يسطر مقاتلو الجيش السوري الحر والثوار ملحمة بطولية باستمرارهم في التصدّي للهجوم العنيف الذي تتعرّض له مدينة القصير من الجو بصواريخ مقاتلات بشار الأسد، ومن الأرض بمدفعية الدبابات التي تقصف المدينة من مختلف الجبهات، يشاركها مقاتلون من "حزب الله" الذي انخرط إلى أقصى الحدود في الصراع الدائر في سوريا دفاعاً عن نظام الأسد.
وأعلنت مصادر في الثورة السورية مقتل عدد من عناصر حزب الله في كمين قرب القصير بريف حمص، في الوقت الذي يستعد فيه الحزب اليوم الاثنين لتشييع مجموعة جديدة من قتلاه في القصير، إلى ذلك أشارت أدنى التقديرات إلى مقتل 120 عنصراً من عناصر الحزب بينهم قائد ميداني وصهر حسن نصرالله في معارك القصير أمس.
ووفق الأنباء المتناقلة، عرف من القتلى الذين وصلت جثثهم إلى مستشفى الرسول الأعظم في الضاحية الجنوبية، القائد الميداني فادي الجزار وعباس محمد عثمان، ومحمد فؤاد رباح، وأحمد وائل رعد، ومحمد قاسم عبدالساتر، ورضوان قاسم العطار، وحاتم حسين، وحسن فيصل شكر وهو ابن شقيقة الوزير السابق فايز شكر الأمين القطري لحزب البعث في لبنان.
وأشارت أنباء إلى أن مستشفيات الضاحية الجنوبية طلبت التبرع بالدم بسبب توافد نحو 62 جريحاً إلى أحدها.
120 قتيلاً لحزب الله فى القصير من بينهم صهر نصر الله
إلى ذلك، أعلن حزب الله عن إقامة عزاء لجنوده الذين قتلوا في معركة القصير ويقدر عددهم 120 شخص في النبطية اليوم الاثنين ومن ضمنهم صهر حسن نصر الله الأمين العام للحزب .
وناشد الحزب كافة أعضاء الحزب الشرفاء للمضي قدماً للدفاع عن أهل سوريا في القصير وتسجيل أسماءهم بالمراكز بعد مقتل 120 عنصراً من عناصر الحزب أمس.
وتوجهت إدارة قناة المنار عبر حسابها على موقع التواصل الإجتماعي "تويتر" بأحر التعازي لنصر الله على إثر استشهاد صهره علي حسين المصري في واجب حماية اللبنانيين في قرى القصير.
نعيم قاسم في القصير
وقام الشيخ نعيم قاسم نائب أمين حزب الله بالدخول لمنطقة القصير السورية لرفع معنويات جنود حزب الله.
إلى ذلك، أكدت مصادر لقناة "العربية" الفضائية وصول جثث 20 مقاتلًا تابعين لحزب الله قضوا في
القصير (ريف حمص) بسوريا إلى مستشفيات بيروت.
وعرف من القتلى فادي الجزار عباس محمد عثمان، ومحمد فؤاد رباح، وأحمد وائل رعد، ومحمد قاسم عبدالساتر، ورضوان قاسم العطار، وحاتم حسين، وحسن فيصل شكر، وهذا الأخير هو ابن شقيقة فايز شكر، مسؤول حزب البعث السوري في لبنان.
كمين لحزب الله
وأعلنت مصادر في الثورة السورية مقتل عدد من أفراد حزب الله في كمين قرب القصير بريف حمص، في الوقت الذي يستعد فيه الحزب اليوم الاثنين لتشييع مجموعة جديدة من قتلاه في القصير.
وشيع الحزب بعد ظهر الأحد في جنوب لبنان أحد مسؤوليه العسكريين الذي كان قد قتل خلال مشاركته في المعارك داخل سوريا.
