نفى رجل الأعمال حسين سالم ما يتردد عن استئذانه الرئيس السابق محمد حسني مبارك فى السفر إلى سويسرا أثناء قيام ثورة 25 يناير.
وقال فى تصريحات لبرنامج "القاهرة اليوم" الذى يعرض بقناة "اليوم": "هو أنا بشتغل عند حد عشان أستأذن".
ووصف سالم ما تردد حول هروبه بالتجني الكبير عليه خاصة وأنه غادر مصر في 29 يناير 2011 متجهاً إلى طبيبه الخاص في سويسرا لعلاج أربعة فقرات "مقفولة" في عموده الفقري وكان الموعد مسجلاً من قبل مع المستشفى.
وأضاف أنه سافر بصورة طبيعية جداً من مطار شرم الشيخ من أجل الكشف الطبي لأنه كان يسافر بصورة متكررة ففي عام 2010 سافر إلى جنوب أفريقيا أكثر من مرة.
وأكد رجل الأعمال الهارب فى أول ظهور اعلامى له أن عائلته والجهات الامنية كلها كانت على علم بسفره نافياً التحدث مع مبارك.
وأشار إلى أن علاقته السطحية بمبارك تمنعه من التدخل في شئون الدولة أو التحدث معه في القصر الجمهوري أو تعدي حدوده كمواطن مصري يستثمر في بلده.
ورداً على حصوله أموال أثناء سفره وتهريبها للخارج قال: "إن كل ذلك كذب ولم أحصل على أي اموال وقد حصلت على رسالة إلكترونية من السفارة الإسبانية حذروني من رجوعي إلى مصر وبقائي بها لذلك ذهبت إلى منزلي الكائن بأسبانيا والذي أمتلكه منذ 25 عاماً".
كما نفى أيضاً عرض وجود عرض من إسرائيل للذهاب والمعيشة إلى هناك مؤكداً أن أعضاء النيابة العامة المصرية يحضرون المحاكمات في أسبانيا ويلتقون بي ولا أهرب من أي شئ نافياً محاكمة أي رجل أعمال في مصر ، مضيفاً أن هناك "مجموعة معينة تريد إتخاذه ككبش فداء للنظام".
وقال حسين سالم: "مبارك شخص محترم ولا يقترب من أى رجل أعمال إلا إذا رأى أنه شريف وهو ما حدث معي".
وأضاف أنه التقى بمبارك حينما كان نائباً عام 1979 بعدما كتب صفحة في صحيفة "الواشنطن بوست" "مرحباً برجل الحرب والسلام" عندما ذهب السادات لزيارة الولايات المتحدة الأميركية وكان برفقته مبارك وهو نائب وقام السفير أشرف غربان بحثه على إقامة علاقات معه وسلم عليه وبعد اغتيال السادات كان أبنه جمال في ولاية "ميامي" الأميركية وتواصلت معه السفارة المصرية لحمايته وإرساله إلى مصر فوراً خوفاً من أن تشمله المؤامرة ويُقتل وبالفعل قام بتأجير طائرة وساعد جمال السادات الذهاب إلى مصر.
ونفى ماتردد حول قيامه بتحويل أموال لمبارك وأسرته وقال: "فى الوقت المناسب سيتم كشف كل شئ " .
وحول علاقته بالرئيس السابق قال: "إذا ظهر أن هناك علاقة عمل بيني وبين أسرة مبارك أعدموني فوراً" .
وتابع : "لم أحول مليار دولار للبنوك الأسبانية لكن قمت بتحويل 17 مليون يورو فقط لا غير".
وأكد أنه حصل على الكفالة من رجل "كريم" قام بدفع حوالي مليون دولار مضيفاً: "كل أرصدتي المالية مجمدة وأقسم بالله خفضوا الكفالة إلى نصف مليون أو مليون وهاتزعل ياعمرو يا أديب عليا".
وقال: "إذا تم تسليمي لمصر أمري لله وهعمل حسابي إني هعيش في السجن لحد ما أموت".
