في الأروقة السياسية كلام عن أن أصدقاء لرئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي نصحوه بالاستقالة لأن السرايا تحولت، بالنسبة اليه، الى محرقة، فهو كمن يعمل داخل زنزانة، كيفما خطا، وفي أي اتجاه، يرتطم بالحائط، حتى إن مسألة روتينية جدا مثل تصحيح الأجور تحولت إلى "حرب باردة" داخل الحكومة التي غاب عنها شعار "الديموقراطية التوافقية" ليحل محل ذلك التصويت الذي قد يطاول، في القريب العاجل، موضوع التجديد للمحكمة الدولية، حتى وان استبق ميقاتي الأزمة التي تهدر بالقول إن دور لبنان هنا استشاري.
الشركاء في الحكومة سيطلبون منه إن يقول "لا، حين يستشار، حتى وان قيل انه كما تمكنت الحكومة من تجاوز (قطوع) التمويل ستتجاوز (قطوع) التجديد، إذ لا مصلحة للقوى الأساسية بأن ينفرط عقد الحكومة، وبالتالي أن تفلت السلطة من أيدي الذين يمسكون بها".
في غضون ذلك، أوضح رئيس لجنة الدفاع النيابية وعضو كتلة المستقبل سمير الجسر، اثر اجتماع اللجنة للبحث في تصريح وزير الدفاع فايز غصن حول عبور عناصر من تنظيم "القاعدة" بلدة عرسال في البقاع الى سوريا، ان غصن "لم يقصد البلدة بل الحدود مع سورية، ولم يقل ان عرسال أوت ارهابيين".
أضاف أن غصن أشار الى مصدر المعلومات هو الجيش، وان من جرت ملاحقته (حمزة قرقوز الذي نفى ضلوعه)، كان مطلوبا دوليا.
وأشار الجسر الى ان غصن على رأس وزارة الدفاع، وهو يقرأ جميع التقارير، ووزير الداخلية يسأل عن ذلك، والجيش يتعاون مع الأجهزة.
وشهدت الجلسة نقاشات جديدة وهادئة، وقد دعا نائب حزب الكتائب سامي الجميل الحكومة الى اتخاذ موقف واحد موحد من التصريحات المتناقضة، كما دعا الجيش الى التصدي لكل جندي سوري يعبر الحدود.
وفي هذا الإطار، قال رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط، في موقفه الاسبوعي في جريدة "الأنباء" الصادرة عن الحزب، ان مصطلح "تنظيم القاعدة" اصبح غبّ الطلب، وكذلك في لبنان "لأن بعض المسؤولين السياسيين أو الامنيين هم، بدورهم، على ما يبدو غبّ الطلب".
أضاف ان هؤلاء "لم يتوانوا عن الصاق تهمة الارهاب بحق بلدة لبنانية عربية عريقة هي عرسال التي تقع في وسط منطقة مناضلة ومحرومة تاريخيا، وغباء هؤلاء لم يسمح لهم بأن يقدّروا حساسية المواقف التي اطلقوها ومفاعيلها السلبية على البلدة ذاتها ومحيطها الجغرافي، طبقا للمعطيات المذهبية المعروفة في لبنان".
ورأى جنبلاط "ان مسألة القاعدة ان وجدت لا تعالج في وسائل الاعلام والمناظرات التلفزيونية والتراشق الاعلامي بل في القنوات الرسمية المختصة".
إلى ذلك، كشف البطريرك مار بشارة بطرس الراعي عن "حوار جدي مع (حزب الله) يتناول سلاحه، ولكن بعيداً عن الاعلام"، مضيفا أنه "سيكون يوم يتخلى الحزب عن سلاحه اكبر عيد".
وقال انه "من غير المسموح ان يكون السلاح موجودا داخل المخيمات الفلسطينية وخارجها".
اضف تعليق