وقال الناشط السوري هادي العبد الله إن عدد قتلى ميليشيا حزب الله وصل حتى هذه اللحظة إلى 40 قتيلاً، فيما تحدثت مصادر أخرى مؤكدة أن عدد قتلى الحزب ربما يصل إلى 50 مقاتلاً.
وذكر مصدر في الجيش الحر في مدينة القصير أن مجموعة تقدر بـ18 من عناصر حزب الله وقعت في كمين قرب القصير السورية وقد قتل وجرح جميع عناصرها.
وذكرت مصادر من منطقة البقاع اللبنانية أن سيارات أقلت بين 6 و8 قتلى للحزب عبر مدينة الهرمل بالإضافة إلى عدد من الجرحى توزعوا على مستشفيات منطقة بعلبك.
وفي سياق متصل قال الناشط السوري هادي العبد الله: إن ثوار القصير تمكنوا من تدمير 7 دبابات تابعة للأسد و5 سيارات و3 جرافات تابعة لحزب الله أثناء محاولتهم اقتحام القصير.
وقال المتحدث الإعلامي باسم الجيش السوري الحر لؤي المقداد في مقابلة مع تلفزيون "المستقبل" أمس، إن عدد القتلى الذين سقطوا في القصير من مقاتلي الحزب وسحبوا إلى لبنان حيث توزعتهم مستشفياته، يبلغ 40 قتيلاً إضافة إلى 400 جريح.
وعرف ممن سقط من هؤلاء المقاتلين المسؤول العسكري فادي الجزار الذي فقد الاتصال مع مجموعته، كذلك سقط حسن فيصل شكر ابن أخت المسؤول في حزب البعث السوري في لبنان فايز شكر إضافة إلى آخرين عرف منهم: محمد رباح، احمد رعد، محمد عبدالساتر، رضوان العطار، حاتم حسن، رضا الشاعر، حسن حريري، احمد وائل رعد، عباس محمد عثمان، إبراهيم حسين، علي مطر، حسين ياغي، عبدو سلمان قصاص.
كذلك أفاد مصدر مقرب من "حزب الله" لوكالة "فرانس برس" أمس، ان أربعة مقاتلين من الحزب على الاقل قتلوا في مدينة القصير التي شهدت أمس معارك ضارية اثر هجوم الجيش السوري عليها.
وأضاف المصدر نفسه الذي طلب عدم كشف اسمه ان المقاتلين الاربعة من منطقة البقاع ويرجح ان يكونوا قتلوا ليلة السبت – الاحد.
وسقط المقاتلون الاربعة قبل ساعات قليلة من بدء هجوم الجيش السوري مدعوما بمقاتلين من "حزب الله" على مدينة القصير التي تعتبر معقلا للمقاتلين السوريين المعارضين.
وكان مصدر عسكري سوري أفاد أن الجيش السوري دخل القصير وسيطر أمس على ساحتها الرئيسية.
وخلال يوم أمس قتل 52 شخصا على الاقل في القصير بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان.
وشيع الحزب خلال الاسابيع الاخيرة عددا من مقاتليه الذين سقطوا في المعارك في سوريا.
وقال نشطاء إن الاشتباكات في البلدة كانت اشرس قتال يشارك فيه "حزب الله" طوال الحرب الأهلية المستمرة في سوريا منذ أكثر من عامين. واضافوا ان "حزب الله" المدعوم من إيران يساعد بشار الأسد فيما يبدو على تأمين ممر حيوي في حالة تعرض سوريا للتقسيم.
وقال الناشط هادي عبدالله متحدثا من القصير قرب الحدود مع سهل البقاع إن الطائرات الحربية السورية قصفت القصير في الصباح وإن قذائف تسقط على البلدة بمعدل يصل الى 50 قذيفة في الدقيقة.
وأضاف "الجيش يقصف القصير بالدبابات والمدفعية من الشمال والشرق بينما يطلق "حزب الله" قذائف مورتر ويطلق صواريخ من منصات متعددة الفوهات من الجنوب والغرب".
