الرئيسية » أرشيف » طهران تدعم الأسد بمليار دولار.. ودمشق تؤكد: لن نسحب الآليات العسكرية
أرشيف

طهران تدعم الأسد بمليار دولار..
ودمشق تؤكد: لن نسحب الآليات العسكرية

لقي 25 مدنيا سورياً مصرعهم أمس، معظمهم في قصف متقطع وإطلاق نار استهدف أحياء بابا عمرو وباب هود ومدينة الرستن في حمص، في وقت أشارت إحصائية جديدة للجان التنسيق المحلية الى أن عدد الضحايا الذين سقطوا نتيجة العمليات العسكرية المتواصلة لسحق المناهضين لنظام الرئيس بشار الأسد خلال الأسبوع الماضي بلغ نحو 690 قتيلاً، معظمهم في حمص.

وتزامن ذلك مع إعادة اقتحام بلدة الزبداني في ريف دمشق (منتصف ليل أمس)، رغم اتفاق وقف اطلاق النار الموقع بين السلطات الأمنية والمعارضة السورية. وقد سقط في عملية اعادة الاقتحام هذه خمسة قتلى وعشرات الجرحى. كما شهدت حماة انتشارا كثيفا للجيش.

وكان لافتا أمس أن القوات السورية خففت من هجماتها على حمص، بعد أسبوع كامل من القصف المتواصل على هذه المدينة، أسفر عن مقتل المئات وسبب أزمة إنسانية حادة. وقد شجع الهدوء النسبي الأهالي على الخروج من منازلهم بعد طول حصار استمرّ أسبوعا، بينما تجمع آلاف المحتجين في الشوارع منذ منتصف ليل أمس هاتفين ضد النظام.

من جهة ثانية، اتهم ناشط، يدعى عمر، القوات السورية باستخدام معتقلين كدروع بشرية في حمص. وقال إن الجنود يضعون المعتقلين المدنيين في الدبابات لمنع عناصر "الجيش السوري الحر" من مهاجمتهم في المدينة المحاصرة. وجرت عمليات إعادة تأهيل جزئية لإمدادات الكهرباء والهواتف، بعدما كانت المدينة منقطعة عن العالم الخارجي.

في الأثناء، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية السورية، جهاد مقدسي، إن دمشق لديها مطالب خاصة إذا فتح باب التفاوض على بعثة المراقبين، معتبرا سحب الآليات العسكرية "عيبا أساسيا ضمن عيوب كبيرة موجودة في البروتوكول العربي".
وأضاف "لن نساوم على أمننا وأمن المدنيين".

وأوضح مقدسي، خلال لقائه مجموعة من الصحافيين العرب والأجانب، الى جانب نائب وزير الخارجية فيصل المقداد، الذي قال إن من يراهن على سقوط سورية فانما يراهن على الفشل.

وكشفت وثيقة سورية سرية أن طهران خصصت مليار دولار لاستيراد سلع سورية لمساعدة نظام الرئيس بشار الأسد على التغلب على العقوبات النفطية والمصرفية التي فرضت عليه.

وجاء في الوثيقة التابعة لوزارة شؤون رئاسة الجمهورية السورية، ونشرتها صحيفة "هآرتس" أمس، أن "الجانب الإيراني خصص مليار دولار لاستيراد سلع وبضائع من المنتجات السورية. وكذلك يمكن للجانب الإيراني تصدير المواد والتجهيزات والمواد الأولية التي تحتاجها السوق السورية".

وذكرت الصحيفة أن هذه الوثيقة تسربت بعد عملية القرصنة التي تعرض لها البريد الإلكتروني لمكتب الأسد مؤخرا.

وحسب "هآرتس"، فإن الوثيقة موقعة من وزير شؤون الرئاسة منصور عزام، بتاريخ ديسمبر الماضي، وتلخص محادثات بين وفدين إيرانيين رفيعي المستوى ومسؤولين سوريين، حول تجاوز العقوبات الغربية والعربية بطريقة "التعلم من الخبرة الإيرانية".

وتقول الوثيقة إن عزام بعث إلى الأسد ومسؤولين سوريين آخرين "مذكرة بشأن زيارة الوفد الإيراني إلى سورية"، ضم 10 مسؤولين من مكتب الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد والبنك المركزي الإيراني وعدد من الوزارات. وأن الوفد، التقى رئيس الحكومة السورية عادل سفر ومحافظ البنك المركزي السوري ووزراء المالية والتجارة والنفط السوريين، وأعلن عن تخصيص مبلغ مليار دولار لشراء منتجات سورية أساسية، مقابل الموافقة على أن تنتج إيران أسمدة ومواد خام لصناعة البتروكيميائيات التي تحتاجها سورية، وتقسيط تسديد أثمانها لفترة طويلة. كما وعد الوفد بشراء 150 ألف برميل نفط خام يوميا ولمدة عام. وبحث البلدان أيضا سبل تجاوز العقوبات المفروضة على قطاع الطيران، وتم طرح اقتراح ببلورة خطة لإقامة محطة مركزية للطائرات السورية في إيران بدلا من الإمارات.

والجانب الإيراني اقترح تحسين طائرات تابعة لشركة الطيران السورية. بالإضافة الى فتح خط طيران من إيران إلى سورية يمر في العراق بدلا من تركيا، وممر بري عن طريق العراق. كما قرر الجانبان إقامة بنك مشترك وتحويل أموال عن طريق روسيا والصين.