الرئيسية » أرشيف » خطة واشنطن لضرب إيران: الاعتماد على الشبح B-2 والهجومية F-22
أرشيف

خطة واشنطن لضرب إيران:
الاعتماد على الشبح B-2 والهجومية F-22

تتحدث إيران والولايات المتحدة الأميركية عن استعدادها للحرب في الخليج لكن فيما وراء هذا الخطاب يحرص الطرفان على تجنب الصراع ومنع التصعيد ولو بطريق الخطأ على الأقل في الوقت الراهن، وخلال الايام الماضية دفعت سلسلة من التصريحات الإيرانية المتشددة بما ذلك، تهديد جديد بإغلاق مضيق هرمز وتدمير القواعد الأميركية "خلال دقائق".

ويقول مسؤولون ومحللون عسكريون غربيون إن طهران لديها القدرة على إشاعة الفوضى بالمنطقة, لكنهم يعتقدون أن الحرب الكلامية الحالية تهدف إلى تحريك الاسواق ومحاولة دفع الغرب لإعادة التفكير في مسالة تشديد العقوبات النفطية الرامية لتقييد برنامج إيران النووي.

ودخل حظر أعلنه الاتحاد الأوروبي في وقت سابق هذا العام علي استيراد النفط الإيراني حيز التنفيذ في أول يوليو "تموز" في حين تشدد الولايات المتحدة القيود المالية أيضاً علي طهران، وحتي بعض الدول الآسيوية مثل الصين التي كانت تأمل في الاستمرار في الحصول علي الخام الإيراني تخفض فيما يبدو مشترياتها، حيث تجد صعوبة في العثور علي تأمين علي الشحن أو خطوط تعامل بنكية تاركة إيران تعاني من عزلة متزايدة.

وقد كشفت دراسة أعدها بول روجرز خطة الحرب الأميركية علي إيران، إذا ما دعت الحاجة، وقالت الدراسة:

وصلت الجولة الثالثة من المحادثات بين إيران ومجموعة  1+5 (الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن وألمانيا) التي عقدت في موسكو في 19-18  يونيو "حزيران"2012  إلي طريق مسدود. وسوف تستمر العملية الرسمية علي مستوي أدني، لكن وسط أجواء من استمرار الشك المتبادل وفي حالة الانتخابات الأميركية، حيث تعمل السياسة ضد الحلول الوسط. إيران تعتقد أن معظم الدول الست تساوم باستخدام تأثير العقوبات حتي تنحني طهران وفقا لإرادتهم، في حين أن واشنطن تري أن الإيرانيين سعداء لإطالة أمد المفاوضات في حين أنها تسرع عمليات تخصيب اليورانيوم.

إلي جانب هذه الحسابات فإن الساسة في بعض الدول الأوروبية -خصوصا ألمانيا- يعرفون أن أي تأخير كبير في المفاوضات يمكن أن يخلق أيضا مساحة لتوجيه ضربة عسكرية إسرائيلية أحادية الجانب علي إيران، وهو عمل من شأنه أن يفتح الباب أمام فترة طويلة من عدم الاستقرار وحرب مدمرة.

الالتزام الأوروبي بالدبلوماسية حيال إيران نابع في جانب كبير من خطر الهجوم الإسرائيلي علي إيران. ليس هناك شك في أن إسرائيل ستكون مستعدة للقيام بمثل هذه الخطوة في الوقت الذي تختاره. ومما يدعو إلي القلق بدرجة أكبر علي الجانب الأوروبي في الأسابيع الأخيرة وجود مشاركة خطيرة من البنتاغون في التخطيط لخيار الحرب الشاملة المتعددة.

مسألة توقيت
ما يدعم هذا النهج المتشدد الاعتقاد بأن السبيل الوحيد هو عمل عسكري صغير وموجه بدقة جدا علي منشآت إيران النووية والصاروخية لإجبار إيران علي التخلي عن طموحاتها النووية إلي الأبد.

