منذ الاعلان عن سقوط طائرة الرئيس الإيراني، إبراهيم رئيسي، وعدد من مرافقيه، خلال زيارته لـ “أذربيجان”، والتساؤلات ومن ورائها التكهنات تدور حول أساب سقوطها وهل جاء نتيجة خلل فنى أم أن الواقعة برمتها حادث مدبر ..ومع ترويج البعض لكونه حادثاً مدبرًا بسبب كلمتة مع الرئيس علييف غير أنه لايمكن الجزم بذلك ، وفى الوقت ذاته لا يمكن إهمال هذا الاحتمال .
بداية تبدو إسرائيل والولايات المتحدة الطرف المستبعد من عملية الاغتيال لعدة أسباب ليس من ضمنها على الإطلاق أنها ستشعل منطقة الشرق الأوسط، وتزج بها إلى حرب إقليمية موسعة.
وعلى الرغم من العلاقات التى تجمع أذربيجان بإسرائيل، فضلاً عن أن هناك نشاطا كبيرا للموساد في الأراضي الأذرية.غير أنه حال تورط إسرائيل فمن مصلحتها إعلان ذلك لامتصاص الغضب الشعبى فى تل أبيب من الاعتداء الأخير فضلاً ان ذلك من شأنه أن يرفع رصيد رئيس الوزراء الإسرائيلى نتياهو ويحد من موجة السخط العام ضده .بما يعنى أن إسرائيل كانت ستعلن بشكل صرح مسؤوليتها عن الحادث على غرار تفجير الموساد للمفاعل النووى افيرانى قبل سنوات .
واشنطن هى الأخرى لن يمثل اغتيال إبراهيم رئيسى إضافة لها ,لأن الرئيس سواء كان محافظاً أو من التيار المعتدل هو مجرد ظل للمرشد على خامنئى فضلاً عن أن سلطاته مقيدة بالسياسات العامة للنظام الملائى ..بما يؤشر أن غياب الرئيس الذى يجرى انتخابه كل 4 سنوات في ظل وجود المرشد الأعلى و الحرس الثوري بزمام الأمور لن يفيد أحدا، ولن يغير من سياسات إيران أو يقوض برنامجها النووى ..وبالتالى لايمكن مقارنة مقتل رئيسى باغتيال الولايات المتحدة لقاسم سليمانى فى 2020 لأن الأخير كان مهندس العمليات فى الشرق الأوسط والعقل المدبر للسياسات الإيرانية فى الخارج .
ومع أن إيران شهدت علىى مدار السنوات الأربعين الماضية طهران عمليات اغتيال وقتل أكثر من رئيس إيراني أو محاولات لذلك، منهم علي خامنئي، المرشد الإيراني الحالي، الذي تعرض لأكثر من محاولة اغتيال، لدرجة أن إحدى هذه المحاولات تم فيها شلل ذراعه اليمنى. وعلى الرغم من الشبهات حول وفاة علي أكبر هاشمي رفسنجاني فى 2017 والذى تم تهميشه سياسياً من قبل خامنئي وتثار الأقاويل حول أنه مات مسمومًا أو مقتولاً.
بيد أنه من غير المرجح تورط ، مجتبى خامنئي، نجل المرشد احالى والبالغ من العمر 54 عاماً باعتبار أن غالبية الإيرانيين كانوا ينظرون له ولرئيسي على أنهما المرشحان الوحيدان لخلافة المرشد الأعلى الحالي، الذي يبلغ من العمر 85 عاماً. لأن الأمر بينه وبين رئيسى لايعدو كونه منافسات حول من سيخلف خامنئي وليست صراعات.
إذاً وبالنظر للوضع الراهن, فإن إيران، المنعزلة دولياً، تعاني من مشاكل كبيرة في بنيتها التحتية وإمكانياتها فيما يخص مجال الطائرات. وفي الأعوام السابقة، لقي قادة ومسؤولون عسكريون بارزون حتفهم في حوادث مماثلة.وكانت مروحية رئيسي تمر عبر منطقة جبلية ضبابية وعرة في شمال غربي إيران. وأفادت الحكومة الإيرانية أن الجهود المبذولة لتحديد موقع التحطم أعاقها الضباب والرياح والأمطار الغزيرة، ونشرت لقطات لطواقم الإنقاذ وهي تهرع عبر الضباب. لذا يبدو الاحتمال الأقرب هو أن وفاة رئيسي مجرد حادث.
اضف تعليق