حذر المرشح الرئاسي، أحمد شفيق، من أن مصر ستشهد اضطرابات حال فوز منافسه عن حزب "الحرية والعدالة"، الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين محمد مرسي، مستبعداً فكرة حدوث انقلاب عسكري حال فوز منافسه، فيما أعلن عدد من مسؤولي النظام السابق تأييدهم لشفيق، خلال مؤتمر انتخابي نظمه حزب مصر القومي، بحضور كريمة الزعيم الراحل جمال عبدالناصر، وزوجة الرئيس الأسبق، جيهان السادات.
وأضاف شفيق في حواره لصحيفة "الأخبار" أمس أنه لن يدخل في صدام مع جماعة الإخوان حال فوزه في الانتخابات الرئاسية، وذلك كون عناصر الإخوان من المصريين الذين لهم حقوق وعليهم واجبات، لافتاً إلى أن تطبيق القانون سيكون الفيصل لأي نزاع مع أي من الأطراف السياسية، مشيراً إلى أن مصر أشبه بالسفينة ولابد لقبطان واحد لقيادتها، لأنه حال تنازع ركابها ستغرق السفينة، على حد قوله.
وقال إنه حال فوزه سيقوم بتشكيل حكومة وحدة وطنية، ربما يكون رئيسها من حزب الحرية والعدالة، مشيراً في ذات الوقت إلى أنه ربما يكون من خارج الجماعة، لكن رئيس الحكومة لابد أن يكون شخصية وطنية ومعروفة، تحظى بتأييد شعبي واسع، وتطلع إلى أهداف الثورة ومتطلبات المرحلة من استقرار الأوضاع والبدء الفوري في إدارة عجلة الإنتاج.
ونفى شفيق أن يكون مرشحاً للمجلس العسكري، مشيراً إلى أنه حال فوزه في الانتخابات الرئاسية ستكون علاقاته بالقوات المسلحة المصرية في حدود كونه سيكون القائد الأعلى للقوات المسلحة، الذي لا يتدخل في شؤون القوات المسلحة إلا فيما يتعلق بقرار الحرب.
وجدد تعهده باستعادة الثورة إلى الشباب، وذلك عبر تسكين أعداد كبيرة من الشباب في المواقع التنفيذية والقيادية بمؤسسات الدولة، مشيراً إلى أن جهاز الدولة "شاخ" ولابد من الدفع بالشباب في مفاصله، وكسب خبرات والاستفادة من حماسة الشباب وتطلعاتهم تجاه وطنهم . كما جدد شفيق تعهده بعدم العفو عن الرئيس السابق، حسني مبارك، رغم سوء حالته الصحية وسماح القانون بذلك، لافتاً إلى أن الإفراج ربما يساء فهمه.
من جهة أخرى، قالت نجلة الزعيم الراحل، منى عبد الناصر، خلال المؤتمر الانتخابي إن تأييدها لشفيق جاء حرصاً منها على تأييد إقامة الدولة المدنية وليست الدينية التي تسعى جماعة الإخوان المسلمين إلى إقامتها عبر مرشحها الرئاسي، وذلك لأن مصر دولة مسلمة بطبيعة الحال، مشددة على أن أمن مصر في وحدتها وقوتها وترابط نسيجها الوطني.
ومن جانبها، وصفت جيهان السادات المرشح الرئاسي بأنه يسعى إلى حماية ثورة 25 يناير، والتي غيرت مصر من خلال إقامة دولة مدنية لا يستأثر بها فصيل بعينه، مؤكدة أن دعمها لشفيق لم يكن عن معرفة به، بقدر ما رأته من برنامج يسعى إلى تطبيقه، رافضة ما يتردد عن احتسابه على النظام السابق بتكليفه بمهمة رئاسة وزراء مصر أثناء الثورة، لأن الدولة وقتها كانت تمر بمرحلة عصيبة، وكانت تستدعي مخلصين من أمثال شفيق، الذي قرر المواجهة، وعدم الهروب من التكليف.
ومن جانبه قال مدير مكتب الرئيس السابق لشؤون المعلومات، د . مصطفى الفقي، إن دعمه لشفيق جاء لإقامة دولة حديثة عصرية، تقوم على سيادة القانون، وشفيق هو خير من يمكن أن يعمل على تأكيدها، عكس الآخرين الذين يسعون إلى إقامة دولة دينية . وشهد المؤتمر الذي أقيم بأحد الفنادق الكبرى مساء الأربعاء، حضورا لافتا من مسؤولين سابقين بالحزب الوطني "المنحل" والنظام السابق منهم محمد عبد اللاه، ووزير التعليم العالي هاني هلال، ووزير التربية والتعليم أحمد زكي بدر، وفيما أعلنوا جميعا تأييدهم لشفيق.
اضف تعليق