لليوم الثالث على التوالي، استمرت الاشتباكات بين المتظاهرين وقوات الأمن في ذكرى أحداث محمد محمود، حيث انتقلت الاشتباكات من محيط وزارة الداخلية إلى ميدان التحرير والشوارع المحيطة، بعد انتشار إشاعة عن وفاة ناشط من حركة 6 أبريل إكلينيكيا، فيما قام مجهولون بحرق استديو قناة الجزيرة مباشر مصر، الذي يقع في إحدي البنايات المطلة على الميدان.
ودعت عدة قوى سياسية ليبرالية ويسارية وائتلافات ثورية إلى تنظيم مليونية غداً الجمعة تحت اسم "مليونية الحرية" للمطالبة بالقصاص لقتلة الشهداء، والاعتراض على تعامل قوات الأمن مع المتظاهرين، وإعادة تشكيل اللجنة التأسيسية.
وأدى انتشار إشاعة الإعلان عن وفاة الناشط جابر صلاح مساء الثلاثاء إلى اشتعال المواجهات، التي استمرت بشكل متقطع حتى فجر أمس، وتجددت في الشوارع المحيطة بالميدان طول يوم أمس، حيث استمرت قوات الأمن في إطلاق الغاز المسيل للدموع وتبادل إلقاء الحجارة مع المتظاهرين.
ورغم إعلان حركة 6 ابريل عن وفاة الناشط صلاح إلا أن مستشفى قصر العيني أكد أن الناشط ما زال على قيد الحياة وبوضع حرج جراء إصابته بعيار ناري في الرأس.
وأكدت الحركة في بيان أنها لن تتوانى في ملاحقة الفساد والفاسدين، ولن تتقاعس عن كشف الظلم مهما تلوّن، ومواجهة القمع مهما حاول آخرون طمس أفكارها وتشتيت شملها، محمِّلة رئيس الجمهورية والحكومة المسؤولية عن تلك الحوادث وعن الإصابات الأخرى داخل الحركة وخارجها.
واستمرت طوال يوم أمس عملية الكر والفر بين المتظاهرين وقوات الأمن في محيط وزارة الداخلية والشوارع المحيطة بها وميدان التحرير، فيما لم تظهر أي بوادر لإمكانية احتواء الأزمة بعد فشل محاولات قامت بها عدة قوى سياسة لصرف المتظاهرين.
الاعتداء على "الجزيرة"
وتصاعدت الأحداث بشكل درامي بعد أن فوجئ العاملون بقناة الجزيرة مباشر مصر بصعود عدد من الأشخاص، وقاموا بالاعتداء عليهم وسرقة بعض محتويات الاستديو وإلقاء زجاجات مولوتوف بالمقر، ما أدى إلى حرقه بالكامل، دون وقوع إصابات بشرية، فيما قام آخرون بقذفه بالحجارة من الشارع وتحطيم واجهته الزجاجية التي تطل على الميدان.
وقام عدد من المتظاهرين بالاعتداء على اثنين من قيادات الأمن وبرفقتهما مدير أمن القاهرة، اللواء أسامة الصغير، خلال تفقده حريق مكتب قناة الجزيرة
وقالت وزارة الداخلية إنها تمكنت حتى صباح أمس من القبض على 118 من مثيري الشغب. على الصعيد السياسي تباينت ردود أفعال القوى السياسية، ففيما اعتبرت قوى الإسلام السياسي أن تحويل الاحتفال بذكرى أحداث محمد محمود بالعمل على تكرارها، يهدف إلى عرقلة أي تطور ديموقراطي في مصر، ومنع الجمعية التأسيسية من مواصلة عملها، اعترضت القوى المدنية على تعامل قوات الأمن مع المتظاهرين، مؤكدة أنه استمرار للنهج القديم.
اضف تعليق