دعا الرئيس الأميركي دونالد ترامب أمس الأربعاء الى تفعيل قانون الإنتاج الدفاعي الوطني، حال الحاجة إلى الصلاحيات التي يوفرها القانون لمواجهة تداعيات انتشار فيروس كورونا المستجد (كوفيد19-).
ويمنح القانون الذي يرجع إلى حقبة الحرب الكورية، الحكومة صلاحيات واسعة في ما يتعلق بالاقتصاد، بما في ذلك القدرة على فرض إنتاج بعض المواد من جانب القطاع الخاص.
ويمنح القانون أحقية استخدام كافة الموارد الحكومية لمواجهة انتشار فيروس كورونا المستجد، بما في ذلك موارد الجيش الأميركي.
وقال الرئيس الاميركي أن بلاده أحرزت تقدمًا في التجارب السريرية المتعلقة بإنتاج لقاح طبي لمواجهة انتشار فيروس كورونا.
وفاد ترامب أنّ فرضية وصول نسب البطالة إلى 20% في الولايات المتحدة بسبب تداعيات الوباء العالمي، تتعلق فقط بـ”أسوأ السيناريوهات”.
وكان وزير الخزانة ستيفن منوتشين أشار الثلاثاء إلى هذه النسبة لدى حديثه أمام أعضاء الكونغرس من أجل إقناعهم بدعم خطة الحوافز التي قدّمتها إدراة ترامب.
وفي حال وصول نسب البطالة إلى 20%، فإنّ ذلك يعني ضعف النسبة التي عرفتها الولايات المتحدة في 2009 إثر الأزمة المالية، ويعني أيضاً أكثر بنحو ستة أضعاف من النسبة الحالية 3,5%.
وشدد الرئيس الأميركي على أنّ بلاده “بعيدة جداً” عن تلك النسب معلنا “تعليق” عمليات الإخلاء وحالات الرهن العقاري.
وقال إنّ “وزارة الإسكان ستأتي بإغاثة فورية للمستأجرين والملّاك عبر تعليق كل عمليات الإخلاء وحالات الرهن العقاري حتى نهاية نيسان/ابريل”.
كما اعلن ترامب على تويتر أمس الأربعاء إن الحدود الأميركية الكندية ستغلق أمام المرور غير الضروري وأن تفاصيل هذه الخطوة ستعلن في وقت لاحق لكن ذلك لن يؤثر على التجارة بين البلدين.
وقال “سنغلق، باتفاق مشترك، وبشكل مؤقت حدودنا الشمالية مع كندا أمام السفر غير الضروري”.
واوضح مصدر كندي في وقت سابق إن البلدين يعملان على صياغة اتفاق لإغلاق الحدود أمام السفر غير الضروري في إطار إجراءات مكافحة تفشي فيروس كورونا المستجد.
وبموجب شروط الاتفاق المقترح سيستمر تدفق البضائع بين البلدين.
والاقتصادان الأميركي والكندي متكاملان بدرجة كبيرة وفرض إغلاق صارم للحدود من شأنه إحداث مشكلات كبيرة في قطاع السيارات ونقل الأغذية والأدوية.
وفي المقابل أظهر استطلاع للرأي نشرت نتائجه أمس الأربعاء أن أكثرية الأميركيين يرون أن الرئيس ترامب قلل من شأن المخاطر المتصلة بفيروس كورونا المستجد الذي يشكل “تهديدا جسيما” على اقتصاد البلاد برأي ثلثي الأميركيين.
وقد تطور مستوى الوعي بالأزمة لدى الرأي العام الأميركي سريعا، بحسب هذه الدراسة التي أجراها معهد “بيو” للبحوث بين العاشر والسادس عشر من آذار/مارس وشملت 8914 بالغا أميركيا.
وخلال هذه الفترة، أكد 70 % من الأشخاص المستطلعة آراؤهم في المعدل أن الوباء يشكل “تهديدا جسيما على الاقتصاد”. كما رأى فيه 47 % خطرا على “صحة الأميركيين”. وقد ارتفعت هذه النسبة الأخيرة من 42 % يومي 10-11 آذار/مارس إلى 55% بين 14 و16 من الشهر عينه.
وأشار الاستطلاع إلى أن أقل من نصف الأميركيين يثقون بالرئيس ترامب (45 %) ونائبه مايك بنس (48 %) المكلف تنسيق جهود مكافحة الوباء لإدارة الأزمة.
ويعود ذلك خصوصا إلى أن 52 % من الأشخاص المستطلعة آراؤهم يعتبرون أن الرئيس الأميركي لم يتعاط بالجدية المطلوبة مع المخاطر، فيما يرى 37 % أنه أحسن التقويم في هذا المجال و10 % أنه بالغ في تقديرها.
وكشفت الدراسة أخيرا أن ما يقرب من نصف الأميركيين يؤكدون أنهم لاحظوا انتشار الأخبار الكاذبة في هذا الموضوع، فيما يقول 23 % من هؤلاء إن الفيروس طُور مخبريا، في معتقد خاطئ تولّد بفعل سلسلة من الفرضيات المنتشرة.
وقد كان أنصار الحزب الجمهوري (حزب دونالد ترامب) الأكثر ميلا لتصديق هذه الفرضية.
اضف تعليق