لا يوجد إجماع في دوائر النخبة الأميركية حول التعامل مع مشكلة إيران. أصوات قوية عدة، بما في ذلك داخل وزارة الدفاع، تقول بأن الخيار الأفضل هو الاستمرار في مزيج من العقوبات والحرب الإلكترونية المستمرة (الأخيرة بالتعاون مع إسرائيل). آخرون يجادلون بأن هناك حاجة للتخطيط للحرب، وهناك قضية مركزية في هذا الطرح تتعلق بالتوقيت الأمثل.

دعاة توجيه ضربة لإيران في البنتاغون يعتقدون أن النصف الأول من العام 2013  قد يكون أفضل توقيت. من وجهة نظرهم فإن هذا التوقيت له ثلاث مزايا. أولا، أن انتخابات الرئاسة والكونغرس في نوفمبر "تشرين الثاني" 2012  سوف تكون قد انتهت مع وجود ما يقرب من عامين قبل انتخابات التجديد النصفي للدورة المقبلة، وبالتالي سيكون هناك ما يكفي من الوقت للتخلص من آثار أي جدل سياسي مرتبط بالهجوم.

ثانيا، إن الأشهر المتبقية من الآن، وحتي الموعد المقترح سوف تسمح بالتأكد إذا كان هناك أي احتمال للوصول إلي تسوية سياسية. ثالثا، الحفاظ علي خيار الحرب مفتوحا – وإبلاغ الإسرائيليين في وقت مبكر جدا – من شأنه أن يجعل من الهجوم الإسرائيلي الأحادي احتمالا ضعيفا. الأكثر تشددا من مخططي الولايات المتحدة يرون أنه من الأفضل بكثير للولايات المتحدة "القيام بالمهمة بشكل صحيح" بدلاً من ترك إسرائيل بقواتها الأصغر بكثير تأخذ زمام المبادرة.

قوات هائلة
المخططون في هذا السياق يقولون إن القوات العسكرية للولايات المتحدة هائلة، ولاسيما قدرة سلاح الجو الأميركي (USAF) التي تنطلق من القواعد في المنطقة، والتي يمكن أن تتحد مع القوات الجوية المنطلقة من الحاملات البحرية في بحر العرب.

الأسلحة الرئيسية المستخدمة سوف تكون قاذفات الشبح B-2  الاستراتيجية وF-22 الهجومية، التي من شأنها أن تحلق فوق إيران.

ستكون طائرات الشبح B-2 الاستراتيجية عنصرا أساسيا، نظرا لقدرتها علي إسقاط أكثر من40  قنبلة في الطلعة الجوية الواحدة أو إطلاق قذائف خارقة للأرض.

لكن اعتمادها علي قواعد الدعم يعني أن B-2 يمكنها أن تعمل فقط من مجموعة صغيرة من القواعد علي مستوي العالم وأهمها قاعدة سلاح الجو الملكي البريطاني في فيرفورد جلوسيسترشاير، غرب إنجلترا، ودييغو غارسيا، وهي جزيرة تخضع للسيطرة البريطانية في المحيط الهندي. لهذا فمن الضروري أن تكون بريطانيا طرفاً مباشراً في الحرب من البداية.

بالإضافة إلي B-2 و F-22، هناك طائرات أخري -F-15E  وF-16  – التي سيتم نشرها لإطلاق الصواريخ الجو- أرض (JASSMS) من خارج المجال الجوي الايراني.

النقطة الرئيسية هنا ستكون  AGM-158-ER Jassm، النسخة الجديدة التي يصل مداها إلي575  ميلا (أي أكثر من ضعف المدي الحالي230  كيلومتر نسخة)، وسيتم نشرها في العام 2013.

لذلك فإن طائرات سلاح الجو الأميركي ستكون عنصراً محورياً في الهجوم علي إيران، ولكن البحرية الأميركية ستهاجم أيضا بالصواريخ التي تطلق من الطرادات والمدمرات والغواصات والصواريخ التي تطلق من الجو (التي يتم إطلاقها من F/A-18  التي تطير من علي متن حاملات الطائرات).

جميع هذه الأنظمة "وهناك العديد من الأنظمة الأخري" تفوق بكثير قدرة إسرائيل. لكن الجانب المميز لهذه الخطة أنها تركز علي الهجوم الذي يستهدف تحديدا الأهداف النووية الإيرانية ومنصات الصواريخ بهدف تخويف إيران وإجبارها علي قبول حقيقة أن طموحها النووي قضية خاسرة.

