لم يتراجع مستوى التصعيد بين إيران والولايات المتحدة حتى في ظل انشغال الطرفين بمواجهة انتشار “كورونا”.
إذ كان لافتاً عودة نبرة التهديدات الإيرانية مجدداً ضد القوات الأمريكية في المنطقة.
فبالرغم أن إيران كانت حريصة على نفى صلتها بالهجمات التي تعرضت لها قاعدة التاجي العراقية مارس الفائت
إلا أنها أصرت في الوقت نفسه على الربط بين تلك الهجمات ومقتل سليماني والمهندس
و يمكن تفسير تجدد التصعيد مر بين طهران وواشنطن في هذا التوقيت –وفقا لمركز المستقبل – في ضوء اعتبارات عديدة
1- ارتدادات الهجمات في العراق حيث ما زالت أميركا حريصة على الإشارة إلى أن إيران ليست بعيدةعنها
2- تعزيز الدفاعات الأمريكية في المنطقة إذ ترى طهران أن هذا الإجراء قد يكون معناه لانخراط في مواجهات عسكرية جديدة
أو وربما تقوم واشنطن بتوجيه ضربات أكثر قوة ضد الميليشيات الموالية لإيران، خاصة “الحشد الشعبي”.
3- تأثيرات “انستكس”: حيث ترى طهران ان العقوبات كانت السبب الرئيسي في انتشار فيروس “كورونا” بشكل كبير
و من خلال رفع مستوى التعاون مع الدول الأوروبية عبر آلية “انستكس”، حيث قامت الأخيرة، ، بتسليم إيران معدات طبية
ويتوازى ذلك مع استمرار رفض طهران للعروض الأمريكية بتقديم مساعدات لمواجهة الفيروس
وهو ما لا يمكن فصله عن التحفظ الأمريكي على تقديم صندوق النقد لقرض بقيمة 5 مليار دولار لإيران
باعتبار أن المشكلة لا تكمن في التمويل الذي يمكن توفيره وإنما في الإجراءات التي تتخذها إيران للتعامل مع الفيروس.
إن ما سبق في مجمله يشير إلى أن احتمال اندلاع مواجهات محدودة، مباشرة أو غير مباشرة
و لا يمكن استبعاده حتى مع انشغال الطرفين بالعمل على احتواء تمدد “كورونا”.
اضف تعليق