.
تأتي الخطوة التي اتخذتها لجنة عسكرية لفصل القوات بعد يوم من اعلان واشنطن انها تدرس منح صالح تأشيرة دخول للعلاج في الولايات المتحدة.
وأعلن صالح يوم السبت انه سيتوجه الى واشنطن بعد ساعات من قيام قواته بقتل عدد من المحتجين كانوا يطالبون بمحاكمته على قتل متظاهرين خلال الانتفاضة.
وقال عبد ربه منصور هادي نائب الرئيس الذي نقل اليه صالح سلطاته بموجب خطة السلام في تصريحات أدلى بها يوم الأربعاء ان اللجنة حققت تقدما كبيرا بفضل تعاون كل الاطراف.
ونقلت عنه وكالة الانباء الرسمية (سبأ) قوله انه لم يبق سوى القليل لاعادة الوضع الى طبيعته في تعز أيضا وهي أحد مراكز الاحتجاجات المناهضة لصالح جنوبي صنعاء.
وتعمل اللجنة العسكرية التي تشرف على فك الاشتباك مع حكومة انتقالية مؤلفة من حزب الرئيس المنتهية ولايته وقوى المعارضة والتي ستقود اليمن الى الانتخابات في فبراير شباط لاختيار خليفة لصالح.
ووافق البرلمان اليمني أمس الأربعاء على برنامج الحكومة الانتقالية التي يقودها المعارض البارز ووزير الخارجية السابق محمد باسندوة.
وقال شهود إن مقاتلين موالين للأحمر مسلحين بقاذفات قنابل يدوية وبنادق كانوا يراقبون الوضع أثناء إزالة نقطة تفتيش يحرسونها قرب مكتب تابع لحزب صالح.
وقال هاشم الأحمر وهو قائد عسكري وزعيم قبلي في اتحاد قبائل حاشد القوي إن قوات الأحمر ملتزمة بالمبادرة الخليجية وستعمل على ازالة جميع العقبات التي تواجه اللجنة العسكرية وستتبع توجيهاتها.
وألقت قبيلة الاحمر بثقلها وراء المحتجين في وقت مبكر من عمر الانتفاضة ضد صالح.
وأغضبت الحصانة من المحاكمة التي منحتها الخطة الخليجية لصالح المحتجين الشبان الذين خرجوا للشوارع منددين بأحزاب المعارضة التي وقعت على الخطة.
وسيواجه اي خليفة لصالح صراعات معقدة في أنحاء البلاد بينها تمرد شيعي في الشمال ونزعة انفصالية متزايدة في الجنوب كانت قد تسببت في نشوب حرب أهلية مع الشمال عام 1994 بعد اربع سنوات من الوحدة الرسمية المضطربة.
واستولى مقاتلون إسلاميون على أراض في محافظة ابين في الجنوب. واجبر القتال هناك عشرات الأجلاف على الفرار مما أدى إلى تفاقم الأزمة الإنسانية في بلد به نحو نصف مليون نازح.
اضف تعليق