نالت حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو ثقة الكنيست الإسرائيلي (البرلمان) وصادق على الحكومة الجديدة بعدما صوت لها 68 صوتا فيما عارضها 48 وامتناع 4.. وذلك بعد 57 يوما من المفاوضات الشاقة..وأدت الحكومة الجديدة اليمين الدستورية أمام البرلمان قبل يومين من زيارة الرئيس الاميركي باراك أوباما لإسرائيل..وفى قراءة لتشكيلة الحكومة الإسرائيلية يتبين أنها ستواصل سياسات الاستيطان فى الضفة الغربية كما أنها ستعارض الحكومة الجديدة تقديم بوادر حسن نية للفلسطينيين لإقناعهم باستئناف المفاوضات.
ويأتي ذلك بعدما قال نائب وزير الدفاع الإسرائيلي داني دانون إن الحكومة الجديدة ستواصل مشاريعها الاستيطانية في الضفة الغربية.وأضاف دانون في حوار مع إذاعة الجيش الإسرائيلي إن "عهد إيهود باراك (وزير الدفاع السابق) انتهى، وأن الحكومة الجديدة ستعزز الاستيطان"، وذلك بعد اختيار نتانياهو عضو الكنيست موشي يعلون وزيرا للدفاع.
وفي نفس السياق، قال وزير الإسكان الإسرائيلي الجديد أوري أرييل إن الحكومة الجديدة ستواصل توسيع المستوطنات بنفس المدى الذي كانت عليه الحكومة السابقة.
وقال أرييل، وهو مستوطن يهودي وعضو في حزب البيت اليهودي المؤيد للاستيطان، للقناة العاشرة في التلفزيون الإسرائيلي إنه لا يرى سببا في تغيير سياسة الحكومة بالنسبة للاستيطان.
بينما قالت مصادر مقربة من وزير الدفاع الإسرائيلي المعين موشيه يعلون إنه سيعارض تقديم بوادر حسن نية للفلسطينيين لإقناعهم باستئناف المفاوضات.
ونقلت الإذاعة الإسرائيلية عن المصادر أن يعلون يعارض تجميد البناء في المستوطنات أو نقل مناطق أخرى إلى السيطرة الأمنية الفلسطينية أو إطلاق سراح عدد كبير من السجناء الفلسطينيين.
وأشارت المصادر إلى أن يعلون يعتبر مثل هذه الخطوات بمثابة "ابتزاز من جانب السلطة الفلسطينية قبل استئناف المفاوضات".
تصويت الكنيست
إلى ذلك ، صوت الكنيست الإسرائيلي لصالح حكومة نتنياهو بأغلبية 68 صوتا ، وقد جرى التصويت بمناداة كل عضو كنيست باسمه وليس عبر التصويت الالكتروني المتبع في الحالات العادية، وذلك لضمان عدم وقوع أي خلل في التصويت او تصويت عضو كنيست بدلا عن عضو آخر او تصويت احدهم مرتين، كما حدث اكثر من مرة خلال التصويت على مشاريع قوانين مختلفة.
من جهة أخرى أقدم عضو الكنيست عن حزب"يهدوت هتوراه" أمس الاثنين على تمزيق نسخة من الاتفاق الائتلافي من على منصة الكنيست.
وجاءت الخطوة الاحتجاجية غير المسبوقة ردا على البند الوارد في الاتفاق الائتلافي والخاص بتجنيد اليهود المتدينين وإجبارهم على أداء الخدمة العسكرية حيث صاح عضو الكنيست "موشه غيفني" أثناء تمزيق نسخة الاتفاق "المتدينين لن يتجندوا ولن يخدموا في الجيش ".
تركيبة الحكومة الجديدة
وتضم الحكومة الإسرائيلية الجديدة 22 وزيرا بمن فيهم نتنياهو ، ويتجاوز متوسط أعمار أعضائها المتوسط العام للحكومات الإسرائيلية بقليل ما منحها صفة الحكومة "الاكثر شبابا " ، لكن ومن زاوية الانتماء تعتبر هذه الحكومة الأكثر غربية "تضم يهود من أصول غربية" في تاريخ إسرائيل .
وسجلت الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة حتى عام 2006 متوسط عمر 53:6عاما فيما بلغ متوسط عمر وزراء حكومة نتنياهو المنتهية ولايتها 55:5 عاما فيما يصل متوسط العمر في الحكومة 33 " القادمة 57:18 عام فيما احتل وزير الصناعة والتجارة " نفتالي بينت " قمة الهرم الشبابي في الحكومة بعمر 41 عاما فقط فيما اعتبر الوزير الليكودي" عوزي لاندو " اكبر الوزراء سنا حيث ينهي في "أب" القادم عامه الـ 70 فيما لم يتجاوز نتنياهو الـ 63 عاما.
ولم تحتمل الأحزاب الدينية التي استبعدها نتنياهو بضغط كبير من حزبي "يش عتيد" و "البيت اليهودي" من التشكيلة الحكومية صبرا فغادر أعضاء الكنيست عن حزب "يهدوت هتوراه" القاعة فور سماعهم اسم "نفتالي بينت" مرددي هتافات معادية له صائحين "اليهودي لا يطرد أخاه اليهودية من بيته" في إشارة لموقف "بينت" من إخلاء بعض البؤر الاستيطانية.
وفيما يتعلق بالعنصر النسوي في حكومة نتنياهو القادمة احتلت 4 نساء فقط مناصب وزارية هن " ليمور ليفنات ، ياعل غرمان ، سوفا لندبر ، وتسيفي ليفني مقابل ثلاث نساء فقط خدمن في الحكومة السابقة .
وخلت حكومة نتنياهو الجديدة من أي وزير عربي ورغم أن حزب " البيت اليهودي" قوة مسيطرة في الحكومة اكتفى بوزير واحد من بين المستوطنين وهو المستوطن " اوري ارئيل " الذي يقيم في مستوطنة " كفار ادوميم " فيما يقيم بقية وزراء الحزب داخل الخط الأخضر .
وفيما يتعلق بالعنصر الاثني وأصول وزراء حكومة نتنياهو غلب العنصر الغربي" اشكنازي" على هذه الحكومة حيث تمتع اليهود الغربيون بالغالبية المطلقة بواقع 19 وزيرا غربيا وثلاثة شرقيين فقط هم " سيلفان شالوم ، مائير كوهن ، عمير بيرتس " .
اضف تعليق