ونقلت المجلة المرموقة في مجال الطيران الدفاعي (Aviation Week) عن أحد قدامي الاستراتيجيين قوله: "يجب أن نعطي إيران التحذير المسبق بأننا سوف نلحق الضرر وندمر منشآتها النووية، وليس عملا من أعمال الحرب ضد إيران، الشعب الإيراني أو الإسلام. إنه هجوم وقائي فقط ضد منشآتها النووية، والأهداف العسكرية التي تعمل علي حمايتها. سوف نتخذ إجراءات استثنائية لمنع وقوع أضرار جانبية".

ينبغي التأكيد علي أن الهجوم الاميركي ليس وشيكا أو محتملا علي الأقل حتي الآن. ولكن إذا فشلت المفاوضات مع إيران، وإذا فاز ميت رومني في الانتخابات الرئاسية وسيطر الجمهوريون علي واحد علي الأقل من مجلسي الكونغرس، فإن الأمور سوف تبدأ في الاختلاف في الأشهر الأولي من عام 2013.

ربما كان العنصر الأكثر أهمية من هذا السيناريو هو الاعتقاد بأنه إذا وصل الأمر إلي الحرب فإن إيران سوف تستسلم بسهولة في مواجهة قوة كبيرة من هذا القبيل. الافتراض غير عادي، ولكن العقلية التي تفترضه مألوفة فهي نفس العقلية التي أقرت بانتهاء حركة طالبان في نهاية عام 2001، والتي توقعت أن حرب العراق سوف تنتهي خلال ثلاثة أسابيع ما بين مارس "آذار" وإبريل "نيسان" 2003. ويبدو أنها لم تتعلم شيئا من تجربة حربين طويلتين ودمويتين وهذا هو السبب الحقيقي للقلق.

إيران تحسن قدراتها الصاروخية
ذكر تقرير لوزارة الدفاع الأميركية "بنتاغون" قدم للكونغرس أن الجيش الإيراني يواصل تحسين دقة وقدرات الصواريخ المتوسطة والبعيدة المدي لاستهداف السفن.

ويلخص التقرير، الذي يحمل توقيع وزير الدفاع الأميركي "ليون بانيتا"، وقدم لأربع لجان دفاعية بالكونغرس بتاريخ 29  يونيو "حزيران" الماضي، ما أعلن عن وضع البرنامج النووي الإيراني ومساعدات إيران لسورية وحزب الله اللبناني وحماس وجماعات عراقية.

ويكرر التقرير تقييماً أميركياً قائماً منذ فترة طويلة مفاده أن إيران ربما تكون قادرة من الناحية الفنية من خلال مساعدات أجنبية كبيرة أن تختبر صاروخاً باليستياً عابراً للقارات بحلول عام 2015.

وقال التقرير: إننا نقيم بثقة كبيرة أنه علي مدار 30  عاماً أقامت إيران بشكل منهجي شبكة من العملاء الإرهابيين القادرين علي استهداف المصالح الأميركية والصهيونية.. لدينا شكوك في أن هذا النشاط مستمر.

وأضاف أن إيران تواصل تطوير صواريخ باليستية للوصول إلي الخصوم الإقليميين والكيان الصهيوني وشرق أوروبا، بينها صواريخ شهاب3  ممتدة المدي وصاروخ باليستي متوسط المدي يبلغ مداه ألفي كيلومتر.

وقال أنطوني كوردسمان وهو محلل في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية في واشنطن إن التقرير كشف النقاب عن أن إيران تسعي لتحسين قدراتها الصاروخية للتصدي للدفاعات الصاروخية الأميركية ولدول مجلس التعاون الخليجي وأنها تشكل تهديداً جديداً محتملاً للملاحة في الخليج.

وأشار التقرير إلي أن إيران، مثل الصين تطور وتزعم أنها نشرت صواريخ باليستية قصيرة المدي مزودة بجهاز باحث يمكنها من تحديد السفن والمناورة للوصول إليها خلال القتال.

وقال البنتاغون: هذه التكنولوجيا ربما تكون قادرة علي ضرب أهداف علي الأرض.