دعم مجلس الأمن الدولي الخطة ذات النقاط الست عن سوريا التي اقترحها المبعوث المشترك إلى سوريا كوفي عنان، فيما أعلن عنان أن السلطات السورية أبلغته بانسحابها جزئياً من ثلاث مدن.
وعبر الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون عن رفضه التسليح، باعتباره ليس حلاً، وطلب من المعارضة التوحد كمقدمة لإطلاق عملية سياسية شاملة في سوريا.
ووافقت دمشق على زيارة اللجنة الدولية للصليب الأحمر إلى "مراكز التوقيف".
ودعا مجلس الأمن الحكومة السورية إلى التطبيق العاجل والملموس لالتزاماتها في الخطة بوقف تحركات القوات باتجاه المراكز السكنية، والتوقف عن استخدام الأسلحة الثقيلة وبدء سحب التكتلات العسكرية من المناطق السكنية وحولها، والانتهاء من تلك الخطوات بحلول الثلاثاء المقبل (العاشر من إبريل/ نيسان)، على أن تلتزم المعارضة من جهتها بوقف العنف أيضاً خلال 48 ساعة من هذا الموعد، أي في السادسة من صباح الخميس (12 إبريل/ نيسان) بحيث يكون هذا الموعد "ساعة الهدوء" أو "ساعة الصفر".
وقال عنان أمام مجلس الأمن إن السلطات السورية أبلغته أنها بدأت بسحب قواتها تدريجياً من إدلب والزبداني ودرعا . وأضاف أن فريقاً تابعاً للأمم المتحدة وصل إلى سوريا لبدء الاستعدادات التقنية لاحتمال نشر مراقبين لوقف العنف المسلح وتنفيذ المبادرة التي تقدم بها.
وبدأت، أمس، محادثات بين فريقي التفاوض من الخارجية السورية برئاسة نائب وزير الخارجية فيصل مقداد، وآخر من الأمم المتحدة برئاسة الجنرال النروجي روبرت مود، لبحث نقاط بروتوكول التعاون المزمع توقيعه بين الجانبين لتنظيم مهمة نشر المراقبين في سوريا، وفقاً لما تنص عليه مهمة عنان.
وأعرب كي مون عن قلقه من استمرار سفك الدماء في سوريا على الرغم من موافقة الحكومة على اقتراحات عنان . وقال متوجهاً إلى اجتماع للجمعية العامة للأمم المتحدة، إنه "على الرغم من موافقة الحكومة السورية على خطة المبعوث الخاص المشترك حول المقترحات الأولية لحلّ الأزمة، لم يتوقف العنف والاعتداءات في المناطق المدنية"، وحذر من أن "الوضع على الأرض يستمر في التدهور". وأضاف أنه "من مسؤولية الحكومة السورية الآن الوفاء بما تعهدت به، وأن تطبق بشكل كامل ومن دون شروط كل التعهدات التي تقدمت بها إلى المبعوث الخاص المشترك".
ودعا الرئيس بشار الأسد وحكومته إلى إظهار "رؤية وقيادة" وحث المعارضة كي تكون جاهزة للتخلي عن أنواع العنف كافة . وتابع "إلى جانب وقف العنف، من المهم التحرك بسرعة على صعيد العملية السياسية، فوقف الاعتداءات لن يستمر من دون أفق سياسي"، وقال "في هذا الإطار، تقوم المعارضة السورية بخطوات لتظهر نفسها كجسم متناسق، وهذا سيكون مهماً من أجل الحوار، وآمل أن نتمكن من إطلاق عملية سياسية شاملة وحقيقية قريباً".
وقال الأمين العام إن أعداد القتلى في ارتفاع يومياً، ولاتزال حقوق الإنسان بالنسبة إلى السوريين تنتهك بشكل خطر، والاحتياجات الإنسانية في تزايد مطرد.
وأضاف "بدأت الأمم المتحدة بحشد المساعدة، وقدمت العون لألفي أسرة داخل سوريا . ونحن بحاجة إلى بذل المزيد من الجهد وسنعمل مع الأطراف المعنية كافة لضمان ألا يترك الشعب السوري وحده في هذا الوقت الحرج . ومع توسع جهود الإغاثة، فسيبقى من الأساسي الحفاظ على استقلال وحياد المساعدات الإنسانية".
وأكد مسؤول سوري رفيع المستوى أن بلاده لم تبلغ عنان بموعد 10 إبريل/ نيسان موعداً نهائياً لسحب كامل قواتها وآلياتها العسكرية الثقيلة من المدن السورية، وأن هذه الخطوات مرتبطة باستجابة الطرف الآخر.
وقال إن "دمشق التزمت خطياً بخطة كوفي عنان ونريد منه أن يقدم ضمانات خطية عن التزام الطرف الآخر ببنود خطته، وأن اتصالاً أجراه وزير الخارجية السوري وليد المعلم معه أوضح خلاله أن سحب القوات مشروط بأن يستكمل عنان خطته التي تتضمن الطلب إلى الدول التي أعلنت دعمها تسليح المعارضة أن تتوقف عن تسليحها ونزع أسلحتهم، ووقف إطلاق النار على المواطنين".
وأعلنت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أن الحكومة السورية وافقت خلال المحادثات التي أجراها رئيسها جاكوب كيلنبرغر في دمشق مع المسؤولين السوريين على حضور أوسع للجنة الدولية بالبلاد . ووافقت وزارة الخارجية السورية على الإجراءات المحددة لزيارة أماكن الاحتجاز.
وأبلغ دبلوماسيون عرب بالأمم المتحدة بأن هناك شعوراً عاماً لدى معظم المندوبين بتوقع عدم التزام الجانب السوري بمطالبات بيان مجلس الأمن، وأن هناك توافقاً بشأن إعداد حزمة إجراءات تعكف الولايات المتحدة حالياً مع عدد من دول مجلس الأمن على إعدادها لاستخدامها جماعياً في حالة عدم التزام سوريا.
يأتي ذلك فيما أورد المرصد السوري لحقوق الإنسان أنباء عن مقتل 33 شخصاً على الأقل من بينهم 14 جندياً أمس الخميس . وقال المرصد إن 16 من القتلى سقطوا في حمص و14 في محافظة إدلب . وأظهر مقطع صوره نشطاء خارج حلب، خمس دبابات ومصفحات نقل جنود تطلق مدافعها الآلية الثقيلة بينما تتقدم عبر إحدى القرى .
اضف تعليق