يواجه زعيم صرب البوسنة السابق، ورادوفان كراجيتش، القضاء الدولي بملف جديد، بعد اتهامه بارتكاب جريمتي إبادة عوضا عن جريمة واحدة، وذلك خلال محاكمته الطويلة المتعلقة العنف الإثني الذي وقع خلال حرب البلقان خلال العقد التاسع من القرن الماضي. في وقت، أعادت البوسنة دفن 409 من ضحايا مذبحة سربرنيتشا بعد التعرف عليهم، وذلك بعد مرور 18 عاما على وقوعها.
وجاء التطور في قضية كراجيتش بعد أن قرر قاضي الاستئناف في المحكمة الدولية بهولندا إعادة اعتماد التهمة الثانية بالإبادة الجماعة، مقررا أن اللجنة القضائية التي أسقطتها في يونيو/حزيران 2012 أخطأت قانونيا بخطوتها.
ويواجه كراجيتش، الذي بدأت محاكمته عام 2010، تسع تهم أخرى على صلة بالعنف الإثني الذي وقع خلال تفكك يوغوسلافيا السابقة، والصراعات التي نتجت عن ذلك بين العديد من الشعوب والطوائف.
وتتعلق التهمة الجديدة بمحاولة كراجيتش إجلاء مجموعات من الكروات والمسلمين عن أجزاء من البوسنة والهرسك بشكل نهائي عام 1992، وقد سبق أن سقطت التهمة بعد أن قررت لجنة قضائية عدم وجود أدلة كافية لاعتمادها، غير أن قاضي الاستئناف اعتبر أن التصرفات التي قام بها، بما في ذلك احتجاز أعداد كبيرة من المسلمين والكروات في ظروف صعبة وتركهم يتضورون جوعا ويتعرضون للأمراض يمكن أن يعتبر جريمة إبادة.
واستند القاضي إلى مزاعم منسوبة لكراجيتش حول نيته التخلص من المسلمين في البوسنة من خلال قتل ثلثهم ودفع من تبقى إلى اعتناق المسيحية الأرثوذوكسية.
يشار إلى كراجيتش كان قد اعتقل عام 2008، بعد 13 سنة من الاختباء في العاصمة الصربية، بلغراد، وقد اعتمد على التنكر بشكل متقن عبر إطالة شعره ولحيته والعمل كمعالج يعتمد الطب البديل، ويواجه زعيم صرب البوسنة السابق السجن لمدى الحياة في حال إدانته لأن المحكمة لا تعتمد أحكام الإعدام.
مذبحة سربرنيتشا
في وقت، أعادت البوسنة دفن 409 من ضحايا مذبحة سربرنيتشا بعد التعرف عليهم، وذلك بعد مرور 18 عاما على وقوعها.
وعلى مرأى من الآلاف حملت النعوش ملفوفة بأغطية خضراء ووريت الثرى في مركز بوتوكاري التذكاري الذي يحوي الآن 6066 من شواهد القبور الرخامية البيضاء والخشبية.
وكانت قوات صرب البوسنة قتلت نحو 8000 من الرجال والفتية المسلمين في المدينة خلال خمسة أيام عام 1995 قرب نهاية حرب اندلعت عام 1992 مع انهيار يوغوسلافيا وحصدت أرواح 100 ألف شخص.
ومن بين من دفنوا اليوم 44 فتى أعمارهم بين 14 و18 عاما وطفلة رضيعة توفيت في مجمع تابع لقوات حفظ السلام الدولية، تم استخراج رفاتهم من مدافن مجهولي الهوية بعد التعرف عليهم بناء على تحليل الحمض النووي.
وقالت أم فقدت ابنيها في المذبحة: "أشعر كأني فقدتهما اليوم من جديد".
ولم يعثر حتى الآن على جثث بعض من قتلوا في المذبحة الجماعية، حسب ما ذكرت وكالة أنباء رويترز.
وقال العضو المسلم في رئاسة البوسنة بكر عزت بيجوفيتش: "واجه ضحايا أبرياء لا حول لهم ولا قوة كراهية عمياء من جانب مجرمين أشبه بمجرمي المعسكرات النازية في ألمانيا إبان حكم هتلر".
وأضاف ابن رئيس البوسنة خلال الحرب: "ظللنا نسأل أنفسنا طيلة 18 عاما ما الذنب الذي اقترفه هؤلاء في تلك الأيام الكاحلة ومع من؟"
يذكر أن مذبحة سربرنيتشا وقعت في إطار سياسة تطهير عرقي نفذتها قوات القائد العسكري الصربي راتكو ملاديتش لإقامة دولة صربية بالكامل داخل البوسنة ذات التنوع العرقي.
اضف تعليق