وتطرق للحديث عن قصة كفاحه منذ البداية مؤكداً أنه كان يعمل لدى "الحكومة المصرية" رافضاً ذكر جهة محدده.
وأضاف أنه بعدما جاء بجمال السادات لمصر طالب مقابلة مبارك حينما أصبح رئيساً للجمهورية وسلم عليه ثم ذهب إلى الولايات المتحدة مرة أخرى مشيراً إلى أن ذلك كان وفقاً لعلاقة "الثقة والمحبة" له.
وبدأ يسرد قصة حياته حيث ولد عام 1933 وتخرج من كلية التجارة شعبة المحاسبة عام 1956 ولم يتشرف ان يكون ضابط بالقوات المسلحة حيث رسب في الكشف الطبي، مشيراً إلى عينه اليمنى والتي يعاني من ضبابية الرؤية بها.
وبدأت رحلته التجارية بتصدير فائض "القماش" الذي كان بمصر منذ الحرب العالمية الثانية وقد دعمت حكومة الرئيس الراحل جمال عبدالناصر ذلك حتى لا تفلس المخازن، وعمل في قسم البحوث لمعرفة الأسعار والأسواق والكميات والأنواع في البلاد الأخرى ورفع تقرير أسبوعي لرؤوساءه.
وأضاف أن ذلك تحول إلى "نشرة اقتصادية" عام 1956 وكان عمره حوالي 26 عاماً في ذلك الوقت وتم تعيينه "سكرتير عام اللجنة الدائمة للدعم والتي هى بمثابة "مجلس إدارة تنفيذي لصندوق دعم الاقتصاد" برئاسة حسن مختار وذهب إلى مقديشيو بالصومال في أول رحلة تجارية عام 1957 ونفذ صفقة "الفوط البندر" بـقيمة 25 ألف جنيه وتم شحن الأقمشة إلى شرق أفريقيا.
وأكتشف أن تلك العمليات التجارية كانت خلفية لدعم تأمين رحلات النيل والعلاقات المصرية الأفريقية لكنه كان يهتم بالتجارة في المقام الأول ثم ذهب في نفس العام إلى "غانا" غرب أفريقيا ولاقى إستقبالاً باهراً في مطار "اقرا" ثم اتجه إلى "ساحل العاج" والتقى رئيسها وليام وأبلغ تحياته لعبدالناصر وقام بعقد صفقة قماش في غرب أفريقيا.
والصفقة التي تلتها كانت في السودان كانت ووقع صفقة إستيراد حب البطيخ المنتج بوادي حيفا شمال السودان بـ 200 ألف جنيه مقابل إستيراد السودان لقماشة "فستان الولاية" بمليون جنيه ثم ذهب إلى "جوهانسبرج" بجنوب أفريقيا وعقد صفقة هناك ثم ذهب إلى أميركا عام 1958 –1959 وألتقى بـ "ساركن" وعقد صفقة بـ 4 مليون دولار لتصدير أقمشة خام مصرية لأميركا وتعرض للإنتقاد قام بالدفاع عنه "عبدالحميد جودة السحار" حيث كان يشغل منصب نائب رئيس الهيئة الإقتصادية.
وقام السحار بتعيينه في "المؤسسة الإقتصادية" التي كان يرأسها حسن إبراهيم الفريق طيار ونائب رئيس الجمهورية وعضو قيادة مجلس الثورة وفي عام 1958 زاد راتبه ثلاثة مرات فبدل من 18 جنيه حصل على 40 جنيه وبعدها ذهب إلى "الشركة العربية للتجارة الخارجية" وسافر إلى موسكو عاصمة "الاتحاد السوفيتي"وصدر لهم شحنة ملابس داخلية بصناعة القطن المصري وأصبح راتبه 90 جنيه ثم تزوج.
ثم فتح مركز تجاري لجمهورية مصر العربية المتحدة بـ "كازبلانكا" وساهم في فتح مركز تجاري بـ "الجزائر" ثم العراق وبعد نكسة 67 لم يستطع المكوث في الخارج وعاد الى مصر نافياً عمله بمكتب السفير أشرف مروان أو بأي مكاتب تابعة لجمال عبدالناصر.
