الرئيسية » أرشيف » حزب التحرير: رئيس تونس "شاهد زور" ما لم يكن خليفة رضا بلحاج يتمسك بالخلافة كبديل استراتيجي في ظل مرحلة انتقالية
أرشيف

حزب التحرير: رئيس تونس "شاهد زور" ما لم يكن خليفة
رضا بلحاج يتمسك بالخلافة كبديل استراتيجي في ظل مرحلة انتقالية

أعلن حزب التحرير في تونس رفضه "المشاركة في مسار عملية الانتقال الديمقراطي" التي "تهدف إلى بناء دولة علمانية لا تستند لدستور إسلامي" و"لا تطبق الشريعة الإسلامية"، مشددا على أنه "لن يشارك في الانتخابات الرئاسية القادمة لأن الدستور ليس إسلاميا" و"لأن المرشح لتلك الانتخابات سيكون "شاهد زور".

وكرر الحزب دعوته إلى "إقامة دولة خلافة راشدة" "تطبق الشريعة الإسلامية" باعتبارها "الحكم الإسلامي العادل" و"المناسب للمجتمع التونسي المسلم"و "البديل الإستراتيجي لرفع مبادئ الإسلام من الخرافة والإخافة".

وقال الناطق الرسمي لحزب التحرير رضا بلحاج "إن ما يسمونه انتقال ديمقراطي هو مسار يهدف إلى بناء دولة علمانية لا تؤمن لا بدستور إسلامي ولا بالشريعة الإسلامية التي تمثل عقيدة التونسيين".

وأضاف أن "تونس تتعرض اليوم إلى مشروع علمنة على المستويات السياسية والاجتماعية والثقافية، مشروع لا يعكس تطلعات التونسيين الذين قاموا بالثورة وإنما يعكس رغبة علمانيين يخشون دولة الخلافة ويسعون إلى إسقاط نموذج الدولة العلمانية الغربية على مجتمع عربي مسلم".

وأعلن بلحاج أن حزبه "لن يشارك في الاستحقاق الرئاسي المرتقب "لأن الدستور ليس إسلاميا" معتبرا أن المرشح للانتخابات الرئاسية المرتقبة وفقا للدستور الحالي هو "شاهد زور".

وأكد أن الحزب "تمسكه بضرورة انتخاب الرئيس 'الخليفة' انتخابا مباشرا وعلى أساس الجدارة" ملاحظا أن الخلافة الإسلامية تعتبر "البديل الإستراتيجي لرفع مبادئ الإسلام من الخرافة والإخافة" في ظل المرحلة الانتقالية التي تخطو بتونس نحو دولة علمانية.

وجاءت تصريحات بلحاج قبل يوم واحد من تنظيم الحزب لمؤتمر حول "الخلافة الإسلامية" تحت شعار "التغيير والتحرير" أمس السبت بمشاركة مكتب الإعلام العالمي لحزب التحرير ووفود من سوريا ومصر واليمن وفلسطين.

ويصنف حزب التحرير في خانة جماعات الإسلام السياسي المتشددة نظرا لأنه يرفض المشاركة السياسية في عملية الانتقال الديمقراطي حتى أنه يعتبر "الديمقراطية أكذوبة وفكرة مستوردة من الغرب العلماني عدو الإسلام والمسلمين".

ويرتبط حزب التحرير بعلاقات وثيقة مع الجماعات السلفية المتشددة بما فيها جماعة أنصار الشريعة التي يتزعمها "رجل القاعدة في تونس" سيف الله بن حسين الملقب بـ"أبوعياض".

ولا يثق الحزب في حركة النهضة الإسلامية الحاكمة كثيرا إذ يعتبرها "حركة نفعية وقعت تحت ضغط المعارضة العلمانية واستعدت المشروع الإسلامي الذي تحمل لواءه الجماعات السلفية" وهو واحد منها.

ويرى بلحاج أن الوضع في تونس "يستحق معركة ضروس" ضد العلمانيين والمتواطئين معهم معربا عن استعداد الحزب لـ"تقديم الضحايا" من أجل "الدفاع عن حياض الإسلام".

غير أنه وعلى خلاف أمراء الجماعات السلفية الوهابية يتهم زعيم حزب التحرير "شبكات خليجية" بمحاولة "إيجاد مشروع مضاد للثورة التونسية".

ويعتبر الحزب أن النهضة "حزب سياسي متناقض من حيث المرجعية والأهداف إذ هو يزعم أنه حامل لمشروع إسلامي وفي نفس الوقت غارق في بناء دولة علمانية واضعا اليد في اليد مع أحزاب لم تتردد في إعلان عدائها للإسلام وللمسلمين".

ومنذ حصوله على التأشيرة القانونية خلال حكومة الأمين العام لحركة النهضة حمادي الجبالي كثف حزب التحرير من أنشطته الدينية والثقافية من أجل التعبئة واستقطاب الأنصار.

وفي غياب دراسات علمية وبيانات إحصائية دقيقة يقدر عدد أنصار الحزب ما بين 4 و5 آلاف ينشطون، شأنهم شأن الجماعات السلفية الأخرى، في الأحياء الشعبية والجهات المحرومة.

وتوجد في تونس العاصمة وأحيائها الشعبية أكثر من 10 مساجد تقع تحت سيطرة حزب التحرير تمكن منها في إطار ما يعرف في تونس بمعركة الاستيلاء على المنابر.

وتقول قيادات حزب التحرير أن الثورة التونسية "لم تكتمل" ملاحظة أن "الثورة التي قام بها التونسيون لا يمكن أن تكتمل بتغيير المسؤولين والأشخاص والإبقاء على نفس النظام العلماني في تونس، ويرون أن "الاكتمال لا يمكن أن يحصل إلا في إطار "حل وحيد" هو عودة "دولة الخلافة".

ويبدو الحزب واثقا في قدراته السياسية على تنظيم إدارة الشأن العام بالبلاد ضمن إطار "الشريعة الإسلامية" بعيدا عن "الحكم العلماني".

غير أن الأخصائيين في الجماعات الإسلامية يقللون كثيرا من هذه الثقة ويرون أن الحزب الذي كثيرا ما راهن على اختراق المؤسسة العسكرية عاجز تمام العجز عن تحقيق أهداف الثورة التونسية وفي مقدمتها دولة مواطنة مدنية ومجتمع ديمقراطي تعددي وهو ما يرفضه حزب التحرير جملة وتفصيلا.

ويثير إصرار الحزب على "بناء دولة الخلافة" و"تطبيق الشريعة" ورفضه لـ"الدولة المدنية" ولـ"المجتمع الديمقراطي" انتقادات لاذعة لا من قبل العلمانيين فحسب وإنما أيضا من قبل فئات عريضة من المجامع التونسي.

ونشأ حزب التحرير في تونس عام 1978، امتدادا للحزب الذي أسسه تقي الدين النبهاني بالقدس عام 1953.

وخلال فترة الثمانينات من القرن الماضي كان حزب التحرير ينشط في إطار السرية موجها جهوده لاختراق الجيش شأنه في ذلك شأن فروع الحزب في عدد من البلدان العربية غير أنه "اصطدم" بـ"عقيدة عسكرية قوية" أفشلت محاولاته.