استمرت اجتماعات المعارضة السورية في الدوحة باحتضان من "الأصدقاء"، في محاولة لتوحيد صفوفها من دون التوصل إلى إجماع حيث تم تمديد النقاش إلى اليوم (الجمعة) وربما غداً (السبت) في ظل خلافات حول العديد من القضايا، مع إعلان المجلس الوطني السوري تشكيلته الجديدة وسيطرة الإسلاميين على ثلث أعضائه وغياب أي تمثيل للمرأة فيه.
في وقت أكد الرئيس السوري بشار الأسد، أنه باق "يعيش أو يموت في سوريا"، محذراً من أنّ أي تدخّل عسكري سيزعزع استقرار العالم، وستكون تكلفته أكبر من أن يستطيع كل العالم تحمّلها، أعلن الرئيس التركي عبدالله غول أن بلاده لا تنوي إعلان حرب ضد سوريا، "لكن في حال تعرّضها للخطر فإنها ستتخذ أي نوع من الإجراءات".
ودعا رئيس الوزراء القطري الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني في مستهل الاجتماع المعارضة السورية إلى "تغليب مصلحة الوطن والشعب السوري على المصالح الشخصية"، مؤكداً أن "المسؤولية التاريخية الملقاة على عاتق المعارضة تتطلب منها العمل على توحيد صفوفها".
وطلب وزير الدولة القطري للشؤون الخارجية خالد بن محمد العطية من المعارضين "عدم مزايدة طرف على آخر"، ووصف الظرف الحالي بأنه "أقوى اللحظات حسماً وأبلغها خطراً". وأضاف أن "المعارضة السورية تتعرض اليوم لمشكلة خطرة وهي الفرقة"، ثم خاطبهم بالقول "لا تقفوا ولكن تقدموا، لا تترددوا في الوحدة ولكن أكملوا الطريق". وقال الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي على هامش الاجتماع إن "الكل متفقون على أن المعارضة يجب أن تتوحد لكنهم لم يصلوا إلى حد الآن لإطار يمكن للجميع أن ينضموا إليه".
وانتخب المجلس الوطني قيادة جديدة وأجّل انتخاب رئيسه إلى اليوم (الجمعة)، كاشفاً عن مبادرة خاصة به لتوحيد المعارضة من خلال إقامة "مؤتمر وطني" في "الأراضي المحررة" يضم 300 عضو يمثلونه والتنسيقيات المحلية و"الجيش الحر" والشخصيات المنشقة.
وأعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن موقف بلاده من الأزمة السورية لا يتسبب بإفساد علاقاتها مع العالمين العربي والإسلامي، مشدداً على حرص موسكو على المحافظة على هذه العلاقات، حيث يبحث الأسبوع المقبل في السعودية الأزمة السورية، ونبه إلى أن حل المشكلة السورية من دون مساعدة السعودية وتركيا ومصر وجيران سوريا وكذلك إيران والعديد من الدول الأخرى أمر صعب، وقال إن روسيا تعتقد أن الغرب يراجع نهجه تجاه المعارضة السورية .
ميدانياً، شهد عدد من أحياء دمشق، معارك وعمليات قصف، في وقت قتل 26 شخصاً في معارك بين القوات السورية ومقاتلين معارضين قرب الحدود التركية بعد دخول المعارضين لمنطقة "رأس العين" والاستيلاء على أحد المعابر مع تركيا، كما ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان.
اضف تعليق