رحب وزير الخارجية الأميركي، أول أمس الأحد، بقرار الرئيس الفلسطيني محمود عباس تكليف رئيس جامعة نابلس رامي الحمد الله تشكيل حكومة جديدة، معربا عن أمله في التعاون معه لتحقيق السلام في الشرق الأوسط. الأمر الذي اعتبرته "حماس" غير شرعي، أما إسرائيل فوصفته بالمعتدل والبراغماتي.
وفي بيان لجون كيري قال "نهنئ الدكتور رامي الحمد الله، رئيس الوزراء المقبل للسلطة الفلسطينية"، مؤكدا ان "تعيينه يأتي في لحظة مليئة بالتحديات وهي ايضا لحظة سانحة مهمة".
وأشار "معا، يمكننا اختيار طريق المفاوضات للتوصل الى حل الدولتين، الذي من شأنه أن يسمح للفلسطينيين بتحقيق تطلعاتهم المشروعة، ومواصلة بناء مؤسسات دولة فلسطينية مستقلة وذات سيادة تعيش بسلام وأمن وازدهار اقتصادي جنبا إلى جنب مع إسرائيل"، مشيدا بـ"المساهمات الاستثنائية لرئيس الوزراء المنتهية ولايته الدكتور سلام فياض، الذي عمل بلا كلل لبناء مؤسسات فلسطينية فاعلة" .
من جانبها، اعتبرت حركة المقاومة الاسلامية حماس، أمس، تكليف الرئيس محمود عباس لاكاديمي بتشكيل حكومة جديدة "غير شرعي"، مطالبة بتشكيل "حكومة كفاءات وطنية بموجب اعلان الدوحة واتفاق القاهرة" اللذين رسما خريطة طريق لتحقيق المصالحة بين حركتي فتح وحماس لكنهما لا يزالان حبرا على ورق.
وقال فوزي برهوم المتحدث باسم حماس لوكالة فرانس برس ان الحكومة التي سيشكلها الحمد الله هي "غير شرعية وغير قانونية، كونها لن تعرض على المجلس التشريعي" المعطل منذ الانقسام الفلسطيني منتصف 2007. وهي استنساخ لتجارب سابقة وتشكيلات قام بها أبو مازن لن تحل المشكلة ولن تحقق الوحدة كونها لم تكن نتيجة للمصالحة او تطبيقا لاتفاق القاهرة".
وأوضح برهوم ان الحل بالنسبة لحركته "يكمن بتشكيل حكومة كفاءات وطنية بموجب اعلان الدوحة واتفاق القاهرة" .
إسرائيل
أما إسرائيل فاعتبرت رئيس جامعة نابلس رامي الحمدالله الذي كلفه الرئيس الفلسطيني محمود عباس تشكيل الحكومة الجديدة شخصا "معتدلا" و"براغماتيا"، على ما افادت وسائل الاعلام الرسمية الاثنين.
وذكرت اذاعة الجيش ان "المسؤولين الاسرائيليين يعتبرون ان رامي الحمدالله هو معتدل وبراغماتي سيتبع الخط السياسي ذاته مثل سلفه سلام فياض"، وان " الحمدالله مقرب من محمود عباس ومن غير المفترض ان يطغى على حضوره. انه اقرب الى اداري وليس سياسيا له مقام قيادي، في حين ان سلام فياض بعد ست سنوات في منصبه بات يبدو اكثر واكثر بمثابة خصم لمحمود عباس".
ونقلت صحيفة هآرتس عن مسؤولين اسرائيليين وصفهم لرئيس الوزراء الفلسطيني الجديد بانه "براغماتي لديه اتصالات مهنية كثيرة مع الاسرائيليين" .
وكان الرئيس الفلسطيني محمود عباس، كلف أول أمس الاحد، رئيس جامعة نابلس رامي الحمد الله تشكيل الحكومة الجديدة، وفق ما افادت الرئاسة الفلسطينية، في بيان. جاء فيه "ان الرئيس الفلسطيني اكد "تمسكه باتفاقيات المصالحة الموقعة في القاهرة والدوحة، وحرصه الشديد على إتمامها وفق الجدول الزمني المتفق عليه في القاهرة"، في اشارة الى الاتفاقيات الموقعة بين حركتي فتح وحماس.
وانتهت المدة القانونية لما بعد استقالة فياض أول أمس الأحد ، وكان الرئيس الفلسطيني قبل استقالة فياض في الثالث عشر من نيسان/ أبريل الماضي، وكلفه بتسيير الأعمال. ثم عاد الرئيس عباس وأعلن في السابع والعشرين من الشهر نفسه بدء المشاورات لتشكيل حكومة توافق وطني من المفترض ان تكون برئاسته، بحسب بنود اتفاقية المصالحة بين فتح وحماس.
وقال عضو اللجنة التنفيذية ووزير العمل في حكومة فياض احمد مجدلاني "طالما أن فتح وحماس لم تتفقا لغاية الان فهذا يعني ان يقوم الرئيس عباس بتكليف شخصية جديدة لتشكيل حكومة فلسطينية جديدة عادية".
وينص القانون الأساسي الفلسطيني ( الدستور) على منح المكلف بتشكيل حكومة فلسطينية مدة أسبوعين لتشكيل حكومته، وأسبوعين إضافيين في حال تعذر عليه الأمر في المدة الأولى.
اضف تعليق