ونفى حسين سالم رجل الأعمل الهارب بأسبانيا تأييده لنظرية توريث الحكم من الرئيس السابق محمد حسني مبارك لأبنه جمال مبارك لكنه لم يكن يجرؤ أن يصرح بذلك في عهد مبارك قائلاً: "إلا حكم مصر لأن حبها مش بالساهل كده". لم ادخل في السياسة على الاطلاق وليس لي للسياسة إطلاقاً مشيراً إلى أن مبارك كان متضايق من ذلك.
وأضاف أنه ذهب إلى الولايات المتحدة وكان صديقاً لكمال حسن علي رئيس الوزراء، وقائد سلاح المدرعات ورئيس المخابرات العامة، في ذلك الوقت والمفاوض الرئيسي في إتفاقية كامب ديفيد وتمت إستشارته في الناحية الإقتصادية لتسليح الجيش المصري حيث تم وضع بند حق أميركا في 26.5% شحن للأسلحة.
ونفى سالم أن يكون مبارك او ابو غزالة شركاء في تجارته مؤكدا أنه ذهب إلى أسبانيا وقرر الاستقرار بها في اواخر عام 1983 وقام بتسديد مليون دولار للضرائب وبعدها اتصل به أبو غزالة وبدأ العمل في المقاولات وأشترى شركة مقاولات وكان يبيع المتر بـ 100 جنيه وقام بتنفيذ 39 عمارة في 36 شهر وهى خاصة للجيش وخسر بها لكنه كان يعمل مستشاراً لعثمان أحمد عثمان في العراق وكان يحصل على 120 دينار.
وأشار إلى أنه ذهب بعدها إلى العين السخنة ورفض العمل بها وإتجه بعدها لشرم الشيخ وكانت صحراء جرداء وإلتقى بـ نور الدين عفيفي محافظ شرم الشيخ حينها والذي كان صديقه وقام بشراء خليج نعمة بعشرة جنيه للمتر وقام بتقسيطها على عشرة سنوات وأقام معسكر لألف عامل هناك وقام ببناء اول فندق سياحي فاخر باسم "موفنبيك" شرم الشيخ.
وشدد حسين سالم على أن الرئيس السابق محمد حسني مبارك أجبره على بيع الغاز لإسرائيل لأن إنارة 40% من منازل الكيان الصهيوني بالغاز المصري سيساعد في إستمرار السلام بين الطرفين.
وأوضح أن شركة "شرق المتوسط" كانت ستقوم بتصدير الغاز لتركيا ومن ثم إلى أوروبا وبدأ التفكير في ذلك عام 1994 حينما كان إسحاق رابين رجل السلام الأول في إسرائيل.
وأشار إلى أنه تم بناء معمل تكرير للغاز الطبيعي وتمت مشاركة أطراف إسرائيلية وأستطاعوا الحصول على شركاء أجانب من "بنك الأستثمار الأوروبي" الذي مول المشروع بأكمله وتم إنشاء مصفاة "تيدور" وتم إفتتاحها عام 2001.
وأكد أن الشريك الإسرائيلي كان له الفضل الأكبر في جذب التمويل الأوروبي لكن حالياً الحكومة المصرية تمتلكها بنسبة 100% وتنتج 2 مليون طن سولار شهرياً ورد على منتقديه قائلاً "ما ينفعش يكون رجل أعمال وقفل ..لابد من الفكر المرن ومصلحة بلدي وأعمالها".
وأوضح أنه تلكأ في تصدير الغاز لإسرائيل من عام 2000 حتى عام 2005 حيث تم إصدار مذكرة تفاهم ما بين الشركتين بإشراف من المخابرات المصرية والتي كان يشرف عليها اللواء عمر سليمان رئيس المخابرات السابق بنفسه.
ونفى توقيع أي عقد مع هيئة البترول او شركة غاز اسرائيل ، لأنه لم يكن راض عنها مشيراً إلى أن الراح لنائب رئيس مجلس الادارة والعضو المنتدب هو صاحب كل التوقيعات.
اضف تعليق