قتل ما لا يقل عن 500 شخص واصيب 900 بجروح منذ مطلع كانون الثاني/يناير، في مواجهات بين قبائل عربية في دارفور حسب ما اكد نائب في هذه المنطقة الواقعة غرب السودان أمس .
وهذه الحصيلة اكثر ارتفاعا من الارقام التي نشرت حتى الان عن المعارك التي دارت منذ مطلع شهر يناير/كانون الثاني بين قبيلتي الرزيقات وبني حسين للسيطرة على مناجم الذهب في منطقة جبل عامر شمال دارفور.
وقال النائب آدم شيخة ان "عدد الضحايا (للفترة الممتدة) بين 6 كانون الثاني/يناير و23 شباط/فبراير هو 510 بينهم نساء واطفال.. واصيب 865 شخصا بجروح" موضحا ان غالبيتهم من قبيلة بني حسين التي ينتمي اليها.
وعدد الضحايا في صفوف قبيلة الرزيقات غير معروف حاليا ولم يتسن الاتصال بأي مسؤول فيها حتى الان.
ويشهد الإقليم القاحل الواسع اشتباكات منذ أن تمردت قبائل معظمها غير عربية على الحكومة في الخرطوم عام 2003 متهمة إياها بتهميشها سياسيا واهمالها اقتصاديا.
وانحسرت أعمال العنف منذ عام 2004 لكنها تصاعدت مجددا في الأشهر الماضية.
وفي وقت سابق، قالت الأمم المتحدة إن قتالا كثيفا اندلع في يناير/كانون الثاني بين القبيلتين العربيتين بني حسين والرزيقات مما تسبب في نزوح مئة ألف شخص.
وفي 30 كانون الثاني/يناير، تحدثت منظمة العفو الدولية عن 200 قتيل جراء أعمال العنف.
وتسبب هذا الصراع الدامي في إضرام النيران بـ188 قرية منذ اندلاع القتال في يناير/كانون الثاني.
ومنذ اندلاع المعارك، اغتصبت 15 امرأة في حين احرقت 68 قرية بشكل تام و120 قرية جزئيا بحسب النائب عن منطقة السريف حيث دارت المعارك.
وكان سكان في بلدة السريف اشاروا السبت الى هجوم بالأسلحة الثقيلة والقنابل اليدوية نفذته عناصر من قبيلة الرزيقات ما اوقع اكثر من 50 قتيلا.
وقال النائب العضو في حزب المؤتمر الوطني الحاكم ان العناصر وصلوا "في سيارات حكومية بأسلحة حكومية ويتقاضون راتبا من الدولة".
وقدر عدد الاسر النازحة بـ20 الفا اي حوالى 200 الف شخص.
وفي نهاية كانون الثاني/يناير اعلنت الامم المتحدة ان اكثر من 100 الف شخص فروا جراء اعمال العنف في جبل عامر وانضموا الى 1.4 مليون نازح لا يزالون في مخيمات في دارفور اثر الحرب الاهلية.
ويقول مراقبون إنه يصعب التحقق من الأحداث الجارية في دارفور نظرا لما يفرضه السودان من قيود على سفر الصحفيين وعمال الإغاثة والدبلوماسيين.
وأصدرت المحكمة الجنائية الدولية مذكرات اعتقال بحق الرئيس السوداني عمر البشير وبعض مساعديه ليواجهوا اتهامات بتدبير جرائم حرب في دارفور.
ونفى البشير ومساعدوه هذه الاتهامات فضلا عن عدم اعترافهم بالمحكمة.
وتشير تقديرات الأمم المتحدة وجماعات الدفاع عن حقوق الإنسان إلى أن مئات الآلاف قتلوا جراء الصراعات في دارفور.
وتقول الحكومة إن حوالي عشرة آلاف شخص فقط لقوا حتفهم في هذا النزاع الذي لاينتهي.
اضف تعليق