وطالبت المعارضة السورية المجتمع الدولي أمس، باتخاذ موقف لمنع حليفي النظام السوري ايران و"حزب الله" من التدخل عسكريا في سوريا، محذرة من ان "السكوت عن ذلك" سيقوض الحل السياسي للازمة في البلاد.
وذكر بيان صادر عن المجلس الوطني السوري المعارض "في هذه اللحظات تقوم قوات قادمة من خارج سوريا بارتكاب جرائم إبادة، وجرائم حرب على الأرض السورية، فمدينة القصير محاصرة وتتعرض لقصف وحشي تدميري، ومحاولات اجتياح ومسح المدينة وسكانها من الوجود، على يد قوات "حزب الله" وقوات إيرانية".
ودعا البيان مجلس الأمن الدولي "للقيام بواجبه في منع عناصر من جماعة إرهابية متعصبة مثل "حزب الله"، وقوات دولة راعية للإرهاب مثل إيران، من انتهاك حدود بلادنا، وغزو أبناء شعبنا في بيوتهم".
كما طالب المجلس في بيانه "بعقد اجتماع عاجل لمجلس الجامعة العربية، وباتخاذ موقف عملي وحاسم تجاه استباحة الأرض السورية، واستباحة الدم السوري" محملا الجامعة وأمانتها العامة "المسؤولية الأخلاقية والسياسية والقانونية للتحرك لوقف ذبح السوريين في القصير على أيدي غرباء، ينتهكون كل المبادئ التي قامت الجامعة العربية للدفاع عنها".
ونبه البيان الدول التي تسعى لحل سياسي للوضع في سوريا الى "أن السكوت على غزو سوريا وتقطيع أوصالها سيفقد أي مؤتمر أو جهد للحل السياسي كل معنى وكل جدوى"، مشيرا الى ان الشعب السوري سيعتبره "مجرد محاولة لإضاعة الوقت ومنح النظام والقوى الخارجية التي تدعمه، الوقت والغطاء اللازم لإتمام المهمة القذرة التي يقوم بها الآن"، كما حذر من أن "الصمت على سلوك خطير مثل هذا يعني فتح أشد مناطق العالم حساسية واستراتيجية لشريعة الغاب والفوضى بالغة الخطورة على الجميع".
ودعا الائتلاف الوطني السوري المعارض أمس، الى عقد اجتماع طارئ لوزراء الخارجية العرب "لاتخاذ ما يلزم لحماية" مدينة القصير التي اعلن مصدر عسكري سوري دخول الجيش السوري اليها، كما دعا الائتلاف مجلس الامن الى "التنديد بعدوان حزب الله".
وجاء في بيان صادر عن المكتب الاعلامي للائتلاف على صفحته على فايسبوك انه "يطالب جامعة الدول العربية وامينها العام بالدعوة الى اجتماع طارئ لوزراء الخارجية العرب لاتخاذ ما يلزم لحماية القصير من العدوان السافر".
كما دعا الائتلاف في بيانه "المجتمع الدولي الى تحمل مسؤولياته في حفظ حياة المدنيين البالغ عددهم 40 ألف نسمة في مدينة القصير، ويطالب مجلس الأمن بالتنديد بعدوان "حزب الله" على مدينة القصير والقيام بواجب الهيئة الأممية في حفظ أرواح المدنيين".
واضاف البيان ان "قوات الأسد مدعومة بميليشيات تابعة لـ"حزب الله" اللبناني وعناصر إيرانية، تقوم بقصف مدينة القصير بكافة أنواع الأسلحة الثقيلة، ودك منازل المدنيين فيها بالمدافع والصواريخ، فيما يقوم الطيران الحربي بتأمين غطاء جوي لميليشيات "حزب الله"، في ما يبدو أنه تمهيد لاقتحام القصير، وعلامات على قرب مجزرة قد ترتكب بحق المدنيين فيها".
