سقط عشرات القتلى في سوريا، أمس، التي شهدت تواصل قصف مناطق في حمص (وسط) واللاذقية (غرب)، وقصف درعا (جنوب) الذي أدى إلى مجزرة بحق مدنيين (نساء وأطفال معظمهم من عائلة واحدة)، راح ضحيتها 17 شخصاً، فيما تحدث المراقبون الأمميون عن مشاهداتهم في مزرعة القبير في ريف حماة (وسط)، حيث وقعت مجزرة الأربعاء الماضي، مؤكدين أن منازل تهدمت بسبب قصف بأسلحة ثقيلة وقذائف، وتفوح من المكان "رائحة اللحم المحترق"، إلا أنهم مازالوا يتقصّون عن أعداد القتلى التي لم يستطيعوا التوصل إلى إحصائية لها، فيما طالب معارضون المجتمع الدولي بإمدادهم بالسلاح والمال، وبدأ "المجلس الوطني" المعارض اجتماعاً ينتخب خلاله رئيساً جديداً له، عقب استقالة الرئيس الحالي برهان غليون.
في وقت جددت روسيا تأكيد مواقفها من الأزمة السورية، محذّرة من أن مستقبل العالم يتوقف على طريقة حلها، كما ورد على لسان وزير خارجيتها لافروف.
وواصلت القوات النظامية قصفها ومحاولتها السيطرة على أحياء الخالدية وجورة الشياح والقرابيص والقصور في حمص، وسقط 7 قتلى، وفي اللاذقية واصلت القوات النظامية لليوم الرابع قصفها ومحاولتها اقتحام منطقة الحفة، ما أسفر عن مقتل شخصين، وذكر مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن أن المعارك أسفرت عن مقتل وجرح العشرات من القوات النظامية.
وفي درعا ذكر المرصد أن 17 شخصاً على الأقل قتلوا في قصف على حي سكني، فيما تحدث ناشطون عن سقوط 25 قتيلاً.
وفي حلب (شمال)، تعرضت بلدتا حيان وبيانون لقصف القوات النظامية، ما أسفر عن مقتل شخص وإصابة 4 آخرين، وسقط ثلاثة عناصر من الجيش في اشتباكات على مداخل حيان.
وتفقد مراقبو الأمم المتحدة قرية القبير في ريف حماة (وسط)، وقالت سوسن غوشة المتحدثة باسم فريق المراقبين، إنهم رأوا العديد من المنازل المدمرة بسبب القصف، ومنازل أخرى أحرقت وكانت هناك جثث متفحمة في الداخل، واشتموا "رائحة قوية للحم محترق"، لكنهم ليسوا قادرين على تأكيد عدد القتلى.
وأوضحت المنظمة الدولية أن القرية كانت خالية من سكانها، وأن "المراقبين يواصلون العمل للتحقق من بعض الوقائع" .
وطالب قادة للمعارضة السورية المسلحة الأسرة الدولية، ليل الجمعة/السبت، بأسلحة ودعم أفضل في معركتهم لإسقاط النظام، معتبرين أن انقسام المعارضة ليس مبرراً للامتناع عن ذلك .
وتعتزم أطراف في المعارضة السورية داخل البلاد وخارجها، عقد مؤتمرين خلال الشهرين الحالي والمقبل، في محاولة لتوحيد جهودها والعمل على إيجاد حل للأزمة في البلاد.
فيما بدأ المجلس الوطني السوري اجتماعاً يستمر يومين في اسطنبول، لاختيار رئيس جديد لهذا التحالف، وتحدث عدد من مسؤولي المجلس عن "توافق" لاختيار عبد الباسط سيدا، وهو عضو كردي في المكتب التنفيذي، ويوصف بأنه رجل "تصالحي" و"نزيه" و"مستقل"، ما لم تحدث مفاجأة .
وحذر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف من تداعيات الأزمة السورية على الوضع في العالم، وأكد أن روسيا لن تعارض حلاً يتضمن رحيل الرئيس السوري عن السلطة، إذا قرر السوريون أنفسهم ذلك.
وقال إن مستقبل العالم يتوقف في جانب كبير منه على "كيف تحل الأزمة السورية"، وأشار إلى أن "ممولي المجموعات المسلحة غير المشروعة" هم أيضاً مسؤولون عما يجري في سوريا، وليس فقط الحكومة السورية.
وأكد أن موسكو لن تسمح بأن يوافق مجلس الأمن الدولي على اللجوء إلى القوة في سوريا، محذراً من اندلاع حرب أهلية شاملة.
ودعا مجدداً إلى مؤتمر لتطبيق خطة المبعوث الأممي العربي الخاص لحل الأزمة كوفي عنان، وشدد على ضرورة دعوة كل الدول ذات التأثير، منتقداً رفض الغرب دعوة إيران.
اضف تعليق