وكان مصدر عسكري سوري فضل عدم كشف اسمه قال لوكالة فرانس برس أمس، ان القوات السورية "تمكنت من الدخول الى مدينة القصير وبسطت سيطرتها على الساحة الرئيسية وسط المدينة وقامت برفع العلم السوري على مبنى البلدية".
من جهته اشار التلفزيون السوري الى وجود "بعض جيوب الارهابيين المتحصنين داخل اوكارهم" مشيرا الى ان الجيش يتقدم "اكثر واكثر".
وأعرب نبيل العربى الأمين العام لجامعة الدول العربية عن قلقه البالغ من التصعيد الخطير للأعمال العسكرية فى مدينة القصير التى تتعرض لقصف عنيف بالطائرات والمدفعية الثقيلة منذ أيام.
ودعا العربي في بيان صادر عن الجامعة العربية أمس، جميع الأطراف المعنية الى ضبط النفس ووقف هذا التصعيد الخطير حفاظاً على أرواح المدنيين, ودرءا للفتن المذهبية والطائفية التي يحاول البعض جر سوريا والمنطقة لتكون مسرحاً لها.
وقال البيان إن الأمين العام أجرى اتصالات مع قيادات المعارضة السورية لمتابعة الموقف الخطير المتدهور في مدينة القصير وما أدت اليه من سقوط عشرات الضحايا الأبرياء حيث تحدث هاتفيا فى هذا الشأن مع جورج صبرة رئيس المجلس الوطني السوري, كما استقبل الأمين العام في مكتبه رياض سيف وموفق نيربية وهيثم المالح من قيادات الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية الذين ناشدوا جامعة الدول العربية بالتدخل من أجل العمل على وقف العمليات العسكرية في مدينة القصير, محذرين من النتائج الخطيرة المترتبة على تدخل "حزب الله" المباشر في تلك العمليات.
كما دعا الأمين العام جميع الأطراف الاقليمية والدولية المعنية إلى التدخل السريع من أجل وقف هذا التصعيد الخطير للأحداث في سوريا, حرصا على دماء السوريين.
وطالب جميع الأطراف الدولية والاقليمية بتوفير المناخ المناسب لانجاح الجهود المبذولة لعقد المؤتمر الدولي واقرار الحل السياسي التفاوضي للأزمة السورية.
ومن المقرر أن تعقد اللجنة الوزارية العربية الخاصة بسوريا اجتماعا بمقر الأمانة لعامة بالقاهرة الخميس الموافق 23 من الشهر الجاري لمناقشة مستجدات الوضع في سوريا والتحضيرات الجارية لعقد المؤتمر الدولي (جنيف 2).
وألمح رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو أمس، إلى احتمال شن مزيد من الغارات داخل سوريا متعهدا بالتحرك لمنع وصول اسلحة متقدمة الى "حزب الله" وغيره من الجماعات المسلحة.
وقال إن اسرائيل تتبع سياسة ترمي الى "منع تسرب اسلحة متقدمة الى "حزب الله" والعناصر الإرهابية قدر المستطاع". وأضاف "سنتحرك لضمان المصالح الامنية لمواطني اسرائيل في المستقبل ايضا".
وقالت تسيبي ليفني عضو المجلس الأمني المصغر ووزيرة الخارجية السابقة "لا أعتقد أن في اسرائيل من يتلهف على القيام بتحرك" في سوريا مشيرة الى القلق من أن يؤدي أي هجوم إلى صراع أوسع.
وقالت أيضا في حديث مع إذاعة الجيش الاسرائيلي انه ينبغي للساسة الاسرائيليين عدم الانحياز الى أي جانب في الصراع السوري.
وأضافت "إسرائيل غير محبوبة في سوريا. ولذلك فليس من شأن أي تصريح من هذا النوع سوى أن يستغله أحد الأطراف في توجيه دفة الجدال او العنف نحو اسرائيل وهذا آخر ما نحتاجه".
اضف تعليق